مصلوباً .. ما نوع
النزيف الذي تريده ؟!
غارقاً .. هل تسمح لي
أن آخذك إلى نزهة ؟!
مطعوناً من الظهر ..
هل آتي لك بمقعد لتستريح ؟!
يعرضون عليك كل
المتنزهات ..
وأنت تضخ وجعاً
وأنت ترى أبنيتك
الشاهقة تهوي
وأبراج بابلك الخاص
تذوب كالشمع
يعرضوا عليك ورودك
التي تحييك برحيقها
وأمطارك التي ترقص
أسفلها وتغتسل
لعلك تتطهر من جراح
الأمس
من صلب الأمس ..
من غرق الأمس
لعله يطرح كل الأمس
في بحر النسيان
وتفقد ذاكرتك
وذكريات قد نحتها
باحتراف
لم أكن أخاف يوماً من
الأنهار
سفينتي صـُممت ضد
الغرق
ولكنني أضعه دائماً
ضمن الاحتمالات
حتى دائرة المريمات
لم تخلو من هذا الاحتمال
فالعصمة لله .. ولنا
نحن الأشواك
وضيق براح الأغلال
أصعب من الشوكة في
الجسد
أنك لا تملك حق
الفرار
حق القرار
تـُبقي صليبك .. وتـُبقي
الغرق .. وتـُبقي خنجر الظهر
وكأنك تهوى الألم
وكأنك ترتشفه في
الصباح برفقة فنجان قهوتك المـُرة
وفي المساء تحتضنه
لتمر إلى كوابيس الأحلام
لعله يكون ردائك
وكفنك
به تعيش وفيه تموت
وها كل الجمع حولك
يصفق لك على قدرتك
يبادلك ابتسام ..
لابتسامتك
ابتسامته المشجعة ..
وابتسامتك الساخرة
زيت وماء لا يلتقيان
ويذهب الجمع من حيث
؟أتى
وأنا لا أبرح مكاني
ملتزماً بصليبي ..
وبأمواج غرقي
وبمقبض خنجر طعني
ملتزماً .. ملتزماً
.. ملتزماً
قدراً اختياري هو
يسخر منك طول الوقت
وأنت مكتوف اليدين ..
مـُكمم الفم
معصوب العينين
والكل يحسدك على
حريتك
حرية الكتابة ..
والصراخ .. والرؤية
وأنت لا تملك في
الحقيقة غير حلاوة الروح
وشجن القلب
وشلالات الدموع
الضائعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق