الثلاثاء، 26 فبراير 2013

مناظرة بين ألف وياء القبر


أسير خلف البيت

أحمل أغنيتي
وخطواتي الرثة
وعقب سيجارتي
يمليء جمجمتي
بدخان أفكاري الخاصة
تحاوطني أشعة الشمس الصفراء
تحمل رائحة قبري
تلهبني من أي توجه في القصة
أتذكر الذكريات المفرحة
ولكن لا تكتمل الصورة أبدا
فالمر والصبار يمليء جوهر الذكرى الجارحة
أستيقظ مبكرا لكي أملأ صدري بشهيق العصافير
وها صدري الصغير يمتليء
ومع آخر الليل يشيخ 
لا أقدر أن أطير
ما الحل؟!
ها أن لا أستيقظ في الصباح كالعصافير
وإذا لم أستيقظ فهذا هو التوازي مع الشيب
و مع تابوت القدير
كم يشابهني الصبار
يحمل رخصتي وصورتي علي هيئة سفير
نعم أن بوق التجلي
كم يشابه قبل هضم الفطير
أحمل بين جواري غصن من الزيتون الأثري
و بعض الخمير
منقوش عليه كل حفرياتي القديمة
العهد القديم و العيون الحزينة
العيب القديم وأحلام المدينة
لماذا تراودني هذه الحفريات عن نفسها
لا أقدر أن أشتهيها اليوم
هذا ليس برهان ربي
كم من الآثار التي تشتهيني ولا أشتهيها
تحاول أن تهديني وأرفض أن اهديها
ترشدني إلى بئر الرمل المتحرك
أغوص أغوص داخل قدس الرمل
لا أجد سوى الأنين المتألق
وهذا النزيف الذي يحوي ألف وباء المحرك
ما أبشع السير خلفك
علي هذا الحبل أيها المهرج
لقد بعت كل مالي
شوارعي القديمة أحذيتي و صدر أمي
ومعاشراتي الجميلة وحبي الأول
وآلاف الأشعار وعزفي
ورنين الأمطار
لقد بعت كل هذا و أكلت منك
من شجرة معرفة الخير والشر والأخطار
أتوب وأندم رغم علمي لا رجوع في الأقدار
ثبت عيني علي الجعالة علي الجهالة
علي جمجمتي وبعض الورود
المشنوقة والمتناثرة علي قبري
لا أقبل أن يحنط ما في صدري
فبدوره علي الطرقات
لكي يأخذ غدا ثأري
لكي يأخذ غدا ثأري
لكي يأخذ غدا ثأري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق