الجمعة، 22 مارس 2013

ملعون بالإنتظار



أحلام تراودني كل ليلة
قابع كالقنفذ .. كطفل في بطن أمه
اسفل ظلال ضوء لا أعلم مصدره
أتلفت بزوايا عيني ليس كخائف .. ولكن كمنتظر
وأظل أتلفت .. وأظل أنتظر
إلى أن يأتيني النعاس من إرهاق البصيرة
فأغفو  .. فأحلم حلم آخر .. وأنا أحلم
غير الحلم الأول في النوم الأول
وأجدني متلبساً ايضاً بالإنتظار
وأظل على تلك الحالة إلى درجة الغليان
نوم يليه نوم .. وحلم يليه حلم
وإنتظار لا يتوقف على الإنتظار
أنتظر ولا يأتي أحد
لا يأتي أحد على السحاب
ولا أحد يقرع الأبواب
ولا أحد يخطف الأبصار
كل ما هو مألوف وعادي .. موجود ويتكرر
والحواس العاجزة تلتقط نفس الصور
وترسلها إلى قاعدة البيانات في روحي
نفس المقدمات ونفس النتائج
لا جديد
يتكرر النوم .. وتتكرر الأحلام
ويتكرر الإنتظار
ولكن حدث شيئاً مختلفاً في هذه الليلة
وأنا على صليب الإنتظار
رأيت شبحاً كالطيف .. مر كالبرق أمام عيني
مدهشاً وغريباً
ولكن هناك شيء في أعماقي يقول لي إني أعرفه بحق
معرفة لم تبطل دهشتي
ولم توقف صاعقة المفاجأة 
لا أعرف كم واحد منكم اختبر هذا
من منكم نزل بحر مالح .. وكاد يرتوي
شعر بالغرق ولكنه لم يمت
دخله بكل ملابسه الكاملة
وخرج كما ولدته أمه
كما يهوى أن يكون .. عريان ومـُحتوى
طيف في ملامح المجدلية .. يحوم حول ملامحك
وطن .. يحوم حول وطنك
وصليب .. يعانق صليبك
كم تمتليء الحياة بالخبايا
وبالمفاجآت غير المنتظرة
تزيد ارتباكك .. ارتباك
ولخطى رقصك رقصة جديدة
وتضيف لشجنك غناء
كم يحتاج المرء لهذا النوع من الأحلام
كم يحتاج لإغواء الغرام
كم احترقت فراشة بالنور
وكم احتضن سجن مـُناضل
ولماذا اختار بعض البشر كل هذا العناء
داء الحـُب .. ولعنة الداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق