الأربعاء، 20 مارس 2013

كراً وفراً .. من الجنة إلى النار


لست بشيخ حكيم
مهما كست جبال الثلج رأسي
مهما سكبت جواهر الفلاسفة في كأسِك
ولم تتخطى روحي سن الرشد
ومازلت أحبو وأترنح كالسكران بالفطرة
أقوم وأسقط ما بين الضلالة والحكمة
وأصيب هدفي مرة ..
وأخطيء فيه مئة مرة في الرسمة
وألهو لعلي أجد كنزي
بسخريتي بالعصمة
أرقص كالأيائل على رؤوس الجبال
وأشد أوتاري عليها كصراط مستقيم
يسقط الجميع ويظل من يظن في نفسه أنه حكيم
يستوي على العرش ويحكم بميزان العدل
بأسنان المشط
فيجدني حزين ..
أداعب ألعابي المصطفاة وغير المختارة بعناية
وفي جنة الخـُلد أفرزها
من تغوي ؟
ومن ستأكل من الشجرة المحرمة ؟
من ستجذبها لعنة المغامرة ؟
من من هواة الانتحار كالفراشات ؟
فالسقوط في الهاوية له محترفيه
والسباحة عكس القطيع تحتاج لمن يعشق التيه
فكل ضلال له طيور على شاكلته
له كوادر وخبراء ومتخصصين
وجهنم لم تخلق للأصحاء .. للفريسيين
للقديسين .. للملائكة
لهالات النور الفوسفورية
ليخور يهوى الإغماض
ولتأخذ ليس فقط كتابك بيسارك
بل خـُذ لوحاتك فرشاتك .. فرشاتك .. أحلامك .. بيسارك
فاليـُسر جوهر كل العـُسر
يا حكيم المظهر وطفل الجوهر
روحك على البحر تهرول
تتسابق مع طائرتك الورقية غريبة الأطوار
يا حكيم الجنون وجنون الحكيم
متى ستتوقف على حلب الأخطار
ومازالت الأقدار تنتظر من يربك الأقدار
ويغير بوصلتها .. ويشق طريق غربتها
والغربة بطعم الصبار 
ووحدتك تواجه وحدتها
من فيكما سينتصر ؟
ومن سيكفن الآخر ؟
ومن سيكون أسفل الصليب ساجداً ؟
ومن سينكر أمام نفسه قبل أن ينكرك أمام الملائكة ؟
يا طفل لا يتعلم من أخطائه
فلتجعل مفتاح كنز أسرارك واحداً
بين يديك أو في قاع البحر
غرق الروح كغرق البحر
ولتتوقف على نبش الأغوار
ليست كل الأرواح بها أسرار
فسرائر فارغة ..
وسرائر حربائية الأسرار
وسرائر لا يسكنها تابوت عهد ..
ولا حتى جدارن بستان ودار
يا طفل تعلم من النهار كيف يلد ليلاً
ومن الليل كيف يخلق نهار
ومازلت تشيد إلى الآن طريق
ذهاباً وإياباً .. كراً وفراً
ومداً وجذراً
من الجنة إلى النار       
من الجنة إلى النار
من الجنة إلى النار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق