خيط رفيع جداً لا يمسك به إلا محترف
أو من تدرب جيداً على اقتناص الفرص
الساقطة من سماء الأرض
من لا يتركها ترحل دون أدنى انتباه
دون لمس هدب ثوبها الممزق من الترحال
معرفة أن لهما في بعضهما ما يمتلكان لم
يشفع لهما
معرفة أن كلاً منهما يعرف أن الآخر يعرف
ويخبيء معرفته أسفل جلده لم يشفع لهما
ومعرفة أن ما يكمن فيهما
يمكن أن يكون اكتمال لنقص أو جمال لقبح
لكل منهما
لم يشفع لهما
هم بلا شفيع الآن
من يترك نفسه كالقشة في مهب الريح
تأخذه لضلال لم يختاره .. أو لهداية
يجهلها
لا تنتظر منه مغامرة قصوى
من يغرق في نرجسيته بإعتباره طوق نجاة
سيظل طوق نجاة فارغ بلا غريق يذكر
من تصاب مرآته بتخمة رؤيته منفرداً وحيداً
مغترباً
من يخلد .. فكيف يخلد من لا يترك تاريخاً
في قلب آخر
من ظل يتخيل أنه الصواب وأنه لم يخطيء
أبداً
حان الآن ليعلم أن الأوثان لا تخطيء
من ليس من لحم ودم كيف يـُغوى
كيف تجذبه شجرة المعرفة المقدسة للهاوية
المقدسة .. كيف ؟!
من ينتبه جيداً لخطواته
ولا يعرف الخط البياني للإرتباك والتردد
والمد والجذر
لن يتعلم الرقص أبداً
لن يقدر على الغناء
ها أصابع البيانو أبيض وأسود .. شوك الورد
..
ليل القمر وطعم الفجر
الف وياء حزنك وبهجتك
من يترك الفرص تضيع منه .. يضيع منها
من يترك بوصلته تضل منه .. يضل منها
من لا يأكل من شجرة الحياة .. لن يـُخلد
ومن لا يأكل من شجرة المعرفة .. لن يكون
والكينونة والخلود وجهي لعملة واحدة
أنت .. والآخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق