الإهداء ..
إلى كل ندوبك التي
رأوها
والتي لم يراها
غيري
لم أعد ألاحظ ندوبك
وأنت ..
أنا .. الأمر مختلف عليّ
صدقني أراك كأنك طفل مولود الآن
وأنت ..
أنا .. أراني عجوز قد تخطى حدود الشيب
أعرف أنك قد لا تصدق عندما أقول لك أنك
رجلي وأنثاي
أنت .. الرجل الذي كنت أحلم به منذ طفولتي
وأنت .. الأنثى التي كنت أتمنى أن أكونها
وأنت ..
أنا .. أشعر إني روح منثورة على جنبات
طريق الابن الضال
إني ضفاف لطوفان
ورحيلاً يحمل في جعبته لأليء كتمان
يمكن .. ألا تحتمل أن أراهن عليك
فخوفك الدائم من أن تكون تجسيد للأحلام
وهروبك من وهم إلى أوهام
كل هذا جعلك شبه إنسان .. أو إنسان
وأنت ..
أنا رحيلاً لا يتوقف .. وتوقف يهاب الرحيل
دهشة تنتابني كالصرع
ولا تتركني إلا وأنا مـُلقى عارياً من كل
شيء
وبعض من نزيف دمعي بين راحتي
لأقرر من جديد .. الرحيل
لم أقل لك من قبل ذلك أنك الغائب الحاضر
اكسير الهواء البارد في روحي
طريقي الذي أحاول كل لحظة أن أروضه
وسمائي التي تعرف كيف تمطر عليّ فأنبت من
جديد
أنت كل هذا وأكثر أيها الغائب الحاضر جداً
وأنت ..
أنا .. لست الغائب الحاضر
أنا الحاضر الغائب
الموجود المنفي
الذي شبه لهم قديماً والآن
كسراب ألمع .. كبرق خيال
إلى الآن لم أكن
مازلت أحبو .. وأحبو .. وأحبو
نحو طائرتي الورقية .. وبعض الأشعار على
جداري
وأنثى أخفيتها عن أعين قناصي الهوى
وقمري الذي أبهجني مرات ومرات
أراك كما أنت وكما أحب أن تكون
وكما تهوى أن تكون
كخيط الفجر ..
كطفل بريء أراك
كمعبد الإله المجهول ..
كقربان لم يوضع على مذبح .. أراك
كثوب لروحي .. أراك
كحبات المطر ..
كشمعة تجعل وجهي أجمل .. أراك
كحقيقة بلون خمري .. أراك
كرائحة قهوتي .. طعم الليل .. أراك
لا يوجد أجمل من أن تراك عين على حقيقتك
وتكون عين حبيبتك
وأنت ..
أنا .. كل يوم انزوي .. وكل لحظة أخسر
شهيقاً
ويودعني صباح بقبلة على جبهتي
أنا أربحك كل يوم ..استرد منك وفيك خطوة
من ألف ميل حلمي
كل لحظة ينشق حجابك عن سر عميق
وحميميتك القصوى
حميميتك تخلق روحي من جديد
وانت ..
أنا .. أصغي لعل أبجدية كينونتـِك تقول كـُن
..
تجمع أطرافي وشتات روحي
وملامحي التي أغوتني وأغويتها
ما الفائدة لو ربحت إغواء العالم كله
وخسرت إغواء نفسك
أراك كما تهوى .. وكما تخاف .. وكما أحب
أن تكون
وكما تهوى أن تكون
خسرت نفسك .. أو ربحت نفسك
أحبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق