الأربعاء، 27 مارس 2013

علمتني جلجثتي








جميعنا نفشل بعض الوقت لأننا جميعنا مازلنا نحلم كل الوقت
وجميعنا ترعبنا بعض الكوابيس لأننا جميعنا يسكن جزء منا في الخفاء 
وأنا لم أعد مصدر سعادتك
وهذا لا يؤرقني 
فبرج بابل سقط منذ زمن في قلب روحي 
وها حجارته تملأ أركان كياني 
مكسورة هنا .. متناثرة هناك 
تركتها بعفوية كبرياءها لتعلن لجميع العابرين 
أنني في يوم من الأيام شيدت برج بابل في روحي 
وسجدت خاشعاً مندهشاً أسفله 
فقول بعض التفاهات كم يحتاج لجرأة أحمق 
ولتعلموا أن جرأة أحمق تفوق في بعض الأحيان جرأة فارس 
لقد علمتني جلجثة الحياة 
أن كل شيء ممكن كما أن كل شيء مستحيل 
وكم ظل حقيقة .. وكم حقيقة ظل 
وكم شبه نور .. وكم ملح بلا طعم 
أعرف أنني لم أعد ارتواءك 
بل لعلي أكون مصدر أغوائك 
من يزيد ملح لمائك 
وجعاً لجـُرحك 
وخصلات بيضاء لشيبك 
نتوء لوجهك الأملس 
وتيهك في طريقك المـُمهد 
كل هذا لم يعد يفاجئني 
الدهشة براقة عندما تأتي كالبرق 
ويختفي رونقها عندما تكرر بالباطل 
تموت وتقوم مرة أخرى 
وتموت وتقوم مرة أخرى 
في هذه اللحظة يفقد الموت طعمه اللاذع 
وتخسر القيامة جوهرها 
يصبح كل شيء مالوف وعادي وساذج
الإنجذاب .. التنافر .. الضياع .. الهداية 
الحب .. والموت
يصبح الكل سيان
برج بابل وصعودك للسموات العلى 
وإكتشافك أنك لم ترى شيئاً جديداً
أو هبوطك لقاع الإنحناء .. 
وإكتشافك أنك لم ترى شيئا جديداً 
في كبرياءك أعمى 
وفي اتضاعك أعمى 
وها أعمى يقود أعمى 
الاثنان يقعان في حـُفرة 
أو يحلقان في الفضاء 
سيان 
في البدء كانت علامات الاستفهام
والآن ها علامات الاستفهام أكثر طزاجة 
أكثر تجاعيد
شيخوخة 
فشلاً 
إيماناً 
كفراً
عجزاً 
هدوءاً 
سخطاً 
سجوداً 
بحثاً 
وبعد كل هذا وأكثر لا شيء يفاجئني 
وكل شيء أصبح يؤرقني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق