الاثنين، 25 فبراير 2013

أشياء تأخذ مني مكاناً أعرفه


كل يوم .. تنشق الحقيقة إلى نصفين
تدخل إلى الأعماق لتكتشف ..
كم هائل من التناثر .. من التنافر
فتجمع شظايا ما تعلمته ..
ما نحته .. ما جسدته
لتكتشف أنه قليل إلى حد الفتات
لا يشبع جوعك .. ولا يروي ظمأك
ولا يجعلك تقدر أن تمسك بطرف الخيط
تكتشف كل يوم حقيقة ذاتك
تواضعك الذي كل يوم يزداد عمقاً ورسوخاً
الذي يزيدك شراسة وتمرد أمام الهيكل
ويزيدك سجوداً أسفل أقدام الممسكة بذات الفعل
السامرية تأخذ فيك مكاناً .. تعرفه
وتابوت العهد يأخذ فيك مكاناً .. لا تعرفه
وعين امرأة تحمل إليك نسمة حياة ..
تأخذ فيك مكاناً تعرفه
وإلهاً يتشبه بك .. وتتشبه به ..
يأخذ منك كل كيانك
فتعرفك .. وتعرفه
قل لي ما هو يومك .. أقول لك من هو أنت
يومي أعرفه .. كما عرف آدم حواء
تتشبع به مسامي .. ويتشبع هو بأحلامي
لحظات يومي .. تبدأ بقرار إرادي حر
وهو .. أن أحلق ..
وأن أساعد غيري أن يحلق
اللحظة الثانية .. هي في البدء .. في التحليق
ما قيمة شهوة لا تتحقق ؟!!
والتحليق يبدأ من الداخل
أسقط كل الأكليشيهات القديمة
والأجوبة المعلبة .. والوجوه التي تعودت عليها
وأبدأ في السباحة من جديد 
أسبح ضد تيار العهد القديم .. والعهد الجديد
سباحة الأحياء .. أرى كل شيء جميل
حتى في القبح فيه أشياء ليس لها مثيل
التحليق لا يفرق بين السور القصير ..
والسور العظيم
وبعد ذلك تأتي اللحظة الثالثة
لحظة رصد التفاصيل ..
وامتصاص الأحلام منها
وإعادة خلق ملامحي من جديد
كل يوم يوجد اكتشاف جديد ..
ولادة من جديد
فالقلب اللحمي ينبض كل يوم نبض جديد
والثوار الحقيقيين يقفزون كل يوم ..
أسوار الجنة .. والنار .. والزنازين الحديد
والطيور التي اختارت التحليق ..
تعزف الأغاني .. وتكتب القصائد ..
وتفجر الأنهار كل يوم في جبال الجليد
فتزداد تواضعاً كل يوم
لأنك تعلم بعض العلم ..
وتجسد بعض الحياة ..
وإنك مازلت طفل ..... بليد
نعم أنا ..... طفل بليد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق