الإهداء ..
مش للبيكاتا بالشمبينيون
.. الإهداء للعكاوي بالتوم
شفتوا افتتاح الأولمبيات
في الصين .. ايش خيال يا ناس
فوق العقال العربي
بقرون .
كل يوم بأسال نفسي
هو المنطقة دي اللي احنا اتخلقنا فيها عملة كده ليه ؟!
من أول ملامحنا
العجيبة والغريبة جداً ، لون عيوننا اللي ملهاش طعم ولا لون ولا معنى ،
شعرنا الل اخشن من الدريس " على رأي عمنا أبو
النجوم " ،
وأجسامنا اللي محتلها لين العظام والثلاثي .
بشرتنا الدبلانة
عطش وكأن ممرش عليها غير الخريف .. ومناخيرنا اللي تحس انها كانت تلات فتحات ، بس الفتحة
التالتة اتردمت من العوادم وريحة الفساد .
لغتنا اللي ضيعنا
عمرنا لحد ما عرفنا ازاي نكسر المرفوع وننصب المخدوع ، ونجيب مضاف للمضاف إليه ، يمكن
يعينه .. وكـُرهنا لدور الفعل ، وسيبنا مكان الفاعل للغريب .
وعشقنا لذة سراب
المفعول به والمجرور تملي .
وهناك كانت الناس أم شعر أصفر وعيون زرق بتزرع
..
واحنا هنا هبة
النيل كنا بنقلع جذور ونبوّر أراضي بأسياخ حديد عز .. المصري بقى فلاح بليد
الناس كانت هناك
بتبني مصانع وبتنتج وبتشتغل بجد ..
واحنا هنا كنا
بنغني للثورة ثورة البطالة اللي جرفت أحلامنا الليبرالية _ ( أسف لشاعرنا الكبير خالد
النشوقاتي البرجوازي الناصري ) _
بنغني للمصنع الخربان والعامل التعبان .. وتأميم
المهلبية لصالح الجلبية
بعد شوية .. جت
علينا موجة السعودية .. وغرقنا سبح ودقون وسواك
..
وبوادر بحورالدم
!
وهما كانوا هناك
بيتعلموا وبيخترعوا ويبنوا .. ايشي ناسا .. وايشي حقوق إنسان
ايشي استنساخ الأخت
النعجة دولي وايش حزب الخـُضر
ايشي هندسة وراثية
وايشي ديمقراطية
واحنا هنا طوابير
على العيش زي النمل العشوائي
العيش ابو قمح
مستورد اللي زرعوه اللي هناك وكلوه الجعانين هنا
رمضاننا عملوللنا
فانوسه الصين الكافرة بتاعت بوذا أبو كرش ،
خلوه فانوسنا بيغني بابا اوبح ، وبينّور كل الألوان
.
وعملوا للمسيحيين
صلبان فسفور بتحكي أمثال .
واحنا هنا قاعدين
نتخانق على أرض أخدناها بوضع اليد ، مع سور الدير الهربان من الدنيا اللي ملوش في الرد
.
ضيعنا كل العمر
في مسخ لكورة أهلي زمالك ، وهناك ريال مدريد
.. منشستر يونايتد .. انتر ميلان .. ليفربول .
كورة وكأنك أول
مرة بتشوفها ، أو تعرفها جميلة جمال السينما اللي بتعشقها .
وملاعب خضرة بجد
، مش كدب ولا اشاعات .. وجماهير بتغني شكل الحلم
واعلام بترفرف
زي الطير اللي مش حيران
حتى اللعب هناك
له معنى .. له طعم
لو ضيعت عمرك فيه
مش راح تندم ،
وشفت كام فرقاطة ( حاملة طائرات ) ، مطارات عايمة في الميه . ايش
خيال يا ناس
مش عبـّارة بتغرق
ولا مين شاف ولا مين دري .
لو ادونا حاملة
طائرات واحدة هدية ، اراهنك هنشغلها جدة - نويبع للعمرة وللحجاج " على رأي الحسيني
" ، ونفكك الطيارات خردة ونبعها لأجل ما ناخد فيلا في مدينتي وشاليه في بورتو
مارينا .. وحساب في سويسرا ينفع ساعة الجد.
وهناك لما بيحبوا
ينتهكوا حقوق الإنسان بتاعنا بيجيبهولنا هنا .. ننتهكوا على مزاجنا .
ناخد كل اعترافات
الإرهابي في أوطاننا ، حتى سلاحهم شغال في مياديننا .
أسواقنا مفتوحة
من ابرتهم لصاروخهم
من لبانهم وشوكولاتتهم
.. لأفكارهم وأحلامهم
واحنا هنا بنصدر
إما غاز .. إما شباب في عمر الورد بيفجر نفسه .. بيموت في عز الضهر
في عز ما كل الناس
شايفين .. شاهدين على شعب بيقدم نفسه للأعداء على طبق صيني طبعا من الصين
شاهدين على دول
متفرغة للصراخ .. للتنديد .. للشجب .. للنحيب ولحرق الأعلام
مستهلكة لحد النخاع
.. واخدة براءة اختراع الكلام
احنا ليه مش عيوننا
خـُضر ؟!
احنا ليه ما بنعرفش
نطلع لغير قمر القصايد ؟!
احنا ليه بنرمي الزبالة قدام بيوتنا وليه بنرتشي وليه بنغش
ونسرب الامتحانات وليه بنفسر الأحلام وبنبيع الوهم في الفضائيات وبنزور الأنتخابات
وبنخطط كل يوم لترسيخ العشوائيات؟!
كام رئيس غيـّروه
هناك ولسه عايش بيتفسح ؟!
وكام قانون هناك
بيطبقوه وكام وعد بيحققوه ؟!
وكام اختراع بينفذوه
وكام وكام وكام وكام
احنا مين ؟ وهما
مين ؟
معقولة مخلوقين
من نفس الطين
ولا من طينتين
.. طين مهبب وطين بالكريم شانتية
آدمين .. وحويتين
.. وكوكبين
ولو كلام داروين
صحيح يبقى أكيد كان فيه قردين
بعد كل ده بقي
اياك تقولي " مصر هي أمي " ، أمك نايمة جوه ( على أحمد حلمي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق