الأحد، 24 فبراير 2013

عصفور غبي .. بيعشق الحرية جوه القفص !!


القفص ذهبي .. فضي .. حديد .. نحاس
هل يدرك العصفور الفرق بين المعادن ؟!
القفص واسع .. رحب .. ضيق الأفق
هل يدرك العصفور الفرق بين لون السماء الأزرق ..
ولون سقف زنزانته الرمادية الصدئة ؟!
هل يدرك العصفور الفرق بين التغريد .. البوح .. الغناء
الغناء ونباح الكلاب وصدى صمت الجثث ؟!

من تعود العادة سيظل عبداً في سواقي القطيع
من استلذ القيود لن يشعر بالمهانة .. ولن ترمش له دمعة
ولن يثور في وجه جلاديه .. سيـُقبـِّل الأيادي وهو منكس الرأس
سيظل خانعاً .. يوسوس بالنكات الرخيصة في السر
سيزورِّوا إرادته وهو قابع أمام التلفاز يغتال ليله
كما اغتال صباحه مبكراً

سيزرع ما لا يحصد
سيعرق دماً من شمس البطالة المـُحرقة
سيشيخ قبل أن يولد من جديد .. قبل أن يبدأ
قبل أن يعاهد .. قبل أن يحلم ..
قبل أن يحقق
قبل أن يكون .. سيتكفن .. سيتحنط ..
ليس تحنيط المومياء الجميلة

يعلق الدكتوراه على حائط منزله الهش
وعلى جدار مكتبه الفارغ من المعنى ومن الوجود
سيعارض ويقول " لا " .. ليتخيل أنه مستقل .. وحر
وهو في الحقيقة دمية على مسرح مباشر وفج ومبتذل

يلوث النيل ليبيع مياه معدنية في مصانعه الجرادية لكل ما هو أخضر
يلملم أطفال الشوارع ..
ويزرع الأشجار على الجانبين قبل مرور أولي الأمر المـُطاع
سجادة حمراء نحن ..
مزمار وطبول ..
حاشية وبخور ..
قبل العبور .. وبعد العبور

سيلوح بالأعلام .. وقت الانتماء الكروي
وسيهبط من المدرجات للشارع .. غير منتمي
يلوث البيئة .. ويزيد العالم ضوضاء
ويتحرش بالآثار .. تحرش المؤمن بالأصنام !

سيكسر الإشارة الحمراء
وسيرشي ويقبل الرشوة .. إكرامية هذا العصر
سيقفز من أسوار القانون ..
وسيثقب في جدار القانون الأبيض ثقباً أسود ليمر منه هو .. ومن بعده الطوفان

سيغازل .. نظرة .. فإبتسامة .. فسرير .. فلقاء
وسيخلع ملابسه كما خلع قلبه من جذوره من زمن
سيحلف وسيقسم على الوفاء .. كاللص
سيعاهد الخيانة في السر .. على الإخلاص
قبل أن يعاهد حبيبته في العلن

سيذهب كل واحد إلى ملهاته .. إلى طائفته
إلى عقيدته .. إلى جماعته ..
ليحتمي من البرد القارص .. وغياب حضن الوطن
نتشرذم .. نتناثر .. كجزر متنافرة متصارعة
نتحاور .. حوار الطرشان
ونتخبط .. تخبط العميان

وها الآن اسألوا الطيور المهاجرة
براً وبحراً وروحاً
قلباً .. وقالباً
أين انتماءكم ؟
أين أحلامكم ؟
أين قلبكم ؟
أين وطنكم ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق