همس تجلي هنا أو هناك

دقت الساعة ..

حان الوقت لبيع كل الممتلكات كل أثاثك الفاخر .. ولوحاتك المـُرهِقة

وأيقوناتك المـُلهِمة

وشموعك المتناثرة في كل أركان غرفتك

وعلى كل مداخل كيانك

ذكرياتك الباهظة الثمن

وعلامات الطريق التي كانت مرشدك الأول لحديقتك السرية

وأزهارك التي تحيا على رحيقك

قبل أن تحيا أنت على رحيقها

حان الوقت .. ودقت الساعة

لبيع كل ما تملك

الرفاق القدامى .. والعهود التي تآكلت

التي نخرها السوس والصدأ

المنهارة عند اللمس برفق أو بشدة

تجاعيد الوجوه التي تعودت عليها

التي كالقمر تحمل ضوء خفيف منك

ودفء عميق منك

أمواج المياه تجرف فقاقيع الوجوه

وبصمات الشعارات الزائفة

وآثار الأقدام المتلصصة الخائفة

حان الوقت .. ودقت الساعة

لبيع كل ما تملك

طيور الغربان التي كانت تسكن أسفل جناحيك

ودود الأرض الذي كان يمتص نخاع جذورك

سارقي مخازن قمحك

واللابسين درعك .. والحاملين سيفك

والمـُدعين أمام مهرتك

غناء روحك .. عزف قلبك

دقت الساعة .. وحان الوقت

لبيع كل ما تملك

وتصبح وحيداً مثله

عارياً .. ليس لك مدفأة في هذا الشتاء القارص

بلا مكان تسند فيه رأسك .. روحك

شعب في التيه يبحث عن وطن

امرأة نازفة مـُلقاة منذ قرون

وطريح فراش الأسفلت الخانق

المربوط بأغلال الكفن .. الساقط في فخ القبر

المتلهف .. المنتظر قدوم النجم

صرخة طفل بعينه في مذود

وصدى لدقات مسامير

وعين حبيبة تعرف من تحبه جيداً

ورداء يحجب برفق وجه الشمس

ينشق رويداً .. رويداً

ويأخذني أقابل المجد وجهاً لوجه

أقابله فقيراً .. بعد أن دقت الساعة وحان الوقت

وبعت كل ما أملك

فقيراً فقراً اختيارياً

لا يعرف سرائره إلا الحلاج

وبعض المريدين الذين قـُتلوا في معركة العشق

وكل يوم أسمع عن همس تجلي هنا .. أو هناك

تجلي يعلن أنه موجود

حاضراً ومحتجب

محتجباً وحاضراً