أكلنا .. شربنا .. ضحكنا .. تألمنا
غنينا .. حلمنا .. تعاهدنا
وفي النهاية افترقنا
أجمع من الذكريات ما يملأ خزائني
ما يجعلني لا أقدر أن أقابل شر بشر .. عين
بعين
ولأن من يحمل قلب لحمي هو كلي القدرة إذاً
حراً إلى الدرجة القصوى
إلى درجة الاختيار
بين الحـُب والكـُره
بين الغفران والغضب
بين شجرة الحياة وشجرة المعرفة
بين أغطية الستر .. وحجارة الرجم
حـُراً إلى الدرجة القصوى
بين قطب التأله وقطب التشيطن
بين قلب طفل ومخالب لوسيفر اختار
اختار من تكون ..
ألا أبقى على جبال الذكريات الحميمة جداً
وأفجرها بديناميت الغضب والأنانية
أو أن أقدسها إلى الدرجة التي لا أقدر
فيها أن ألمسها بشـَر
أو أن أتفوه عليها بسوء
ذكرياتي الحميمة المقدسة
سنين من العمر لن تعود مرة أخرى
لحظات مُمجدة لن تتكرر
وأوتار مشدودة عليها بصمتنا
وملامح لوجه قد خلقناه يوماً
من شاء فليؤمن بذكرياته فليؤمن
ومن شاء فليكفر بحجارة ذاته .. فليكفر
وللنجاح أكثر من أب .. وللفشل أب واحد
أنا حـُر .. وأنت حــُر
وبين الحـُر .. والعبد
ألف ميل
وبين الحـُر .. والعبد
مسافة بين البدء .. والأزل
مسافة بين النبي .. والساحر
مسافة بين العالم .. والمشعوذ
الإله حـُر .. ولوسيفر حـُر
ونحن الخطاة أحرار مثلهما
ولأجل ذلك وأكثر اخترت
النقش على جدار عمرنا
وبرديات أشجارنا
ومخاضنا لولادات جديدة
وأوجاع قد تحمل من المـُر ما يبقيها خالدة
مـُملحة .. مـُحنطة
أوجاعنا
وها الشيب قد انتشر في الروح
ليؤرخ لبدء أرضي
لـ " كـُن " الترابية
لجـَنة قابلة للسقوط
ترفض دفع الدية
ومجانية الفداء
عندما يكون الداء ثميناً
كيف تتسول فداء ؟!
فكيان القش لا يفتعل الاحراق
وكيان الذهب لا يفتعل العطاء
من تعَود الأخذ .. سيظل جائع إلى الأبد
وكيف يجوع من يمتليء قلبه بالعطاء
بئر الأنانية لا يضبط ماء
عطش كله عطش
جمراً يأكل ناراً .. وناراً تأكل جمراً
من آمن بالموت يموت
يحقق كل نبواته
ويجسد سراباً يعرف أنه سراب
واغتراباً يدرك أنه خراب
افك كله افك
ولأجل هذا وأكثر .. اخترت !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق