وطن يضع أقدامه
في بحر الرمال المتحركة ..
يترنح .. تتعتم
رؤيته .. تتلعثم أبجديته ..
يتخبط .. بسفسطائية
بعض مثقفيه .. وبوضوح رؤية الإخوان
ها بعض من
ليبرالييه يقولون أنه لا ينبغي أن تعطي الدولة شرعية حزبية للإخوان .
عن أي شرعية
يتكلمون ؟
شرعية الشارع
والمسجد والإعلام .. حيث أسلمة إخوانية للمجتمع من أسفل .. ومن أعلى كمان صدقوني .
أم يقصدون شرعية
88 في البرلمان والقادم أخطر .
عن أي شرعية
يتسائلون ؟
والعلمانيين هم
العلمانيين ، قديماً كانوا يتخيلون نقاط الضعف الممسوكة على الإخوان أنهم ليس لهم
برنامج سياسي واقتصادي وإجتماعي وكأنهم تخيلوا أنهم وضعوا الإخوان في خانة اليك .
وها الإخوان
خارجون من بين أيدي العلمانيين ومن خلفهم ببرنامج متكامل .. " مافيش أسهل من
البرامج " .
وتخيل
العلمانيون والليبراليون أنهم احتكروا مصطلحات بعينها كالدولة المدنية ..
والديمقراطية وحقوق الإنسان .. والأمة مصدر السلطات .. وحكم القانون .. والأقليات
العقائدية وثقافة الاختلاف .
وها الإخوان
يقولون كل هذا وأكثر منه . بعضهم الآن يتكلم عن العلمانية الإسلامية بعدما تكلموا
عن حقوق الإنسان الإسلامية .. والإشتراكية الإسلامية .. والليبرالية الإسلامية .
وها بعض
العلمانيين مازالوا في برجهم العاجي يحاولون أن يضعوا حاجزاً آخر أمام حصان الإخوان
، الذي تمرس على القفز بخفة الأيائل وكل حاجز يجعله يعلو أكثر مما كان .. ويأخذ
مناطق بأسرع مما كان يتخيل أو يفتكر أو يخطط ..
والسؤال المحير
ليس للإخوان بل للعلمانيين :
إلى متى
تتخيلون أنكم بهذه المهاترات الدونكيشوتية سوف تعرقلوا مسيرة الإخوان أو تكونوا
نداً حقيقياً في ميدان الوطن الخاسر على طول الخط ..
وهل بعد نجاح
الإخوان بسحب كل أبجديتكم المقعرة والمحدبة ، وبتجنيد كثير من الشارع المصري في
خندقه الإخواني .. ماذا يميزكم الآن ؟؟
تطالبون بدولة
مدنية .. والإخوان أيضاً متمدينون
تتشدقون
بالأقليات والمرأة .. وها الإخوان كل لحظة يقولون " لكم ما لنا وعليكم ما
علينا "
تتشدقون بالقانون
وحقوق الإنسان .. إن أكثر الإخوان لحقوقيون
تتكلمون عن
الديمراطية .. والإخوان يزحفون نحو البرلمان بصناديقكم الزجاجية الشفافة
تتشدقون
بالعولمة والمعلوماتية .. جماعة الإخوان ليست من النيل للفرات بل من القطب الشمالي
للقطب الجنوبي .
يا ليبراليي
الوطن اتحدوا
يا علمانيي
الوطن اتحدوا
فقد حان وقت
الفعل لا الكلام
وسؤالي للإخوان
يتعدى حقيقة شرعيتهم وكذبة حظرهم
هو :
جميعنا يعلم أن
مكتب الإرشاد ولا شعبه لا يوجد فيه إمرأة ولا قبطي ولا شيعي ولا بهائي ، طبعاً لأن
الإخوان جماعة إسلامية واهابية ..
ولكن ما الحل
لو اصبحتم حزب سياسي ؟ هل سيكون حزب مرادف للجماعة بلا أطياف دينية أخرى ؟
وهل ستبقون على
الجماعة بإعتبارها هي الرحم والعامود الفقري ومنطقة التفريخ التمويلي والبشري
لإعداد العـُدة لقلب نظام الحكم .. سلمي أو عسكري
في هذه اللحظة
قولوا على الوطن يا رحمن يا رحيم
جماعة محظورة
تحت الأرض .. وحزب سياسي علني فوق الأرض
عقيدة وشريعة ..
دين ودولة ..
مصحف وسيف ..
عبادة وقيادة ..
وطن وجنسية ..
روحانية وعمل
نادي رياضي
وإجتماعي وصحافة وتليفزيون
والنتيجة تربع
الإخوان على عرش الخلافة الإسلامية ومقرها " مصر "
وها نزار قباني
يخيرنا بين نوعية الموت :
إما الموت على
صدري ..
أو بين دفاتر
أشعاري
تختار تموت
إزاي يا وطن ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق