الاثنين، 25 فبراير 2013

بوتوبيا السواد

أكتب .. وشيئا من العالم الآخر يكتب

جغرافيا القلب .. وجبال وقصور
وخيام تحمل أصابع الديناميت والنور
تنتفخ مكتبتي بالغرور
لا يحمل شبق الطيران
غير الأطفال التعساء وفئران الجحور
وقطة مبتلة تملأ وجه السماء بالنور
وتصعد السلم المكسور
لا يأتيها من بين يديها أو من خلفها فتور
وتحمل عصا تشابه عصا موسى المسحور
تتحول إلي ثعبان.. يشرب من النهر
وكأنه ينوي السحور
يغلف السلم بأجمل الأغلفة
وينتصر في الحرب الباردة
وعلي خط النار ويدفع النذور
يحمل بندقية الأوغاد.. وشجر الزيتون
يحترف المجون..ويخرج
من سجن إلي عدة سجون
لا يستدفئ أبدا إلا بنار الآتون
وينزف الدمع وحيدا وحيدا
يكتب أيضا وحيدا
وحيدا بغير هوادة
وحيدا فإن الوحدة سيادة
يستيقظ في الصباح وفي الليل يلبس البيادة
يذهب ليحارب .. ليموت
ما أجمل أن تحمل وهم الشهادة
تنسج خيالا عجيبا
تعشق فيه وتحارب فيه
تنتصر أخيرا أو تهزم أخيرا بكل افتخار..
بكل اختيار تختار الانتحار
ما أعظم هذه التجربة في النهار
بلا أسباب غير الاختبار
ما أجمل أن تكون يهوذا بدون خيانة
وبدون إحساس بالعار
ما أجمل هذا الانتحار
بلا أسباب غير الاختيار
معجزة أن يسير بطرس علي المياه
ليس هذه هي المعجزة صدقوني
ولكن أن ترضي السماء ..أن تقبل السماء
اختيار كهذا .. فهذه هي المعجزة وقمة العناء
والمعجزة الخاصة بنا هي
أن نمشي في الطرقات بين شوك الأرصفة
وقصور الحيات .. نجرح .. ونلدغ..
ولكن لا نموت .. نعم هذه هي المعجزة
أن تتكلم بلا اشتياق للبيوت
تنتقل ما بين السدود .. والسدود
لا ننكر أحد أمام الجميع
ليس الابن فقط يا آلهة الربيع
نحب الابن .. ونحب الجميع
شيئا ما يجذبنا للاستفهام
يجذبنا للنهر.. للأصدقاء .. للقبور
يجذبنا للأطفال .. والأعداء .. وللطبول
ويهدم كل أسوار الحقول
يوتوبيا السواد ..
الألم والحزن
والسواد ..
يوتوبيا الشرور






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق