الاثنين، 25 فبراير 2013

مدفأة جدتي .. وحكايات البدء



الإهداء ..
إلى الجدة التي لم تراها عين
ولم تخطر على بال إنسان


أين شجاعتك الآن
إن كتاب الليل مخيف يقتل قارئه
فتشجع
أنت غداً إحدى أوراق كتاب الليل
ويقرأوك الجهلاء الأتون
أي مزاح هذا مزحه الله
فإن كتاب الدنيا صار مملاً
ولعل الله يفكر ألا يكمله الآن
ويشرع في دنيا أخرى
وعلى الرف سنطوي تحت غبار الأزل البني
لعل الله يعاوده الشوق ليكمل قصتنا

مظفر النواب



مدفأة جدتي لا تنقطع عنها ألسنة اللهب
ودفء يجعل عمق الروح حميماً
جذاباً .. ومنجذباً .. قطبي مغناطيس وحديد روحي
وجدة عجوز تقص عليه كل حكايات البدء
تقص وكل مسام روحك تصغي
تقص عن الأزل المسكوت عنه
في البدء .. كانت شجيرات غابتنا أقل كثافة .. وأقل اظلاماً
وكل النوافذ كانت تطل صباحاً على الشمس والبحر
وفي الليل كانت تطل على القمر والبحر
البحر المالح كان الحبل السـُري ..
الذي يربط كل نوافذ البيت بعقد سري
عقد .. لا يرتوي
مجنون ومهووس البحر بالغموض
وبضفاف لا ترى بالعين المجردة من كلمة السر
جدتي .. والمدفأة .. وأنا
ووريقات في كل الأركان
لروايتنا المفضلة .. وأشعارنا اللاهثة عن نقطة ضوء
وخشب بني عتيق .. مخلوق من الأزل عل صورتنا كشبهنا
عجوز .. عجوز ولكنه مليء بالنشوة وشبق التصوف
ما أجمل مشهدنا العتيق .. والحداثي جداً
وها أنامل جدتي تلمس كل أوثان حياتي .. فتحلق
وتنظر بزوايا عينيها على كل فخاخي .. فتنكسر فأحلق
وتـُقبل جبهة احزاني الساجدة خشوعاً لأحلق
تسقط مني كل الأغلال رويداً رويداً
انتصب القامة رويداً رويداً
أرفع هامتي رويداً رويداً
يتمزق كفني .. وتزاح الصخر ببطيء عن قبري رويداً
جنون هذا .. أم إيمان .. أم معقول
هل أقوم من بين الأموات
هل يمكن أن أقوم رويداً ؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق