تعودت في أرض الغربة
أن
أبدع وطن .. وان أخلق إنسان
في
أرض المنفي .. شهوتي تنحت أوطان
وخرائط
لم تصنع من قبل
أجسد
مدينتي بعيدا
عن
أيدي الشرق .. أو الغرب
بعيدا
عن زهرة الصبح .. أو الرب
خرائطي
لا تقلد .. ولا تمسخ
وللأسف أيضا .. لا تدوم
لم
يعثرني البوار يوما
عن
صنع مدينتي
ولم
تسمرني الهموم
ففي
قلب البوار والظلام ..
أسترشد
بالنجوم
وبقمري
الذي لم يبخل لي يوما
ولم
يسلمني للضباب أو للغيوم
أسترشد
بجرأتي
وبجروحي
التي تنزف قيامتي
أسترشد
بخطيئتي وبفرحتي
أستيقظ
من الصباح الباكر
أفتح
نوافذي .. وأدخل مرسمي
وأنفخ
من روحي في طينتي
فتتحول
إلي مدينتي ..
أبرع
جمالا من رسمتي
أطعمها
.. وأسهر طول الليل أحاكيها
وطن
في منفاي .. أناديها
وفي
وقت الصلب .. أكون الآب أنجيها
من
قبلي لم تكن .. كانت خربة وخالية
وموحشة
جدا ..
من
قبلي لم تعرف طعم البُن
ولا
كيف يكون الصبح ..
ولا
كيف يعزف الليل
ولا
كيف ترافقها القصائد
ولا
كيف تدغدغها الحرائق
من
قبلي لم تعرف كيف التحليق
..
أو حتى الطيران
من
قبلي كانت كلمة بلا معني
وتر
بلا لحن .. سماء بلا مطر
من
قبلي لم تعرف معني الخطر
والآن
أشيدها .. أُحَضِّرها
أداعبها
قبل العُرس لغيري
لتكون
أكثر جمالا .. أكثر دفئا
أكثر
معني .. لغيري
أنا
هكذا منذ الأزل
أخلق
من العدم وجودا .. لغيري
وأخلق
له جنة ..
وأراه
وحيدا يحتاج لغيري
فأداعبه
وبخفة يد ..
وفي
أقل من لحظة
أوجد
له معينا نظيره
معينا
له يكون ... غيري
لا
أنتظر منه شيء غير العصيان
والانحراف
بعيدا عني
أحزن
عليه .. وأبتسم
لأنها
سنة الحياة
وأراني
.. آخذني برفق
نحو
مرسمي وليلي
ومنحوتاتي
التي لا تنتهي
لكي
ابدأ من جديد ..
في
خلق مدينة أخري .. لآخر غيري
فرحة
أخري .. لحزين غيري
دواء
جديد .. لمريض غيري
إله
جديد .. لكافر غيري !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق