هل
سمعتم ما سمعت ؟!
يقولون
أن أوزوريس
مازالت
تراوده خيالاته القديمة
بل
يقولون ما هو أكثر من ذلك !!
أن
إيزيس .. بدأت تظهر له
في
كثير من الأوقات
في
الليل تحوم حول منزله
وفي
الصباح تضيء له غرفته
بنور
أقوي من نور الشمس
وكأن
غرفته جزء من جهنم
يتلوى
أوزوريس .. ويتمتم
تمتمات
لا نعرفها
يقولون
أنها تمتمات الملائكة
وأقول
أنا .. لماذا لا تكون
تمتمات
الشياطين !!
ليس
هذا هو المهم
المهم
أن أهل القرية اجتمعوا
ولأول
مرة يجتمعوا
وكان
القرار …
إيقاف
هذا النهر في الحال
حراسة
دائمة أقوي من حراسة
الرومان
علي قبر المسيح
فحكماء
القرية يخافون !!
من
أن تصيبهم .. لعنة إيزيس وأوزوريس
لعنة
الحرية .. لمن استلذ القيود !!
لعنة
القيامة .. لمن عشق الموت !!
لعنة
المعرفة .. لمن خصاه الجهل !!
الحكماء
دائما يخافون
فالحكماء
كالآلهة .. والآلهة طبعا كالحكماء
ولكن
أوزوريس لم يعرف يوما طعم الخوف
ولا
يقبل الخنوع
يقولون
أنه هكذا منذ الصغر
في
طفولته كان طفلا
غير
كل الأطفال
وكأنه
.. ماركس
منذ
الصغر كان يعشق الفقراء
وكأنه
.. سارتر
كانت
تسكنه منذ الصغر الحرية
وكأنه
.. المسيح
منذ
الصغر يحمل مشيئة الأب
طفل
كان ..
يداعب
النساء .. ويهرول نحو الطير
وعلي
سريره في الليل ..
كان
يوقظ .. السهر والقمر!!
ويحاول
أن يوقظ الغير !!
وكانت
في القرية مناطق
للهو
الأطفال
يلعبون
فيها .. ويبكون أيضا فيها
ولكن
أوزوريس لم يشتهي هذه المناطق
إلا
في أوقات قليلة جدا
لكنه
كان يشتهي هذه المناطق البعيدة
وكانت
هذه المناطق هي مناطق الحكماء !!
أو
كما يتهامسون ويقولون بل هي مناطق الآلهة
مناطق
الكنوز المقدسة .. وأسرار الكون
كان
أوزوريس يعرف
خبايا
هذه المناطق كلها
وأتخيل
أنه كان يعرفها ..
أكثر
من الحكماء !!
بل
أتخيل ما هو أكثر من ذلك
أنه
كان يعرفها أكثر من الآلهة !!
وفي
سن الصبا بدأت تظهر عليه
نوبات
من السخرية اللاذعة
وبدأ
الجميع في القرية يقلق منه
ويتحاورون
فيما بينهم
يقول
بعضهم أنه شديد الذكاء
والبعض
الآخر يقول أنه ممسوس
ففضوله
ورؤيته لعورات الآلهة ..
قد
أصابته .. باللعنة
فهو
ملعون من غير أن يوضع
علي
خشبه !!
وكان
الحكماء يقولون ..
ملعون
من لا يخاف
ملعون
من لا يطيع
ملعون
من لا يكون من ضمن القطيع
وأوزوريس
لا يخاف
ولا
يطيع .. ولا يعطي لأحد أذنيه
لأن
قلبه كان بعيدا كل البعد !
عاشق
للوحدة .. وعاشق أيضا للزحام
كيف
؟ لا أعرف ..
أنا
أقول ما أسمعه فقط
وسمعت
أنه مدمن للقصائد
ومسكون
بالرقص
وأنه
يتخيل في أوقات كثيرة ..
أنه
تجسد للحياة .. كل الحياة
هذا
كان قلبه
وبالتالي
هو أيضا كنزه !!
في
كل هذا الوقت
لم
تكن إيزيس قد وجدت ..
قد
خلقت .. قد عرفت ..
لا
أعرف ..!!
فلم
تذكر كتب التاريخ عنها شيء
ولكني
أذكر أن أوزوريس
قال
في بعض قصائده ..
أنها
كانت موجودة فيه
قبل
تأسيس العالم
كوجود
حواء في آدم قبل ظهورها !!
كوجود
الابن في الأب !!
لم
أفهم ما يعنيه
ولم
يفهم أحد كالعادة
وأوزوريس
كما هو
أمس
واليوم والي الأبد
في
حالة من الانتظار الدائم
هل
ينتظر إيزيس ؟!
أم
ينتظر الفجر ؟!
أم
ينتظر ماذا .. لا نعرف
أكاد
أجن هل أوزوريس ذاته يعرف ؟!!
أم
أوزوريس فقط لا يكتفي !!
مائة
إيزيس حضرت
ومائة
فجر .. ولم يكتفي
ولم
يشبع ولم يهدأ
الحكماء
يصفونه
بأنه
به لعنة تسمي ..
لعنة
الجوع السرمدي
أصابته
بها الآلهة
عندما
كفر في قلبه
وقال
أن هذه الآلهة
ممتلئة
بالشبع ..
وبالاكتفاء
.. وبالتخمة
وفي
قصيدة أخري قال ..
أنها
آلهة .. عفنة
تتسلط
علي الموتى فقط
تشرق
وتمطر علي الموتى فقط
موتي
يؤلهون موتي
وأصنام
لا تنبض
قال
كل هذا ؟!!
أوزوريس
هذا كافر يستحق الموت
وبعد
كل هذا ماذا فعل ؟
هدأ
.. لم يهدأ !!
صمت
.. لم يصمت !!
تاب
.. لا يؤمن بالتوبة
أوزوريس
كفر بين !!
وماذا
فعل بعد ذلك
لا
نعرف عنه شيء
يقولون
بعد وضع الحرس
علي
منزله
ومنع
إيزيس من الحضور إليه..
أنه
اختفي
ذهبوا
معا إلى أين ؟ لا نعرف
فأوزوريس
لا يقبل الهزيمة
ولا
ييأس
وفي
أوقات كثيرة أتخيل
أنه
آت من بعيد
علي
مهرة .. مثله لا تخاف
وفي
يمينه يمسك بالشمس
وفي
يساره يمسك بالنهر
يخلق
فينا عهدا جديدا
أرضا
جديدة
أغنية
جديدة
إيزيس
وأوزوريس .. وسماء جديدة !!
ملحوظة
:
الآلهة
والحكماء هنا .. ترمز للأصنام .. وللمنابر المشوهة .. وللشعارات المزيفة التي لا
تهتم
بآلام
البشرية واحتياجاتها الحقيقية !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق