الخميس، 21 فبراير 2013

الراجل الأمن يحب الأمن !!

خارجي ظلام .. في نص الليل
والحانات موصدة في وجه المارة
ووجه القمر شاحب .. والشموع نحاسية صدئة معتمة
وهمسات فحيح أصوات البيادة

في أوطان ما بعد البطالة ، ينتشر داء وطن الأمن وليس أمن الوطن ..
ويرسخ ويشرع ويقنن مفهوم " المواطنة " ، ولكن نوع جديد من المواطنة يخص " مواطن الأمن "
الموجود في كل الطبقات وكل الفئات وهو مواطن ليس له نفس الحقوق ولكن عليه نفس الواجبات.

فليس من المعقول أن يكون المرشد الغفير مثل المرشد الوزير .. وكيف تتساوى رؤوس الصعاليك بأساتذة الجامعات ( فكل فولة ولها كيال ) و " المرشدين كمان طبقات " سبحانه .

وفي أوطان ما بعد الخرافة تنتشر الشائعات التي يروجها الجهاز " طبعاً أقصد الجهاز العصبي " ، إن كل حاجة معروفة .. وكل حاجة تحت السيطرة .. وكل الناس اللي انت شايفهم في الشارع .. وبيطلعوا في التليفزيون .. وبيكتبوا في الجرايد وحتى اللي بيطلعوا لك بالليل وانت متغطي أو عريان في أحلامك وكوابيسك .. دوول تبعهم .
ده حتى يا راجل المعارضة كمان تبعهم .. وهما اللي بيدوا لكل واحد دوره .. بس ساعات في ناس بتخرج عن النص شوية ودول بيقوموا بتصفيتهم بطرق عدة .
وبكده يا ولداه تلاقي نفسك شاكك في نفسك وكأنك " ديكارت " " أنا أشك إذاً أنا موجود " . وتبقى مش عارف حزب الوفد ده معارضة ولا حكومة .. حزب التجمع ده معارضة ولا حكومة .. أيمن نور ده عميل للحكومة وخرج عن النص وبقى دلوقت عميل للأمريكان فسجنوه .. ولا عميل لمصر ؟
تتلخبط يا ولداه وإنت لسه يا عين أمك صغير وفي عز شبابك .
تقول في سرك بلاها أحزاب .. خد سوسو
فتلاقي سوسو .. أقصد الجمعيات غير الحكومية .. نفس الداء .. داء وطن الأمن .. والمواطن الأمن . " حاجة تقرف " .
تتلخبط تاني .. هو سعد الدين إبراهيم بتاع مركز ابن خلدون كان رجل الحكومة .. وبرضه خرج عن النص فسجنوه .
وحافظ أبو سعده بتاع المنظمة المصرية .. برضه سجنوه ..
مين مع مين .. ومين ضد مين ؟
الحاجة الوحيدة الحقيقة الواضحة زي الشمس إن الحزب الوطني حكومي 100% ، وأمني مليون الميه ، لكن في ناس برضه حبوا يلخبطوني وقالوا لي إنه مخترق من الإخوان ( يا لهوي ) .. يا مصيبتي السودة .
يعني وطن مخترق من الأمن لحد النخاع .. وأمن مخترق من الجماعات الإسلامية ( يا مصيبة زرقا ) .

طب .. إيه العمل دلوقتي يا صديق .. في أوطان ما بعد العسس .. في زمن البصاصين والقمر الصناعي اللي بيصورك وإنت بتستحم " كاشف القلوب والكلى والنوايا " .
وشوف ربنا .. صحيح القوي في الأقوى منه ، اللي بيتقال على الحكومة والأمن بتوعنا .. بيتقال على أمريكا بالنسبة للعالم ، وبالذات العالم اللي احنا وقعنا في دباديبو " العالم الثالث " ، المتخلف الرجعي .. الجاهل .. الأمي .. المريض .. السفلي .. الدكتاتوري .. الشمولي .. اللاإنساني .. الهمجي .. البربري .. اللي جاب صفر في المونديال .. اللي هربان من التجنيد .. اللي أهلينا خلفونا فيه .
يعني شوف .. صحيح طباخ السم بيدوقوه .
اللي خلى كل البلد مرشدين .. إما مرشد إيجابي بيوصل معلومات أو مرشد سلبي شايف المعلومات رايحة قدامه وبيغض البصر والبصيرة عنها ، زي نظام " الساكت عن الحق شيطان أخرس " .. ونظام " قالوا يا فرعون إيه فرعنك ، قال ملقتش حد يلمني " . يعني فيه ناس مع فرعون بيفرعنوه ، وفيه ناس شايفين فرعون بيتفرعن ومطنشين خالص ، واخدين بنصيحة جحا " طالما بعيد عنـ .. ماليش دعوى بيه ! "
رغم جحا ماكنش فاهم إنها واحد والرحايا بتلف .. والدور جاي عليه آجلاً أم عاجلاً .
-         شوف ربنا .. هما كمان مشغالين مخبرين بس برتبة رئيس أو ملك أو وزير عند العم أمريكا .. وأقرب مثل قدامكم صدام ، شوفوا افترى ازاي لكن مين هيتعظ وياخد عبرة .. ويعترف إن الدنيا فانية ولا باقي إلا وجه الله .. " شكلي هأشتغل حانوتي ولا إيه !! "

وبكده يا ولداه في الوطن الأمن ، الرجل الأمن يحب الأمن .. ولذلك إليك توصياتي ..
" وتتنصحي تتنصحي .. متتنصحيش متتنصحيش .. وعقلك في رأسك تعرفي خلاصك "
وتكتشفى مرشد فيها .. يبعتولك مرشد أحسن منه
-         أول قاعدة في النشان : تبص من فتحة الشيز ، أسفل منتصف الهدف .. تحت سن نمل الدبانة .. تلاقي نفسك وجهاً لوجه مع الحقيقة العارية
حد فاهم حاجة .. عايزين حد يفك الشفرة يا باشا

   -  اتنين .. عايز تعرف البصاصين عليك بعمل الآتي :
* اسمعوه لحد ما يخلص هتلاقي كل كلامه فاضي .
   وقليلين منهم اللي بيفهموا بجد .. ودول بيبانوا أكتر لأنهم بيتكلموا ويفهموا .. لكن ما بيعملوش حاجة حقيقية من الشعارات اللي بيرفعوها .
* فضولي .. ولديه حاسة السمع .. وحاسة الأسئلة .. وحاسة كتابة كل شيء بتتقال في ورقة أو في ذهنه .. دقق وإنت هتعرفهم .
* طويل القامة .. وساعات بيكون قصير
* متطوع .. ويفرض نفسه لو معزمتوش ( على رأي الفيلسوف كاريكا – شنكوتي ) .. شخص فاضي بلا جوهر .. بلا طعم .. بلا روح حقيقية .. مهما تقعر أو تفلسف تلاقيه بيرن . 
* أناني لا يضحي .. لا يلعب إلا في اللعبة الرابحة ، ولو بيلعب في لعبة خسرانة هتلاقيه إما في أول الصفوف بيجري .. إما في آخر الصفوف بيقـُش ، لكن عمرك ماهتلاقيه في مكانه اللي يستحقه .
لأنه العقلية الأمنية عقلية لا تؤمن بالكفاءة ولكن تؤمن بفتونة السـُلطة " والإحساس إنه مسنود وإنه راجلهم " .
* عاشراً .. وهأختم بعاشراً .. ما تعرفلوش عنوان ولا إنتماء واضح ، متلون حربائي ، مش مرن .. وأصلع وساعات بيكون بشعر .. فيه فرق كبير قوي ..
خد بالك علشان ما تتلخبطش وتمسك حد تاني في الضلمة اللي احنا فيها دي .. مش عايزين قلق في القاعدة يا رجالة .

أخيراً في الوطن الأمن ، الرجل الأمن يحب الأمن ..
في وطن البطالة الإقتصادية .. والثقافية .. والوطنية .. والروحية .. كل C.V. المواطنين قابل للشراء .

كفاية كده .. نلعب بقى
تشتري كلب .. بيهوهو .. بيهوهو
تشتري كلب .. بيهوهو .. بيهوهو 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق