لا تحزن على هذه التحف
الأغبياء يتعبون وينقبون طول العمر
بحثا
عن الكنوز
وعندما
يكادوا يقتربون منها
يخرجون
من العمق فجأة
ليستريحوا
.. وليلهوا
ببعض
اللعب الرخيصة
الرخيصة
جدا والتي لا يعرفونها
فجأة
يحدث هذا ؟
أم
هو التوقع اللعين ؟!
أم
هي نهاية الأشياء والجائعين ؟!
الجائعين
لأي شيء
حتى
للفتات الساقط من الأحذية البالية !!
بعد
سنين قضيتها في مرسمك الخاص
تصنع
تحفة كل لحظة
تضيف
إليها كمالها ..
لعلها
يوما يكتمل فيها .. الكمال
وتصير
تحفتك الوحيدة
تحفتك
كم حاولت تشويه جمالها
بغبائها
المحترف
ولم
تنجح لأنك كنت هناك
لتخلقها
من جديد
كنت
تقبل أن تخطيء وتصيب
أن
تحضر وتغيب
كل
هذا كان يتم في محضرك
تحت
عينيك كانت تتم
كل
الانحرافات الرخيصة
لم
تغيب عنك لحظة أو طرفة عين
كنت
دائما حاضرا عندما تدعوك
وعندما
تظن أنها اختفت
واختبأت
من أمامك
لتفتح
في الليل نوافذها للصوص
ليتعاهدوا
معا علي سرقة
كنوزك
التي أودعتها
في
غرفتها البالية جدا
كنت
تري كل هذا
وأنت
منتظرها أمام الباب هناك
تنتظر
خروج اللصوص من النوافذ
في
منتصف الليل
وهم
يحملون وينهبون
بعض
الجمال القليل منك
الذي
يظل يلمع في وسط قبحهم
الذي
يفضح قبحهم
تنتظر
خارج الباب
إلى
أن تفيق وتفتح لك
لتجتر
نفس السجود لك
ونفس
البكاء المر
وتدخل
أنت إلى غرفتها ..
ليس
كما البارحة
لا
تعرف الاجترار أنت ..
ولا
يعشقك الاجترار أيضا
وتحاول
أن تملأ الغرفة
بكنوزك
بعد أن أفرغت
صدقوني
.. لم أحزن من اللصوص
ولم
أبغضهم والله لم أبغضهم
بل
حزنت عليهم
لأنه
لا يوجد من بين اللصوص
لص
يعرف قيمة هذه الكنوز …
لص
ذكي تثمر فيه الكنوز
ولكن
العيب عيب تحفتي
فهي
حتى لا تجيد اختيار اللصوص
لص
تافه .. ولص يملؤه البوار
ولص
حتى يفتقد خبرة اللصوص
هذه
التحفة غبية حقا
كم
تشابه اللصوص ..
تعبت
كثيرا .. وتعبت أكثر
حلمت
كثيرا .. وحلمت أكثر
سقطت
كثيرا .. وسقطت أكثر !!
غبية
جدا .. بعد أن كادت تصل
إلى
بدايات الوجود
سقطت
……
ليس
هذا السقوط المعتاد
ولكن
سقطت هذه المرة
في
بؤرة العدم
غبية
جدا …
بعد
أن قضت طول العمر
لكي
تدخل قدس الأقداس
فجأة
.. وهي أمام الحجاب
في
لحظة طارئة جدا
كانت
تريد أن توسع تخوم القدس
فأزالت
عامود من الأعمدة !!!
غبية جدا ...
في لحظة الاتساع والإزالة
هدم
المعبد من المنتصف
ابتعدت
عن قدس الأقداس
أكثر
من الماضي
أين
هي الآن …
؟
لا
توجد هاهنا
بعيدة
أميال .. وأميال
لا
تري قدس الأقداس
ولا
حتى في أحلامها
غبية
جدا …
عندما
كادت أن تلمس هدب ثوبه
ليوقف
نزيف قلبها
ذهبت
لتعالج
بعض
المكياج أمام المرآة
غبية
جدا ..
وغبي
هذا اللص الأخير
لم
أتخيل يوما لصا
لم
يفض بكارة كنزه الخاص
لم
يداعب يوما كنزه
لم
يعرف أن يسرق اللآلئ المتاحة له
فكيف
يتجرأ أن يسرق لآلئ الآخرين
غبي
أيضا هذا اللص
ولكن
رغم كل هذا مندهش
أنا
.. مندهش لشيئين ..
لتوقعاتي
التي لا تخيب يوما
وبالذات
هذه التنبؤات عن الأشياء
والشيء
الآخر ..
أندهش
لاجتماع التناقضات الساذجة
ولكن
أرجع وأصحح مفاهيمي الخاطئة
ونواياي
العاشقة ..
وأقول
أن الأشياء لا تحتاج ..
أن
تعرف بعضها
لا
تحتاج .. أن تعشق بعضها
لا
تحتاج لبعضها ..
الأشياء
تنتابها بعض الأشياء
في
لحظات تشيئية للغاية
الأشياء
أكثر أشياء
مما
نتخيل أو نفتكر
حتى
مهما حاولنا أن نبتكر
غريبة
هذه الأشياء
تترك
من تعشق
يفر
من بين أيديها
لأنها
في هذه اللحظة زاحفة
لتمضغ
الفتات الساقط
من
الأحذية البالية
رحيمة
الأشياء
تشفق
علي بعضها البعض
تحتضن
بعضها البعض
وتفرغ
طاقتها بعضها البعض
رحيمة
الأشياء والله
رحيمة
الأشياء !!
لا
تريد أن تجرح أحد .. أي أحد
تفتح
الأبواب والنوافذ والحقول
التي
لم تزرعها .. لكل عابر سبيل
والله
قد ظلمنا الأشياء
فالأشياء
عطاءة متاحة للجميع
شمس
مشرقة علي الجميع
تجدها
علي نواحي الشوارع ..
وفي
الليل تتسكع
يجذبها
المتربصين
والمخصيين
الذين قرروا البوار
يشتهونها
.. وهي تبادلهم
نفس
الحنين
ظلمنا
الأشياء والله
نحن
هكذا دائما ظالمين !!
لا
ندرك عمق لحظات الأشياء
ولا
من يدور في أفق الأشياء
كينونة
الأشياء عميقة
لا
نقدر أن نستوعبها
والله
لا نقدر أن نستوعبها
آه
.. آه .. آه
عندما
يضيع الوقت
في
صنع تحفة تقرر الغباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق