الثلاثاء، 26 مارس 2013

رسالة إليَ.. واحتمال أن تكون لكم


الإهداء
إلى ما لا أقدر أن أجيده
وإلى ما أقدر أن أجيده


الإتحاد بالشيء لدرجة الالتصاق
يجعلك لا تراه جيداً
يجعلك لا تدركه
والانفصال عن شيء لدرجة الاختفاء
يجعلك لا تراه جيداً
ويجعلك أيضاً لا تدركه
الوحدة التي بلا تمايز
والانفصال الذي بلا تماس
وجهي عملة العادة
حيث البصيرة العمياء
والحواس العاجزة
فإذا عرفت إله الغد
فوجدته كإله الأمس
فأعرف أنه إله غير طازج
بركة تجتازها روحك كل يوم
مداً وجذراً بلا لون
كراً وفراً بلا طعم
شبعاً وجوعاً بلا صوم
وثن هو لم يتغير في عينيك
ومن لم يتغير في عينيك لن يغيرك
من لا يقدر أن يفاجئك لن يدهشك
البركة .. لا تحتاج لسباح ماهر
والصنم لا يحتاج لعابد تقي
ولكن النهر الذي لا تقدر أن تعبره سيجعلك سباح ماهر
أو غريق ماهر
حار أو بارد ماهر
فارس أو جبان ماهر
عاشق أو حيران ماهر
العادة تقتل فيك التقدير والعرفان
تغتال فيك الشك
وعلامات التعجب والاستفهام
تجعلك ابن الطاعة .. للطاعة العمياء
أو كافر كالداء
فالعادة يا صاحبي هي فخاري العبيد
الذي ينحتهم بمطرقة التكرار
وبإزميل الخوف
التكرار والخوف
وجهي عملة العبودية
ولأجل ذلك وأكثر ففعل الفطام مهم جداً
حكيم جداً
إرادي جداً
وبالذات عندما تختاره أنت
عندما تكون فيه فاعلاً لا مفعولاً بك
أو مفعول بك ولكنك فيه فاعلاً
فاعلاً تقبله .. ترضاه بصدر رحب
ترتشف كأسه المـُر .. برأس مرفوعة وقلب لحمي وحواس تصغي
فالحرية غير إعتيادية
والحب ليس من هذا الباطل الذي تكرره الأمم
ومسافة الرؤية مناخ صحي للإدراك
بعيداً عن تفاهات نصف الكأس الملآن
بعيداً عن غيب الإيمان
عن وثن لطخته بملامح إله أو كملامح إنسان
فالغيب منيع
واللامحدود إذا حددته شوهته
والمحدود إذا خدرته فقدته
فرويداً رويداً
وأنت تبحث عن الإجابات في الأسماء وفي الصفات وفي الأشياء
وأنا أعرف أن الصبر ليس كله جميل
وأن التوبة لا تقبض كل مرة بأسباب نزول الداء
فرويداً رويداً وأنت تحاول فك الشفرة
فحتى السرائر لها أبواب
كما أن ليس كل صاحب من الأحباب
وليس كل سائل من الأعداء
فرويداً رويداً وأنت تفتش الكتب
وتقلب موائد صيارفة الموائد
وأنت تعري زيف الهيكل
وأنت تشق الحجاب عن الخواء
فشمشون هدم المعبد على الأطفال
فرويداً رويداً
فمن يغفر قليلاً يحب قليلاً
من يتحنن قليلاً يحب قليلاً
من يشفق قليلاً يحب قليلا
من يعدل قليلاً يحب قليلاً
من يناضل قليلاً يحب قليلاً
فرويداً رويداً 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق