لقد ابتلتنا الآلهة في آخر الأزمان
بكائن من الإنس أم من الجان – الله أعلم - .
انتظرنا أن يكون رجلاً في مجتمعنا
الذكوري الفحولي ، فكانت الطامة الكبرى أنه من الإناث – أعوذ بالله .
وابتلتها الآلهة بعد أن ابتلتنا بها ،
ابتلتها بعقل ليس كعقلنا .
عقلنا المتواتر الذي يحمل من البديهيات
ما يزيد عن طن – بإذن الله - ، إلى الدرجة التي أصابتنا البديهيات من تراكمها
علينا بمرض عضال وهو تخمة البديهيات الذي يصيب الأفراد والأمم ، فتحمل كالحمار
أسفاراً ، هرماً من البديهيات بلا تعريفات – شفانا وشفاكم – وإعجازاً بلا معمل ..
وتكراراً ببغائي .. وحوار طرشان.
وها كل فترة تسقط علينا سماء هذه الأنثى
شهباً ونيازك على أم رأسنا بعلامات استفهام لم نعدها ، وعلامات تعجب قبل أن نتعجب
منها تتعجب منا ، ومنطق ساخر سخرية الكوميديا السوداء .
تمسك خيوطنا وخيوط عرائسنا المدفونة
رؤوسهم كالنعام منذ قرون .
لتواجهنا ولتضعنا أمام مرآة عارية
" كالملك العاري " ، وكطفل لا يجيد فن التجميل واللا مشي على صراط السلك
الدبلوماسي ولم يصاب ضميره بعطب الشعور بالذنب ، ولا رهبة الترهيب ولا سيلان لعاب
الترغيب .
تفاجئنا .. ونحن بكل بلاهة نفاجأ .
تستفزنا .. ونحن بكل بساطة نـُستفز .
كل مقال يفعل فينا ذلك .. كل مقال
ولم نتعلم .. نستفز ونهدأ .. ويذهب كل
واحد منا لملهاته ..
لسواقيه المتجذرة في الرمال المتحركة .
ليحرث في البحر كعادتنا التي لم نشتريها
.
يفرح لحظة مع ليلاه .. ويبكي لحظة على
ليلاه
كراً وفراً تعاود .. وكراً وفراً نعاود
ابتلتنا بها الآلهة .. فلا مفر غير أن
نأخذ شهيقاً أو زفيراً – سيان – أثناء غيابها .
فهي تأتي كالطوفان ، وكاللص في الليل .
كالبرق في زنزانتنا المعتمة والصدئة
والموحشة .
ملعونة هي بين نساء العالمين .. ابتلتها
الآلهة بعقل قبل أن تبتلينا بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق