السبت، 23 فبراير 2013

مكبث .. عطيل .. هاملت .. روميو .. والبقاء لغرفتي


ذهبت للمسرح في هذا المساء

لأني كنت أحتاج للكثير من التطهر
كما قال سقراط
وكان هذا المساء حافل
مكبث .. عطيل .. هاملت .. روميو
وأنا بمفردي في القاعة الصغيرة
أجلس في مواجهة المسرح
وكأن خشبه المسرح تواجهني
وكنت أنا أيضا أواجهها .. وأواجهني
وأواجه تلك الصورة عينها
تلك الصورة التي راودتني ولم تنجح
لوحة الإعياء .. كيف تنجح ؟!!
لوحة معلقة في الهواء
مزدحمة البصمات
بصمات من ؟!
لا نعرفهم
بصمات من ؟!
لا تجيبك
ويجيبك قلبك بالتراجع
حيث مسافات الأمان
وضيق التخصص
لوحة معلقة في الهواء
في دائرة الاتساع حيث المشاع
وأنا لا أطيق هذا النوع من الاتساع
لا أطيق ..
النهود الشاردة  .. لا أعرفها
اللمسات التي تبتغي ..
اللحظة فقط .. أبغضها
والعري الذي يقدر
أن يصنعه غيري
لغيري يكون عريا وليس لي
أنا لا أهوي غير تحفي
تحفي التي تكاد أن تكون غير موجودة
خيالاتي الهشة والمريضة
لوحة معلقة في الهواء
يشتريها عابر سبيل
يستيقظ في الصباح لا يجدها
ينفعل الغبي ..
يتضايق الغبي ..
ورغم كل هذا يعود ثانيا
يقابلها في الهواء .. معلقة كالعادة
يحاول أن يتحسسها كالعادة
ولكن في هذه اللحظة بالذات
ترفض عكس العادة
تدعي الفهم .. وتكتب علي البرواز
هنا قدس الأقداس
جاهدت كثيرا لكي تجد
مكانا فارغا من البصمات
لكي تكتب عليه
ولم تجد فكتبت فوق البصمات
فهي تجيد فعل المسخ
غبي .. ومسكين عابر السبيل
خام .. وتاريخ فارغ
وانفعالات عتيقة وبالية
مكبث .. عطيل .. هاملت .. وأنا
وهذا الحضور الخاص لليل !!
ما أبشع أن تكون !!
ما أبشع ألا تغيب عن الوعي
أن تتواصل لحظاتك
ميلادك وموتك .. كم هم متحدين           
متحاورين .. متصارعين
غرفتك التي تحملها معك دائما
ولوحاتك المثبتة جيدا
علي حوائط صدرك
حيث العيون العاشقة
والنهود التي لا تعرف
غير الانجذاب لك
واللمسات المتلهفة
والنبضات والهمسات الهادفة
ما أعمق التاريخ
البقاء للأقوى
للوح المخلصة
للوح الهادفة
للوح العارفة
البقاء لمن يقدر..
أن يولد في غرفتك ..
وأن يموت وهو يحمل غرفتك ..
البقاء لغرفتك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق