الثلاثاء، 5 مارس 2013

اغواء العشاء الأخير




صورة من الفحم وظلال ضوء مـُفعم بالاحتجاب
محنية على جداري الحميمي المرهف الحس المرتبك الروح
الملهوف لهذا النوع من الهمس
وشوك ضفرته بأنامل تعودت النزف
هل من أحد هناك ؟
صدى صوتي يجيبني على استحياء
لا .. لا أحد هناك
دائرة من الحشد وفي قلبها فراغ لا يقوى عليه الارتواء
شفرة .. لا يعرف فك ملامحها
إلا من سقط في فخ الإغواء
إغواء العشاء الأخير
جسداً تأكله .. فيأكل جسدك
ودماً تشربه .. فيشرب دمك
الآن تتوهج .. ولتوقد مدفأة النور
فالثلج قريب .. والقمر تأخر
فلنستدفيء قليلاً بالحطب الباهظ
فالغالي سيرخص إن قررنا الحلم
إن أرهقنا أنفسنا بالعرفان
لو بذلنا كل قصارى بهجتنا
لو ألبسنا الليل اكليل طفولتنا
لو نرحل
من قطعة أرض لا نعرفها
من معبد مجهول لم نألفه
من صنم ألهناه نجهله
لو نسكر ..
سـُكر الروح الأزلي 
ونتمتم بألسنة النار
ونتواعد عند الفجر بملاك الدار
فالبحر يعرفنا
فالبحر يعرف كيف يـُغرقنا
لا تجتهدي
سلمنا فصرنا نـُحمل على الموج
كشراع تأخذه الريح .. عكس البوصلة
وحيك وحيك .. ويحك ويحك
فقد غاب عن مرمى البصر
ولا نملك غير بصيرة نقتفي بها الأثر
خطوة .. خطوة
موجة .. موجة
كأس تدغدغ كأس
وهالات تتلألأ من القدم إلى الرأس
وقارورة طيب تـُسكب من القلب برائحة الجنة
يا نار جهنم لم يعد لك فائدة تـُذكر .. فلتنطفيء
كوني برداً وسلاماً على طفلتنا
في البدء كانت طفلتنا
كانت ساحرة وحالمة
والروح كانت ترف عليها
مرسومة على وجه المياه
منحوتة على وجه السماء
في البدء كانت طفلتنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق