السبت، 23 فبراير 2013

سرابي هذا الفضول أيتها القطة


أنا والقطة لم نتقابل صدفة

عندما انتقلت إلى هذا المسكن البعيد

كانت هناك
وأتخيل أنها كانت هناك تنتظرني
تتجسس النظر وتشتاق ليوم اللمس
ضوضاء هي رغم تخيلها ..
أنها صنعت من أنسجة الهمس
فضولية هي كعادة القطة ..
وجبانة أيضا
في لحظات الاتحاد .. تختار الفصام !!
في لحظات الاحتواء .. تختار الفطام !!
تختار الفطام وكوابيس الليل ..
والوحدة الجارحة
تنزف بين أحضان الدواء
بين سراب الهواء .. وخيالاتها الجميلة
تنزف القطة هروبا ..
شرودا .. برودا
شيء عقيم أن يختار النبع الجفاف
أن يختار النهر الحصار .. شيء عقيم
القطة لم تعد تنتمي للفضول
لم تعد تنتمي إلى أقرب الأقانيم إليها
القطة تنتحر ..
أحزن لهذا الانتحار ..
أصلب لهذا الانتحار ..
ولكني لن أقبل يوما حقا
لم يعطوني الاختيار
لن أقبل لحظة في الليل
لا تجرؤ علي مواجهة النهار !!
القطة تختار سراب الفطام
وأنا أختار الصليب
أختار اللحظة .. حيث الحقيقة
حيث الموت .. وحقيقة الفناء
تشابهني ولكنها تنكر
ليس أمام جارية تنكر
وليس أمام ثلاثون من الفضة أو الذهب
وليس أمام الصليب !!
بل تنكرني أمام الجميع
ما الفائدة ..
إنها تريد أن تعطيك للجميع
ولكن لا تحتويك لنفسها
ما الفائدة ..
القطة تنكرني أكثر من ثلاث مرات
بل تحاول أن تنكرني ..
مرات ومرات أمام نفسها
تنكرني ولا تنجح
أتجسد أكثر .. أتغلغل أكثر
فإنها لا تعرف أن فعل الفطام
كم يجذر التشبث
والمسافات التي بيننا
لم تنجح إلا في الاشتعال ..
وحرق الفواصل
وأظنك الآن تعلمت
كيف يتم التواصل
القطة جبانة ..
نحن لم نتعارف بعد
لم نتوحد بعد
لم نتورط بعد
جبانة أنتِ
اخترت الجوع ..
والعطش .. والوحدة
اخترت الآن ضد فضولك
القطة تختار ضد القطة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق