الثلاثاء، 26 مارس 2013

أرتحل


أرتحل في غرفة الانتظار من ركن إلى ركن آخر يسخرني من ميل إلى ميل آخر
أحصى النجوم كالمراهقين لأغتال بعض اللحظات
فوقت الانتظار طويل
وكأس الأحلام لا ينسيك التفاصيل
بل يجعلك تدمن التفاصيل
وأظل أحكي لنفسي حواديت من الماضي السحيق
لأملأ مسرحي الذي يرفض حضور الأساطير
أشعل مبخرتي وأتمتم بتمتمات لعل نفقي ينير
وتضيء ولو لمرة واحدة
مرة واحدة فقط وبعد ذلك كالفراشة تطير
لا يعرف عمق السر إلا من اختبره
إلا من تجرع كل الكأس
وذاق مرها وحلوها
ومدها وجزرها
وانتظرها ولم تأتي
فكفر بها
تخيلوا أنه كفر بها
بل أرادوا أن يكفر بها
لكن هو أحبها
وانتظرها خلف كل ضباب الوعود
وارتحل نحو أماكن حضورها
من ركن إلى ركن
من حرف إلى حرف
من سر إلى سر
يقرع .. يسأل .. يبحث .. يطلب
ويلملم في آخر ليله أشلاء انتظاره
ليبدأ الرحيل في الصباح الباكر متجدداً متمرداً منهكاً
صباح لشهيق جديد
ومساء لزفير جديد
وشيب يكسو ملامحه كالجليد
كأس من الأحلام في يد واحدة
تسكن حدقة عين واحدة
تمسك طرف من طرفي البحر
وتنادي هل تسمعني ؟
وتظل تنادي هل تسمعني ؟
لا تسمعك .. قد رحلت
ما كنت تراه كان خيالاً
خيالاً وليس سراب ..
والفرق شاسع
مهما حاولت أن تتكبر أو تتواضع
فهالات النور لا يستحضرها كأس الخمر مراراً
فالوحي الباطل هو من يتحول للعادة
والعادة ضد السر
تغتال طقوسك بالليل
والليل طويل
لن أتكلم عنه
فأنت تعرفه أكثر مني
فهذا كأسك ..
وهذا خمرك ..
أنت من عتقته ..
وتعلم كيف يهيم العقل
ويرتحل ويرتجل
وينتظره
برق له رائحة الملح
بطعم الجرح
ولكنه يشفي
تجرعه
نخبك نخبك يا من تنتظري
فالسكر البـََين لا يعرفه المحترفون
والحلم بغي لا يمكن أن يتروض
أو يسجن في قفص ذهبي
من يقدر أن يسكن قلب بغي إلا ملاك طاهر
نخبك نخبك يا من علمتي السر أن يكتم أسراره
وأن يأتيه الوحي بضلاله
وأن يهديه ضلاله
أنتظرك وأرتحل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق