الجاذبية ليست أحمر شفاه
بلون الدم ..
ليست لون عينين بزرقة
البحر ..
ليست بروز نهدين كقمم
الجبال
الجاذبية .. احتواء بلا
افتعال
بلا تصنع .. بلا تقمص وجه
آخر
ليست كالبرق تظهر ثم
تختفي في الصباح الباكر
الجاذبية ..
إصغاء لا تقدر أن تنساه
رغم ضوضاء العيون المنبهرة
والآذان الصماء
الجاذبية ..
ليست حبل سـُري يجذب
مراهقين نحو الحافة
بل هي سر الفطام الذي
يجعلك أكثر تشبثـاً
الجاذبية .. التي تحدث في
حضورها فقط ليست بجاذبية
الجاذبية في هذا الغائب
الحاضر دائماً
ليست هي حروف رومانسية
تزحف في ظلامك لتفترسك على مائدة مذبح الشموع
ليست حالة تغاضي مشروط عن
عيوبك
ولا حالة عـُري لترغيب
وعودك
الجاذبية ..
لمسة شفاء لم تطلبها
لجروحك
غناء يدوزن أوتار روحك
الجاذبية ..
لا تكذب ولا تتجمل ولا
تحمل بين يديها مقص الرقيب
ولا تخط بالقلم الأحمر
ألغام أسفل حروفك
الجاذبية ..
حلم لم تنتبه إليه رغم
أنه يسكن مسامك
مشيئتك التي فقدتها
بوصلتك
حضن تيهك
الجاذبية ..
ليست غاية تبرر كل
الوسائل
وليست سجادة حمراء تحملك
نحو العرش
ملك أو عبد .. سيان
الجاذبية .. ليست معصومة
كالآلهة
بل هي ترابية .. من إنسان
لإنسان
ليست وردة صناعية جميلة
طول الوقت
حكيمة طول الوقت
ساذجة طول الوقت
طفولية طول الوقت
مراهقة طول الوقت
الجاذبية .. كفصول العام
كوردة طبيعية إلى حد
النخاع
تنمو .. تتفتح .. تذبل ..
كما ولدت .. تموت
الجاذبية .. ليست لغز من
الأحاجي
ولا من شفرات الحرب
العالمية الأولى
بل هي من السرائر .. من
الوجد
حيث نيرفانا الحالمين ..
العاشقين .. المناضلين
الجاذبية .. ليست خرافية
بلا أسباب نزول
حتى لو لم نعرفها
بصمة على روحك لا تتكرر
قــُبلة على جبينك تجعلك
مرفوع الهامة دائماً
حتى وأنت وحدك جداً
الجاذبية ..
ليست نظرة عين فارغة
فراغ الفراغ
ولا نظرة عين أمنية تفتش
ضميرك
وتقلب دواليب خباياك
بل نظرة عين عميقة
كالهاوية .. بريئة كالفردوس
كسرعة الضوء تخترقك
دون أن تحطم نوافذك
كرياح تلهم شراعك ولا
تكسره
الجاذبية .. ليست كما
يقال عنها أو يشاع
ليست هي من يمسك خيوطها
المارة ..
ويتشدقوا بالإمساك بها
ليل نهار
ليست مـُلقاة على قارعة
الطريق عارية
فهي ليست من ثوابت الجمع
الجاذبية .. ليست بقبلة
القطيع
متفردة إلى حد النشاز
بدعة إلى حد الهرطقة
لن تجدها ساجدة مع
الساجدين
ولا مـُسبحة بتراتيل
المـُسبحين
الجاذبية .. هي أناشيد
الإثم والبراءة
والرقص والأنين
الجاذبية .. لها وجه
فيلسوف ووجه جنين
الجاذبية .. لا تحتاج
لبوق ولا زفة
من العسكر ولا من
الملائكة
متواضعة غلى الدرجة
القصوى .. درجة الحياد
وحادة في لونها .. في
رائحتها .. في طعمها غلى درجة الغليان
درجة التطرف
الجاذبية .. لا تاتيك من
الخلف كيهوذا
ولا تختبيء لك خلف جدار
ولا تحاصرك ..
حتى بهذا النوع الذي
ينتمي لجمال نوع من الحصار
الجاذبية تعرف جيداً ..
أن حصار الجنة كحصار النار
الجاذبية .. لا تنتظر
قرارك
ولا تفقه جـُبن الفرار
الجاذبية .. قلب ووردة
وعلم ودار
الجاذبية .. فداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق