الجمعة، 22 مارس 2013

الشياطين يؤمنون .. ويعشقون .. ويعبدون


الشياطين يؤمنون ويقشعرون ..
يعشقون ويتصببون عرقاً
الشياطين يصادقون بلا شواطيء
يعملون للأنا فقط بجد في زرع الشوك
الشياطين يعبدون الأنا فقط إلى حد التعصب                                    
يصعدون جبل الأنانية إلى قمته حيث هيكلهم المقدس


الإيمان .. الحـُب .. الصداقة .. العمل .. العبادة
كلمات رنانة دشنت منذ فجر التاريخ
على مذبحها قدمت كل أنواع القرابين
أضيئت لها كل ألوان طيف الشموع
من وضع أسفل أقدامها ذهبه وجواهره المرصعة بالماس .. كنز قلبه
ومن قدم حياته شهيداً لها ولأجلها
ومن اعتزل .. ومن تصوف .. ومن ترهبن
ومن صار الاغتراب روحه لأجلها
ومن عاش لها .. ومات فيها 
من جعلها رداءه وكفنه 
جلده ومسام روحه
ألفه وياءه
خمس من الفروض .. وحدت شعوب وقسمت شعوب
خلصت نفوس .. وأهلكت نفوس
سالت دماء من أجلها ..  لفداءها
صار الآخر صديقاً .. لها .. وصار الآخر عدواً لأجلها

الإيمان .. الحـُب .. الصداقة .. العمل .. العبادة
من معها .. ومن ضل فعاش متوهماً أنه عاش لها
ولكنه ضدها
بين عقد ياسمين على جبهتها
وبين خنجر يهوذا في ظهرها
وبين فجر قيامة الانتصار
وبين مسامير الصلب
بين شبع الوجد بكمال النقص
وبين تخمة جوع لا يشبع
ليس كل من آمن .. تواضع
وليس كل من عشق .. أعطى
وليس كل من صادق .. صدق
وليس كل من عمل .. أثمر خير
وليس كل من عبد .. صار حـُراً لإله حر

الشياطين يؤمنون .. ويقشعرون 
ولكنهم لا يخضعون له .. لا يتضعوا
يتكبروا إلى حد النخاع ..
لا يغاروا على أحلامه .. يغارون منه
ينافسوه وهم يؤمنون .. يصارعوه وهم يؤمنون
ويشوا به وهم يؤمنون به
لا يتتلمذوا على يديه .. لا يسكنوا حدقة عينيه
هم دائماً معه ولكنهم في الحقيقة خارجه
في محضره ولكنهم يخططون لإنقلاب
يحيون في ملكوته ولكن كالسوس ينخرون
وكالثعالب الصغيرة يفسدون كرمه
الشياطين يؤمنون ويقشعرون
الشياطين يحبون .. يعشقون .. ويتصببون عرقاً
وتزداد ضربات قلوبهم نبضاً
ولكن بلا أدنى اكتراث بإحتواء الآخر بحق
بلا أدنى انتباه لمعرفة الآخر بحق
يقدمون السبت ليأخذوا الأحد والاثنين والثلاثاء
وبقية الأسبوع كله
حبهم مشروط بشروطهم .. بأنانية رجمهم
قلوب لا تعرف الغفران ولا معنى الرحمة
ولا عمق الستر .. ولا أنشودة البذل
ولا سر الفداء
الشياطين يحبون ويتصببون عرقاً
الشياطين يصادقون بلا شواطيء
حيث اللاعهود .. واللا بيت .. واللا وطن
غرقى كلهم غرقى .. دوامات تسكن دوامات
وحطب لا ينام إلا في حضن جهنم
ولكن لا يعرفون صداقة
 كحضن أمك  .. لن تتركك حتى لو ضللت الطريق
كشاطيء يظل راسخاً هناك ينتظرك مهما تأخرت عن عينيه
لو كنت لقيط من يتبناك .. هو
لو كنت غريق .. طوق نجاة هو
لو كنت تائهاً .. بوصلتك هو
الشياطين أنانية قصوى
ذات لا تقبل القسمة على اثنين أبداً
الشياطين يصادقون بلا شواطيء
الشياطين يعملون بجد في زرع الشوك
يعرقون .. عرق الفيروس .. عرق الأفعى التي تتربص بك
عرق تجار المخدرات .. وكصانعي الفساد في الأرض
الماء الملوث .. الأكل الملوث .. والهواء الملوث
من هدموا حضارات ومن انتهكوا شعوباً
ومن سرقوا كنوز أمم كاملة
الشياطين يعملون دون هوادة
ولكن عكس الإنسان
لأن الإنسان في أعينهم كالجراد
كالشيء بلا كينونة تذكر
ليس هو القضية .. وليس هو الحل
الشياطين يعبدون إلى حد التعصب
حيث الأحادية القصوى والتطرف الأعمى
وتقسيم العالم والآخر والذات إلى مئة قطعة إلى أشلاء
لا يدركون أن العبادة حرية
العبادة حـُب
العبادة إطلاق وتجلي
الشياطين .. يؤمنون بكل شيء
ولكن بلا مضمون وبلا جوهر وبلا روح
حيث الحرف القاتل
والحـُب القاتل
والصداقة القاتلة
والعمل القاتل
والعبادة القاتلة
كل قتلاهم أقوياء 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق