من منكم اختبر تيه الإبن الضال
واضطرابه .. ودموعه التي لا يقدرها الأنانيون
وتخيل وهمي للأخ الأكبر .. بالإستقرار
وبالثبات في بركة الركود
وأمان زائف يأتيك من عدم الترنح
فخيال مآتة مستقر لا يعني الحياة
وماء مـُتاح ولكنه راكد منذ قرون لا يعني أنه قابل للشرب
وهواء قبر تخيل يوماً أنه محملاً بالأوكسجين
وهو لا يحمل غير جراثيم الإنحلال
تكرار صلاة لا يفتح أبواب سماء مغلقة بالشمع الأحمر
أشعار صعدت كبخور وشموع أضيئت على مذبح قمر صخري مظلم
وقرابين قـُدمت في الهواء الطلق
لم تقدم ولم تؤخر .. لم تقدم إله ولم تؤخر عبد
فثبات يهوذا في الوشاية الغبية أهله جيداً للإنتحار
ومراجعة بطرس لإنكاره جعلته يـُعيد الاختيار
لولا تواضع الليل لم يكن يوماً نهار
من يظن أنه ثابت كالجبال ..
كامل كالصليب .. أو حتى ظن الهلال
فيعلم أن المسافة بين شجرة الحياة وشجرة المعرفة طرفة
عين
نية قلب .. لمسة هدب .. سراب درب
يا من تظن أنك مرتوي .. فلتصم يوماً
لعلك تذوق .. وتجرب قدس أقداس العطش
يا من تظن أنك بالسكينة مؤمناً
فلتشك لحظة لعلك تخلع نعليك وزخارف قبرك في محراب حي
يلدك من جديد
يا من تظن ظن الابن الأكبر بالإبن الضال
يا من غيرت أقفال الباب بعد أن خرج
يا من اغتلت حتى الذكرى حتى لا يحضر فيها
يا من عريت كل عيوبه ..
يا من أفشيت كل جروحه
يفاجأ الابن الضال برجوعه
من أنكر أمام جارية في الأمس .. الآن مجاهر هو
من طاف المدن كذئب سفاح .. الآن خروف ليس بضال هو
مهزوم الأمس .. منتصر اليوم هو
وكفيف قريتنا .. هو من يأخذ أيدي المارة الآن ليعبر بهم
إلى هناك
ولذلك لا تغلق قلبك يوماً
ولتتواضع فيك أبراج بابل إن كنت من ساكنيها
ولتتعلم أن تتسائل .. ولتدرك عمق المد
وقلق الجذر .. ولتقرع كل الأبواب
ولتبحث قبل أن تدخل
ولتمتحن الحرف .. ولتضع روحه تحت المجهر
تموت .. لتثمر
تموت .. لتثمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق