الإهداء
طوبى للحزانى لأنهم
يتجسدون
الحزن كالعبادة عميق
وسري ومحتجب
ليس وشاح أسود
ولا ذبول وجه
ولا انكسار عين
الحزن كالعبادة .. أعمق
له هيكل وقدس أقداس
وعشاء أخير
له قرابين وحواريين
وخائنين
له قداس جنائزي يلهم
موتسارت
وصورة فوتغرافية تخلد جيفارا
وكتب تعتق الحزن أكثر
من الخمر
وتجعله حالم
الحزن كالعبادة سري
مشفر إلى درجة الجوهر
باب سري يفتح على باب
سري يفتح على باب سري
نهر سري لا يعبر
تسبح فيه دون ضوضاء
للمريدين فقط
دراويش الحزن والعبادة
من يتخيل أن الحزن
كالسوس ينخر في روح صاحبه ..
لم يختبره
من يتخيل أن الحزن كلطمات
القدر على وجه طفل يغني ..
لم يعرفه
من يتخيل أن الحزن
كالجراد يأكل الأخضر واليابس منك ..
موهوم ومرتبك
كل حزن يحمل وجهي عملة
وجه من تحزن عليه
ووجهك أنت
وبينهما علاقة عميقة أو
سطحية
تحمل نسمة حياة
أو زفير موت
تحمل أحلام تجذب التحقق
أو كوابيس تهوى التبخر
الحزن كالعبادة محتجب
يعرف أن التصفيق يحرقه
وأن الشموع تــُحضره
تجعله أكثر بريقا
ولمعاناً
تجعله مُلهم
من يقوم عند الفجر من
هيكل الحزن محلقاً ..
اختبره
من يجدد عهود عشقه لمن
أحب ..
عرفه
من قال لا للقطيع الرابض
في السواد النمطي ..
اكتشفه
الحزن كالعبادة ..
من اختبره اختبر سر
الولادة من جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق