الاثنين، 25 فبراير 2013

أنين مكتوم أجوف


إذا انطفأت نقطة الضوء الوحيدة في نفق مظلم .. لا معنى للتيه أو العرفان
إذا غرق مركب انقاذك وأنت في قلب الطوفان
فلا معنى للشواطيء وسراب طوق الأمان
إذا اختفت نسمة الحياة التي تدب في عظامك الميتة رعشاً .. دفئاً
فلا معنى للبصيرة أو اللسان
الكل سيتساوى .. الأبيض والأسود
الشهيق .. والزفير
صرخة الولادة .. أو صمت الموت
الكل سيان
ما قيمة ترغيب بلا نشوة
وما قيمة ترهيب بلا خوف
عيونك الآن تنظر .. تحدق .. ولكنها لا تبصر
تتحسس ككفيف يجهل الأشياء من الأزل
إذ إنك الآن تميل نحو اللاصوت .. اللامعنى
تميل كأشجار الخريف التي بلا ثمر
ويداك الآن مد وجزر تتحرك كطواحين الهواء تتحرك
كعقرب ساعة تلطمه الأمواج وحيداً يتحرك
ضالاً ولدت وبقيت ضالاً
تداعبك الهداية بحربائية تصدقها
تسقط في الفخ فتكتشفها
مهزوم .. ومكبل .. وعبد .. تكتشفها
لا تملك غير دموع الاعتراض
ودموعك في الفخ المقدس تتهم
تصلب طفل بين طفلين
وتسمع صدى صوتها في الخارج .. تقول
دعوا الأطفال يأتون إليه
تقصد .. ليصلبون
ليهزمون
ليسكنوا القبر وهم منتظرون اليوم الثالث
الذي يأتي ويعبر عليهم مرور الأيام
عبور الأيام الخوالي
الآن قبحك أمام عينيك يكتمل
ونقطة الجمال التي فيك تتبخر في هدوء
تمشي عريان في الهاوية
لتجمع حطب كوخك البارد جداً
وتغلق كل نوافذه بحجارة رجمك
فلا شهيق في الهاوية
ولا نسمة ندى تبكي هنا
ولا رذاذ مطر الرقص .. هنا
هنا برداً .. ووحدة .. ونحيب مكتوم
وأنين عميق اجوف ينخر في العظام
وصوت يملأ أركان كيانك كل لحظة وطرفة عين
أنت المسئول
أنت المسئول
أنت المسئول 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق