الأحد، 24 فبراير 2013

الاطفال في البؤرة .. وأقنوم في الحبس الانفرادي


الأطفال يتوجعون في الليل

يتراجعون للخلف ..
يتحدوا عند البؤرة .. بؤرة من الظل
والظل يلتهم الخيالات
ويحولها إلى مسخ .. إلى حيات
تتلوى وحيدا .. تنحرف وحيدا ..
تتسلق كل جبال الحزن سعيدا
تعزف عزفا منفردا
أقنوما وهمي ..
يظهر في الأحلام
يتبخر عند الاستيقاظ
يلتصق في سقف الغرفة
ليكون الأعلى ..
كلي العلم .. كلي الوهم ..
ويضخ ضبابا تعرفه
يتمخض مثل عيون المومس
فئران تلد الفأر
وعاهات تلد القهر
وضجيج يلد الكبت
وكهنوت يلد السبت
والأطفال في حالة من الشبق
حالة من الشبق السرمدي
ملح النهر .. وأشعة حارقة
تنفر كل ذباب الكون
تلحد بالقدر .. ولا تطلب عون
تغير كل لحظة ملابسها
ولا تغير جلدها أبدا
تستحوذ علي يهوذا كله
توظفه في بعض المواقف
تستحوذ علي المسيح كله
يمتلك قرار كل المواقف
تزداد البورصة
وتقل سعر العصمة في المتاحف
تقل إلى حد المقايضة
تقل إلى حد البداوة
تتحد الرجعية مع الغباوة
غباوة هذا القرن ..
تتضافر عصمة يهوه مع العداوة
أمام حقوق الإنسان .. ينشق الحجاب
أمام التكنولوجيا .. تسقط الأقنعة
تنحدر الشعارات إلى أعماق الهاوية
البقاء للأقوى .. للأسلحة .. للأضرحة
البقاء للمسيخ
عظيم هو سر الإثم
الآن قد ظهر في الجسد
البقاء للجهل .. للقبور
للحية القديمة .. للجحور
صوت صارخ في البرية يقول
" محمود درويش قد أسلم
محمود درويش قد تنصر
محمود درويش قد أعلن
انتمائه لإسرائيل .. "
انتمي المسيح للمسيخ ..
في هذا العصر
لم يسلم يهوذا المسيح ..
في هذا العصر
بل سلم المسيح التلاميذ
بقبلة مقدسة يا قدوس تسلمنا
بكذبة التشبيه تسلمنا
بصكوك الغفران تبيع لنا الجنة
في وهم الهوية والقومية
والألفية تعمدنا
في الخصخصة والتطبيع
والتجديد والتقديس تكفرنا
تسلمنا يا يسوع .. لمن ؟!
لهيرودس .. لبيلاطس .. للآخر
تسلمنا للجميع
البقاء للقطيع
للون الرمادي
لأكوام الذباب .. لدبلوماسية الجراب
البقاء للضباب
والأطفال ما زالوا يتوجعون
ويتراجعون نحو البؤرة ..
بؤرة الظل .. بؤرة الوحدة ..
بؤرة المنفي
بؤرة مكتوب عليها حبس انفرادي
زنزانتك الجميلة ..
حتى زنزانتك الجميلة
تحتاج منك إلى مخالب
لكي تقدر أن تحفر عليها ..
أن تعزف عليها ..
أن تصلب عليها ..
أن تحفر عليها كل الذكريات
لكي تقدر أن تنحت صور الأحباء
كل العيون الحزينة التي أحببتها
كل القلوب التي زرعتها
في صدور البوار
وكم خلقت في ظلمة يأس الرفاق
 نهار
كنت لهم في عز البرد
.. الأمان والجدار
استدفئوا بك ..
دفئا يستقي لهيبه
من الدرك الأسفل .. من النار
انحت الآن كل الحكايات
فموقفك الجيد دوما
وموقفك الخاطئ أحيانا
أعلي من كل الحصار
وسيبقي يحارب ..
رغم اله الصدفة والأقدار
كبقاء المسخ ..
كبقاء الدجال ..
كبقاء النار 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق