الأحد، 24 فبراير 2013

عطشان أنا الساكن على ضفاف نهر النيل المالح




ماذا تفعل لو كنت مكاني .. مخلوق كشبه الجمع
عريان ولدت وعريان أموت
علموك منذ الصغر أن تسمع .. وأن تنفذ
أن تطيع طاعة عمياء
من يخنع أكثر .. يقترب أكثر .. ويصير من الحاشية المقربون
ويأخذ مكاناً في الصف الأول
صف النكرة .. صف النكرات
المشروط بشروط السمع والطاعة
لا تسمع .. لا ترى .. لا تتكلم
صم .. بكم .. وجهي عملة الحاشية المقربون
من يتمرد في هذا المكان لوسيفر يكون
مغضوب عليه .. ملعون

ولدت في قلب الحشد .. أدور في سواقي القطيع
أدور ولا أعرف لماذا أدور
أطيع ولا أعرف لماذا أطيع
وأصمت كتكرار مقابر القطيع
يتوجهون نحو الشرق .. أتوجه
يتوجهون نحو الغرب .. أتوجه
يجلدون الذات .. أجلد
يلعنون الآخر .. ألعن
يحلفون ليكذبوا .. أحلف
يعاهدون ليخونوا .. أعاهد
استنسخ كل طابور من سبقوني
استلم التركة والثوابت والجذور .. لأسلمها لقطيع الغد
ليظل اليوم كالبارحة
لأنه لا يوجد في الإمكان أبدع مما كان
وما تسلمناه هو لكل زمان ومكان
صحرا إن كان أو بستان
جماد أو حيوان أو إنسان
ولدت كطفل .. من أطفال مدينتنا
كرمل .. من رمال بحر مدينتنا
كقطرة غيث .. متأخر أو متقدم لا يهم مدينتنا
يسقط على الأسفلت ليداس أسفل عجلات المارة
أو على شوك الأحباب الأعداء .. أو الأعداء الأحباب
أو على أرض الأحلام الخصبة .. أو التي يتخيل أنها خصبة
أحبو .. أنمو في صمت القطيع .. في خوف القطيع
أنمو إلى الدرجة القصوى ..
درجة العبيد المخلوقين ليحييوا على الفـُتات
الفتات الساقط من موائد تخمة العبيد الأولون
أولون آخرون .. وآخرون أولون
لا يهم .. فالتراتب في صف العبيد لا يهم
العبودية عادلة كأسنان المشط
مواطنة العبيد
نفس الحقوق .. المسلوبة
ونفس الواجبات التي تحني الظهر .. وتكسر الروح
فتصير شحاذ كبير
ولدت عريان .. رغم كل الأغطية المحلية منها والمستوردة
شحاذ رغم كل الكنوز المفسدة
فقير رغم كل هذا التراث
فثراء الفقير .. فقير جداً جداً
جائع .. رغم وفرة الأطعمة المـُعلبة
عطشان .. أنا الساكن على ضفاف نهر النيل المالح
المالح جداً .. جداً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق