الإهداء
إلى وهج السعادة العذري
للحـُب الذي لا يـُقهر
للحـُب الذي لا يـُسجن
للحـُب الذي لا يموت
للحـُب الذي لا يفنى ولا يستحدث من عدم
للحـُب الذي لا يمكن أن يتحول لغضب غاشم
ولا أنانية عمياء
للحـُب الذي يبهرك كل لحظة وطرفة عين
للحـُب الذي يسترك في عـُريك ويرمم
ثغراتك .. ويضمد جرحك الغائر جداً
للحـُب الذي يكون وطنك في غربتك ومنفاك
للحـُب الذي لا يقدر أحد أن يتآمر عليه
فوق الأشياء وفوق الأشخاص .. مـُحلق هو
حـُر هو .. جميل هو .. مثالي هو
لن أتفوه بسوء ضد ذكرياتي
ضد حجارة بيتي الحية .. والخافتة
ضد قدس الأقداس المخبأ فيه كنوز الحكمة
والضلال والمعرفة
لن أتفوه بسوء .. مهما دفعني الغضب
لحافة الانفجار .. لهاوية الانتحار
لن أجعل هذا المناخ الفاسد صالحاً لهذا
النوع من البذار
كفانا حرث بذار الموت
وانتظار حصاد لا يفرح
صبار بطعم المـُر
وتاج مرصع بالدماء وبالشوك
لن أتفوه بسوء
لن أعطي الراجمين حجارة ليرجموا أيقونة
تفرغ هيكلي يوماً لنحتها
وأضأت شموعاً من العطش لها
وفديتها في وقت الصلب مراراً ..
كراً وفراً .. فعلت
مداً وجذراً .. ضللت
واعترفت بلا آب اعتراف
وشققت حجاب القلب لمن لا يعرف الستر
لمن لا يرمم الثغر
لمن يشتهي الرجم
لن أتفوه بسوء
سأظل ظالم في عين العمى
وفي عين قلبي لست مظلوم
سأظل يهوذا في عين لوسيفر
وفي عين روحي لست الحبيب
أوقدوا الآتون واشعلوه لدرجة الغليان
احرقوا كل الأخضر واليابس من الأحلام
ولا تتركوا ذكرى واحدة تشفع
ولا برعم أخضر واحد يعلن
أن في هذا المكان كان شبه غرام
ولا تتركوا صدى لنحيب من العمق لم
يـُقّدَر
بل سخرتم من نزف الأنهار
احرقوا .. ارجموا .. واسخروا
وحضروني مصلوباً داخل قاعات نميمتكم يا
من تدعون الكمال
انهشوا وكلوا .. هذا هو جسدي الذي ....
واشربوا هذا هو دمي الذي .......
لن أدافع ولن أبرر
ولن أخلص نفسي
ولن أضع آخر على الصليب يا جماهير الرجم
فهنيئاً لكم .. باراباس مرآة عريكم
وحقيقتكم
لن أتفوه بسوء
سأقول لنفسي فائدة خسارة العالم
ولن يسمع أسرار همساتي غيري
فقد تعلمت الدرس جيداً
وتجربة بريتي كانت مـُلهمة
فقد شقت الحجاب عن وجوه الرفاق .. وزيف
القناع
لن أتفوه بسوء ..
فلا اتهام يضمد جـُرح
والراجمين لا ينتظروا غير الحقد والغضب
والتشفي
والمقصلة لا تجيد إلا فعل الإعدام
فلا تتفوه بسوء وتقع في فخ جوع الداء
للداء
جمر يأكل نار .. ونار تأكل نار
ولتعرف أن قارورة الطيب حتى عندما تنكسر
سوف تملأك برائحة الجنة
وإن حضن أمك حتى لو أخطأ فيك بدون قصد
يوماً .. خطأه سيحميك إلى الأبد
ومسكنك ووطنك لو ضللته مراراً بابه
مفتوح ليهديك
فلا تتفوه بسوء
فالكعبة لو لها رباً سيحميها
وأنت
لو لك حبيب سيفديك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق