ترقص في الليل وحيداً
على مسرح غرفتك
تلامس جناحيك جدرانك
نظرات عينيك في مرآتك
تقول لك .. ولا أنا
أدينك
اذهب واخطيء ثانية
وأرقص ثانياً
وجـُرِّب ثانية
أقول دعني في مرآتي
.. ألم أتعب
ألا ترى هذا النزيف
الذي يشوه أرضية الغرفة
وهذه الصور التي تكاد
أن تلطخ جدراني
وهذه العيون المتربصة
لاقتناصي
وهذه الأيدي الملوثة
بدمائي
ألا ترى كل هذا ؟
تقول بصوت خفيف على
كل الآذان وعلى قلبي جهوري
من يقول هذا .. أنت
؟!
وأنت يا من علمني
الرقص فوق الأشواك
وأن يهوذا لم ينجح
يوم في جرح براءتك
وأن التجربة لم تجذبك
يوم لضلال
يا من عاهدت شجرة
المعرفة يوماً .. ألا تخون السؤال
وعاهدت المجدلية أن
في أي وقت من الأوقات ..
عندما تقرع بابك
ستفتح
عندما تطلب ستجد
حتى وأنت تموت لم
تبخل عليها ..
أن تراك مرفوع الهامة
على الصليب
وعند الفجر الذي يلهب
فيك القيامة
تراك مقاماً من بين
الأموات
تنزف ؟ نعم
تبكي ؟ نعم
ولكنك محلق
تنحت براحتيك
المثقوبتين .. وبأناملك السحرية
تعيد وجه السماء
خلق جديداً تفعله
" ألم يقول إننا
خلقنا على صورته "
يضحك قلبي عليّ ..
يضحك قلبي عليك
وأنت في حالة من
الانهماك ..
وأنت مشدوداً لخلق
عينين على هواك
وأنت تدوزن أوتار
قلباً جديداً ..
لتعزف عليه عزفاً
منفرداً بعيداً
تضل به التسعة
والتسعين
اضحك .. وأنا أراك
بكراً متوهجاً
تقفز قفزة الفرسان
على مـُهرتك
ومـُهرتك تبادلك نفس
الهوى ..
لا أعلم أم تبادلك
نفس الخداع ّ !
أراك كالريح في
الميدان
تقفز الأسوار ..
وتحطم القضبان
وتجادل السجان جدالاً
تهزمه في ميدان
هزيمته
فهو لا ينتصر إلا في
وجود الأغلال
أضحك لأنك شقي عنيد
وأنا الذي أعرف ضعفك
أنات ليلك .. وصليب
عجزك
وهذا التراب الخفي
فيك
اضحك لأني أراك تموت
وتولد من جديد
والآن أتركك منهمكاً
كعادتك
تنحت مشهدك
مشهد الميلاد هو ..
أم مشهد القيامة ؟
لا أعرف
ولكني أعرف أنك
تدخلني دائماً في تجربة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق