الأحد، 24 فبراير 2013

شيطان هناك .. وآدم الساقط هنا ( شعر عامية )


غريبة عني الحيطان والوشوش
حتى عيوني والرموش
لكن عشقت فيك الناس الطيبين
وكرهت الزنازين والعروش
يوم الحساب .. ابتدا من يوم ولادتنا
نزلت أوامر علينا ..
اسمع كلام أمك .. اسمع كلام أبوك
اسمع كلام ناس جابوك .. وناس سابوك
خلقوا حيطان بيتنا .. أكلوا عيدان غيطنا
وما بين العيب والغلط والفتنة
دبلت زهور عيدنا
وفي جوه الساقية لعبنا وشيبنا
عروسة وعريس .. وعسكر وحرامية
وقمنا ونمنا
على نفس الوشوش والكوابيس والضجر
نفس العساكر والعفر والخوف من السفر
لكن من كتر ما تعودنا على ..
التلقين والتدقيق .. والتوبة والتزويق
يعني اتعودنا على الموت بالتحديد
واحترافنا خلق أطواق من حديد
تشد لتحت الغريق
تخلي أي براح يضيق
خلقنا يهوذا قرين لكل برئ
ونفخ الإله فينا نسمة حياة
نسمة منفى واغتراب يا صديق
لكن جانا المخلص .. بعد قرون من التجمد
من الأسر .. من التزمت
وسوس لينا التمرد
ولمسنا هدب ثوبه
دب فينا التفرد .. التجرد
وطرنا فوق للفضا .. للفراغ
وعرفنا معنى الصوت والصدى
دوقنا معنى الكلام
جربنا كل أنواع الغرام
ربينا الحيات .. طيرنا الحمام
خلقنا من التعجب والاستفهامات سهام
وبعنا كل نماذج الإجابة برخص التراب
وقطعنا ميت جراب
واخترقنا ميت ضباب
هدمنا العروش .. عشقنا الخراب
موتنا ضمير العوانس
الجوامع والكنايس .. الملاحدة والمدايس
وقعدت أداعبه لحد ما انتصب
راح عصر العطب
وابتدى عصر الغضب
عصر الخطية والحرام
زمن الغرام
وعشقت فيك جرأة مهياش على حد
ولسان سليط لاذع يصيب بجد
وعشقت فيك شجن ملوش أد
وعشقت فيك وطن ملوش غد
ما عرفش ليه سكنتني يا جدع
مديت جدورك فيه
وعملتني ليك غيه
ولقيتني فيك عمل ونية
رغم نبح الكلاب
وهوس الرموز في الكتاب
والهروب للفراديس والسراب
كل تعتيم الجراد
رافض تكون فريسة
ورافض تكون صياد
يا لون يا فائع عكس ألوان الرماد
في السماء كنت الشيطان
وفي الأرض آدم الساقط
والنهار ده ضد المنفى والسفر
ضد القبور الجميلة .. ضد العيون الذليلة
ضد الوصايا .. والعساكر الحقيرة    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق