من يجمع فيَ .. لا يفرق

الليل .. وكوب من القهوة .. وأم كلثوم

وذكريات كؤوس النبيذ

ووجوه لا تنساها

وهمسات أبجدية بعينها

ونن عين .. وسهم نن

وصمت جدران تعود أن يصغيك

وإصغاء يتحايل عليك ..

وقلب قد تعود الإمساك في ذات الفعل

وذات فعل أصبحت أمامه مفعول بك

تحت وطأته تستسلم ..

وتحت حوافره تطحن ..

تطحن فتذوب عشقاً ..

وعشقك لا يبتلى ..

وإن ابتلى يصبر

وإن أخذه الروح يجربه .. ينجح

تسمع صهيله في ميدان التجربة

فوق الجبل أو أسفل أفخاذ المارة

في الأبراج الشاهقة ..

أو في جحور الشبق الحارة

أتسمع صهيله ؟‍‍!

اسمع صهيله في أركان صدري

وصداه في صحراء كينونتي

ينتابني بل أنتابه

يحتلني بل أحتله

أخذت مني السنين كثيراً

وأخذت منها ما لا يروي ظمئي

ما لا يشبع جوعي

ما لا يطفئ شبقي

عريان دخلت فيها ..

وأكثر عرياً أخرج منها

لم أتشبث يوماً ..

ولم ألهث دوماً

فتات من الرضى .. يرضيني

وموائد الأحلام التي يتخبط فيها الجميع .. تنفيني

تنفيني .. خارج المحلة

أو بين السطور

أو على زاوية من نافذتي الجميلة

أتفحص وجوه المارة .. وحزن الجيران

وعناوين جرائدنا المسمومة

ولعب طفلي الوحيد

أتفحص دون تلصص

وأتلصص دون تجسس

وأتجسس ليس لحساب أحد

لحساب عفويتي .. وفضولي الملائكي

لأمتلك من الحواديت ..

ما يؤهلني لأنافس به حكايات أمي

لأصبح ابنها البكر .. رغم إني الأصغر سناً

لأصبح طوق نجاة .. رغم إني الغرق بعينيه

لأصبح ما لا أقدر أن أحققه ..

ولأحقق ما لا أقدر أن أهواه

ولأهوى ما لا أقدر أن أحياه

ولأجمع فيّ .. شوق الحياة لشجرة المعرفة ..

وشهوة المعرفة لشجرة الحياة