لا يوجد أقبح من
أبالسة كانوا ملائكة في يوم من الأيام
لا يوجد أقبح من جنة
سقطت في فخ الإغواء
فصارت خربة وخالية
وبلاء
لا يوجد أقبح من حضن
ألقيت بسرائرك فيه
فصار تاج شوكك وخنجر
في صليب دماك
اندم .. وأنت مفتوح
العينين
اندم .. وأنت منتصب
القامة
فملائكة الأمس هم
أبالسة اليوم
ورفاق الأمس هم صليب
الغد
فانزع الآن كل
الرسومات التي شيدوها على جدران قلبك
وغير لون الحوائط
وحرّف حروف العهد
القديم
وقم عند الفجر من بين
أيديهم وأنيابهم
من بين خناجرهم
وجرادهم
قم .. أخضر كالصبار
منتصراً كالنخيل
مهرة لا تقتنصها عين
شريرة
واترك لهم الرداء ..
والميل الآخر
والعين .. بعينهم
والسن .. بفراغهم
ينهشهم فراغهم
يحترقون كالقش ..
فيشبعهم الفتات
ماء مالح يروي ظمأ
مشروخ بجفاف العطش
اتركهم .. يزرعون ما
يحصدون
يرجمون قديسة الأيام
الأخيرة
يصلبون المسيا المنتظر
بدم بارد
يهمسون في أذن الأفعى
بوشاية باراباس
اتركهم يواجهون وحدتهم
.. وحشتهم
ونداء أخرس عن منقذ
باعوه بأرخص الأثمان
تركوه .. وضلوا إلى
الأبد
من يريد أن يأكل جسدك
فليأكل
فها الياسمين وغصن الزيتون
والنافذة السمراء
اختفوا .. رحلوا
وتركت لهم شوكهم الذي
زرعوه
بظلام العرق
وطعم الفراق
ولكنك في الخفاء تصرخ
لأجلهم
اغفر لهم
اغفر لهم
اغفر لهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق