الاثنين، 16 نوفمبر 2015

Dream Trap


أظن .. هناك لحظات أصعب من غيرها في تاريخ كل شخص
وهناك أزمنة عثِرة الفهم وقرون بطعم الارتباك
هناك أماكن تسكنها علامات الاستفهام وتهرب منها الإجابات

أظن .. غياب البوصلة في مرحلة ما من البحث يكاد يكون مشروع
وإصابة الكثير بالتيه في ممرات ما .. في تاريخ ما .. منطقي
وصراخ قلوب في مواجهة أوجاع ما .. طبيعي جداً

الإنسان كائن عجيب
عبثي وعميق .. مسالم ودموي .. لحظي وتخليدي .. ساخر ومبكي
باحث عن الحقيقة وصانع الزيف
يبني الهياكل ويفرغها من الإله
يعشق الورود فيجعلها صناعية
يعطي الفقراء ويقصف المدن بالقنابل
يتحنن على الكلاب والقطط ويعبـُر بدم بارد على أطفال الشوارع
كوابيس ليله .. هي مخاوفه الدفينة
وأحلام صباحه .. هي غرائزه اللحظية

الإنسان أصبح صوت صارخ وسجادة حمراء وطريق مُمهد بالضوضاء .. للهاوية
صنع مدينته بالفخاخ ليسكن فيها الأرواح المعذبة للأبد


-Dream Trap-
أضواء ساطعة وموسيقى تطلق الخيال وفراغ بلون البراح
تعرف أنه طـُعم وتعرف أنك سمكته المنشودة .. ولكنك جائع فتأكل بكل يُسر وتحضر
تذهب لتقف في منتصف الهدف بكل طواعيه .. وتعرف أنه قناصك المفضل وأن كل قتلاه أقوياء

معادلة قانون الغابة .. دائرة التوحش تدخل من الباب الواسع والطريق الرحب ..
لتكتمل دائرة الأنانية السوداء
جوع الجائع للأشياء
تكنيز الفراغ للفناء
ورمال متحركة هي حياتك .. تغوص وتغوص وتغوص .. كل سنة وانت طيب

أهلا وسهلا في أرض السقوط
ولكن تظل الحقيقة واضحة رغم الظلام الدامس
تـُعلن بوضوح عن نفسها لكل طالبيها
رويداً رويداً
بصيص نور يدخل فتقل أعذارك وتزداد مسئوليتك
دولاب حياتك يصبح بلا شماعات
تتبخر أقنعة الاختباء أمام مرايا الحقيقة
يظهر وجهك عارياً بلا محامي مزيف ولا قاضي ظالم
بلا تصفيق لا تستحقه .. ولا رجم قاسي القلب
عارياً لكن محبوب
معروف لكن مُحتوى
كنت على وشك الغرق .. لكن الشاطئ يظهر فجأة
لكي لا يفنى إيمانك
وتكتب فصل جديد في رواية حياتك العجيبة جداً

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

الكوكب الشمال




الإهداء ..
إلى كوكب زحل


البشرية اختارت منذ البدء  .. السكة الشمال
لم تريد أن تخضع لبوصلة الحب
فقررت بكامل وعيها أن تذهب إلى سكة الأنانية


هناك قررت أن تقطن
وبدأت في الإنشاء
كهوف .. ثم بيوت .. ثم قصور .. ثم عشوائيات
كوكب كامل اختار السكة الشمال


اختار لذة اللحظة .. وتكنيز الأمان ليواجه به المستقبل
بعد المقايضة صنع المال
ليشتري كل شيء
ويبيع كل شيء
لأنه حيث يكون الشمال يكون الإمتلاك
تخمة الاستحواذ والدخول في دائرة الأغنياء
وكل فرد يمر من منطقة الفقر إلى منطقة الصفوف الأولى
يمر فوق سلم بشري من المهمشين


في السكة الشمال الصعود إلى فوق
يحتاج منك ان تخلع نعليك وروحك قبل الصعود
ولا تعود تتألم بمشهد أطفال الشوارع أو العواجيز الفقراء
ولا ينتابك القلق على الشباب الذي ينتحر بالبطالة أو الإنتماء لجماعات ارهابية ..  طالما أن ابنك ليس بينهم
لم ينتابك الحزن على السوس الذي ينخر في أعمارهم وأحلامهم .. طالما أن نعمة الأحلام اختارتك أنت وليس غيرك


في الكوكب الشمال .. تصنع الحروب لأن مصانع الأسلحة تريد أن تربح
تنهب الثروات ولا توزع بعدالة .. لأن أذكياء العالم لا يريدون أن أغبياء العالم تأكل من الفتات الساقط من موائدهم
يسكب الحليب في البحار لكي لا يرخص .. ويصبح في متناول كل طفل
الكنوز في السكة الشمال لكي تصنع .. تحتاج لقلب ميت ولضمير ملطخ بماء الذهب
ولأجل هذا احتاجوا لصنع الهياكل لكي يموتوا وهم مبتسمين .. فجعلوها تشبه قلوبهم
خاوية وموحشة من الداخل .. ومن الخارج ملطخة بماء الذهب


في السكة الشمال أصبح عمر الإنسان .. كعلبة الهدايا بكل الأشكال والألوان
ولكن بالداخل علبة فارغة
سهل جدا أن تكتشف أن الحياة عبثية .. في السكة الشمال
سهل جدا أن يصبح الموت رخيص ومعتاد ومألوف إلى درجة الحزام الناسف أو بالسكتة القلبية
سهل جدا أن تلحد أو أن تؤمن .. وجهي عملة اليسر والفراغ والأمل في التخمة
التخمة هنا كملحد .. أو التخمة هناك كمؤمن
الجوع يحرك العرائس على مسرح الحياة



في السكة الشمال .. الاحتياج يصنع لأن ما يسدد احتياجك .. في المصانع
لتشتري ولتمتلك لتسعد .. وتقترب رويدا رويدا من قمة البرج
فالمال يجلب السعادة .. أو يجعل مآساتك أبسط
اختار الكوكب كله .. السكة الشمال

عولمة الشمال
تواصل الشمال
فالمطبخ العالمي وضع البشرية في نظام محكم
قفص فولاذي لا ترى قضبانه وبراح تتخيل أنك تملأه بحريتك
تستيقظ تذهب للعمل لتسد الأقساط ولتشتري ما تتخيل أنك تحتاجه لتسعد .. ولتقترب رويدا رويدا من قمة البرج
ساعي بريد أنت .. حانوتي لحظاتك تأخذها من المستقبل لتمر على حاضرك لترميها في سلة مهملات ماضيك
دولاب ذكرياتك المزدحم أو الفارغ


وفجأة تصبح كهل .. وتموت كغيرك عادي
فالموت علينا حق
وطابور النمل البشري يكرر خلفك نفس الصلاة ونفس البيع ونفس الشراء
ونفس تتويج الفراغ
وفي السكة الشمال صنع الإنسان الإتجاهات الأربع .. ليوهمك أنك حر وأنك تختار
والحقيقة أن كل الإختيارات في كوكب الشمال .. شمال


هل يوجد حل .. أظن
هل يوجد رجاء .. أتخيل
هل يوجد شاطئ .. احتمال كبير
ولكن ليس في السكة الشمال

لنحاول أن نبحث عن بوصلتنا التي أفقدونا إياها وقت الإنشاء
لنحاول أن نبحث على خريطة البدء التي كانت تحمل مع السكة الشمال .. السكة اليمين
لنعود لمحبتنا  الأولى وللإختيار الأول وللعهد الأول وللسؤال الأول
لعلنا نجد السكة اليمين في هذا الكوكب الذي اختار السكة الشمال




الاثنين، 20 يوليو 2015

التأقلم والإنقراض



كم كائن تمرد ورفض الإنصياع ؟
وسخر من كم الإبتذال الوجودي
والتكرار المريب للتجارب الغبية
فانقرض ......

وكم عبدا للمأمور ؟
يتأقلم بحربائية تفوق الخيال
ويخنع للضربات العشر بإبتسامة بلهاء
ويصعد نفس الجبل ويسقط كل يوم دون كلل
فيبقى ......

كم كائن لم يحتمل "نعم" الفارغة وقال "لا" ؟
ولم يستهويه خرس الأمان
واختار أن يدفع الأثمان
فانقرض .....

وكم ترس يدور في ماكينة الكوكب ؟
دون صيانة أو قطع غيار
ويصحو في الصباح ليجد المرايا تهديه الشيب
فيبقى .....

كم شخص ثوري صادف عمرك ؟
يزلزل أركان كيانك الهش
كم صوت صارخ مر في بريتك القبرية ؟
كم حالم جعل كابوسك المألوف يظهر على حقيقته ؟

وكم من المتأقلمين حولك لم تسمع لهم همس
وكم من  الأموات يسيرون معك في طريق الحياة بلا هدف
مع الأمواج لا يمكن أن تكتشف السمكة الحية من الميتة
كيف لا نشتهي أن ننقذ من التجربة ؟

تسألهم لماذا نسمع الأغاني ؟

تسألهم لماذا نفتش الكتب ؟
تسألهم لماذا نشك ونبحث ؟
تسألهم لماذا نشاهد الأفلام ؟
لماذا نقدس الفن؟
لماذا نقدس العلم ؟
تسألهم وتصدمك الأجابة

الفرق بين أن تملأ علب اللحظات الفارغة ..
وان تنحت كيانك لكي ترى

الفرق بين أن تغتال أيامك بالضوضاء
وأنك تحاول أن تولد من جديد من رحم العقم

الفرق أن تتأقلم لتشابه الجمع لكي يعطوك مكان بين توابيتهم
وبين أن تقوم من بين الأموات لتغير نفسك والعالم إن أمكن

الفرق بين التأقلم والأنقراض
التأقلم من وجهة نظر من ؟
والإنقراض من وجهة نظر من ؟

الأنانية .. والحب
الموت .. والأبدية
الفناء .. والتحقق
التخمة .. والتجسد
التشيئ .. والكينونة
هناك فرق

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

الجرامافون .....



لأن الحياة تسكن حوض سمك كبير .. على هيئة كوكب
باتت تكرر النكات وتجتر الضحكات القديمة
وتغير بعض حروف الجر في المقاطع
فتظهر على المسرح بشخصية جديدة

جرأة التقمص والتفاعل توازي جرأة اغتيال اليوم
الكوميديا البشرية .. وعبث الجدية
وفراغ أركان البهجة من الأثاث

ينفض الجمع ويذهب كل واحد لصمته المخزي
ليضيء شمعة الوحدة ويرقص مع خياله الذي لا يجيد الرقص
يضع اسطوانة الأغاني في الجرامافون
ويختار أقدمها لعله يصغي للبداية

يفتش الكتب والحروف والأغاني والنجوم
يشعل البخور ويوقد الحطب
وينتظر قدوم الفجر
كل ليل منذ البدء
أجيال ورا أجيال
البعض ينجح في اكتشاف السر.. ويحتجب في كهف تواضعه
ويظل الموجود من القطيع يكرر الحياة ويكرر الموت بإتقان نملي عجيب

في سيرك الحياة غرائز تريد فقط البقاء ..
البقاء للجائع ..
للأطباق المشوهة بفعل النهم
البقاء للمسخ

ولكن الفراشات لا تبخل على النور بروحها
والملائكة ترحل للبراري لتهرب من الفخ الفتاتي

وعلى المسرح صدى لضحكات عالية وبكاء مكتوم
صلوات وتسابيح وسخرية إلحادية
وجهي عملة ضعف الحاجة والواقعية

الحب يتلعثم في الغابة
يظهر كالبرق تحوم حوله الذئاب فيختفي
يشعر في أوقات كثيرة بالإحباط
يقرع الأبواب التي لا تفتح إلا للوحش
ولا تهرول إلا في طريق الفراغ

الغير مستحقين يملئون المشهد
ما أكثر المتبلدين
وهواة قراءة الكف
الهاربين من المواجهة
عديمي الإحساس بالفرص
وتشميع ثقب النور الوحيد في زنزانتهم النرجسية


والمشهد متكرر .. لم يقدروا أن يسهروا معه ..  ولو ساعة واحدة
ولكنهم فقط يجيدون البكاء في لحظة تكفينه
تجدهم أشداء عندما يضعون الصخرة على فوهة المقبرة 
ويحترفون النسيان بعد العزاء  .. ويذهب كل واحد فيهم إلى ملهاته

الآن أدركت .. أن ليس فقط طابور من النمل ولكنه يسير في مسار كوكب بيضاوي
 دائرة مكتملة النقص
ومحترفة التيه
تجذب بعضها بعض
ولا تملك أمامها غير .. الفرار
والفرار قرار


الجمعة، 10 يوليو 2015

ثلث الملائكة .. وشجرة المعرفة .. وبرج بابل



شعر أن ثلث الملائكة يكفي للإستيلاء على العرش السماوي
الآن يخرج الآخر من مشهده ويصغي لرغبته وجاذبية شجرة المعرفة
صعد برج بابل وعندما اقترب للقمة اكتشف اكتمال الفراغ بداخله

تحلم .. تتحرك .. تنجذب .. تغامر .. تضحي .. وتتمرد
تنجذب فتحلم فتتحرك فتغامر وتضحي .. وتقطف
تحلم وتصعد وتعرق وتبني .. فيتوه المعنى

تمرد المتكبر الأول ليصنع مملكة موازية
زهرة بنت الصبح
مملكة السواد حيث الملابس السوداء والشموع السوداء وفوضى الحواس
ثلث الملائكة تختار مملكة الظلام
ووصايا الأناني الأول  للأنانيين
حيث الكتاب الأسود
الوصية الأولى والأخيرة ..
اعطني روحك وأعطيك التراب
عهد الأغبياء في مملكة الظلام

العهد الثاني بعد القطف
العهد الأناني .. للمنفصلين منذ البدء
من يفصلهما شجرة ما .. لا يقدر الإله حتى ان يجمعهما
فالزنزانة الفردية لا تتسع لإثنين معا
وطبق الجوع الواحد .. لا شريك له
والوردة التي تحبها إلى درجة الامتلاك مصيرها معروف .. الموت بين ضفتي كتاب لم تقرأه
الأنانية .. دائرة بدايتها هي نهايتها
 دوامة .. الحركة الوحيدة المسموحة فيها إلى أسفل .. نحو الغرق

العهد الثالث بلبلة الألسنة وتيه المعنى
الحركة بين الحاضر والماضي  وساعي بريد اللحظات
من يملأ دواليبه بأيامه
يحبو ويتحرك ليحقق حلم يصبح ماضي .. فيتحرك نحو حلم جديد ليجعله ماضي
وفي النهاية يصبح هو نفسه ماضي
هو وحياته وأحلامه في سلة الذكريات
بخار وامطار وأنهار .. جوع الفتات باطل
وتخمة الفتات باطلة
وحوار الطرشان باطل .. فكم بالحري إنفصام الألسنة
اليوم تكون معي في الهاوية

في البدء أخطأ الغبي الأول
وتأثر الغبي الثاني
وقررا أن يسكنا معا في كوكب الغباء

ووضعا القانون .. هو قانون الغابة
الكبير يأكل الصغير
والقوي يسود على الضعيف
والغني يفقر الفقير

وتظل الحرية والمساواة والعدالة .. أحلام
يحلم ويناضل من أجلها الحالمين والثوار المراهقين
ويسجنوا أو يموتوا فيتخلص منهم الظالمين
لتستمر غابة التوحش في توريث العروش والثروات وهامش يضيق للحالمين
ويظل البرج العاجي والمذهب والمقدس في الإرتفاع
تجار السلاح والنفط والآثار والشركات عابرة القارات
وقطيع السخرة من العاملين
الصابرين الخانعين الشاكرين
المنتظرين عدالة يوم الدين
المنتظرين
المنتظرين
المنتظرين

الأحد، 24 مايو 2015

ممتليء أنت .. وخاوية أنا



يدخل الهيكل بقدميه
وخياله في الحانة القديمة
يمسك بمسبحته الخاشعة
وقلبه يرتشف الخمر

جسدها منحوت ببصمات المارة
وروحها عذراء تسكن البراري
صدى ضحكاتها تهز أركان الرجال
وبكائها المكتوب يغرق وطن الليل

من كان قديماً أسفل أقدام الديناصور
الآن يسكن الفضاء الخارجي
من كان يشعر أنه كومبارس الوجود
الآن تنتابه ضلالات مُخرج العرض

من كان يشعر أنه أسود من الدنس
الآن ينظر في المرايا بياض أكثر من الثلج

من كان يعبد قديماً إله الريح والقمر 
الآن يكفر بكل آلهة الكون

من كان يخاف من الأشباح والموت
الآن يسخر من أنهار الجنة
من كان يؤمن بالمعجزة والعرفان
الآن يؤمن بالعلم وصليب السؤال

من كان طفلاً مندهشاً
الآن عجوز محبط
من كان يعطش في العهد القديم
مازال يعطش في العهد الجديد

من كان فقيراً ويغني كثيرين
الآن غني ويفقر كثيرين

الإنسان وصراعه الدفين

من يهزم من فيه ؟!
ومن يهرب ومن يستكين ؟!
غرائزه الترابية وروحه السماوية
وأضداد اللحظة
واللحن الراقص واللحن الحزين
وكفر بواح وصلاة تضيئ
سماء نحاسية وملاك بريء
بدء بإجابات ساذجة
وأزل بسؤال عميق
تاريخ حافل بين الإنسان العتيق والإنسان الجديد

الثلاثاء، 12 مايو 2015

الإنسان الإله .. والإنسان العبثى


يحبو الإنسان ليصل بعد فترة من النمو والتطور ..
أن يتخيل أن كوكبه المُسطح الذي تدور حوله الكواكب والنجوم وتسبح بإسمه وحمد كوكبه المُسطح ..
فهو وكوكبه المُسطح جداً مركز الكون وهو أعظم من في الكوكب وبالتالي هو أعظم ما في الكون .. 
أصبح الإنسان في حالة من الزهو والكبرياء المراهق عندما تخيل نفسه أنه جالس على عرش الهرم الكوني كله ( وأنه المفتح في فصل العميان ) - ( وأنه أطول كائن في صفحة القصيرين ) 
فجعل نفسه إلهاً أو نصف إله حسب تواضع سيادته الألوهية وجعل للحياة معنى وللخلود معنى وصنع نار لمن لا يخضع لسيادته وجنة مليئة بالخيرات لأهل الثقة . 
فهو مانح الحوافز والعطايا لعابديه وهو المانع على أعدائه


ومرت الأيام والسنون وجبال تشلنا وجبال تحطنا وانتهت عصور الظلام والمراهقة البشرية المتكبرة .. وقلب جاليلو مائدة الخمر البشري وكسر كأس نشوته النرجسية ..
وقال له المفاجأة .... كوكبك مش مُسطح ومحدش بيدور حواليك ولا بيتأمل في جمال طلعتك البهية ولا حد بيسبح بإسمك ليل نهار .. يا عم الإنسان الأمور

ومع تقدم العلم واكتشاف القليل جداً من حقيقة الكون والكم الهائل من المجرات والنجوم والكواكب .. اكتشف الإنسان أن كل لحظة يرجع إلى الوراء بعد أن كان ليس فقط في الصف الأول من الكون .. بل هو أول الصف ( الألفة )

صفعه العلم صفعات متتالية على وجه المتكبر والمتخم بإحمرار الخمر البشري ..
وكان صوت التحذير الديني .. احذر .. الإنسان يرجع الى الخلف .. الإنسان يرجع الى الخلف .. الإنسان يرجع الى الخلف 
إلى درجة أصبح في طابور الكون رملة من رمال المحيط .. طوله أقصر من عـُقلة الأصبع

طوفان العلم والإكتشافات جرفت كل قصور الرمال الحالمة المشيدة على شواطئ التخيلات البشرية .. فكان رد فعل الإنسان طالما خسر مركزية الكوكب والكون أن يجعل العالم بلا معنى بلا أهداف نبيلة بلا محاولة من جعله مكان أفضل ..
بل قال لتكن فوضى .. فكانت فوضى 
ليكن عبث .. فكان عبث 
لتكن تخمة .. فكانت تخمة 
طالما لا إنسان على العرش .. فلا إله في السماء
وجلس يغني ( زي قلبي ما ضاع .. تضيع كل القلوب بعده )
فالمعنى كان موجود عندما كان هو مركز الأرض وكانت الأرض مُسطحة وكل الكون يدور حولها دوران مربع أو مستطيل متحيز !!! 

وجاء العبث عندما اكتشف أنه صغير جداً في كون فسيح جداً
العجب العُجاب .. أن التاريخ البشري في وقت أسطوريته أو في وقت علمه .. احتفظ بكبريائه المزري
ماتت أسئلة في الطريق وسقطت إجابات وتبخرت حقائق كان يظن أنها معصومة .. ولكن احتفظ بكبريائه 
احتفظ ببوصلة ضلاله 
امتحن كل شيء حوله ولم يمتحن قلبه
سخر من الكل ما عدا نفسه 
أخذ مسافة للرؤية الصحيحة مع كل الكون .. واتحد إلى درجة النرجسية مع مرآته
ففقد تواضعه وخسر نفسه وربح العالم

.. ولم يكتشف أن المعنى موجود أكثر في الإتساع ..
والعمق تكتشفه عندما تعرف مكانك الحقيقي في الصورة الكـُلية ..
حتى لو كان مكان صغير جداً وفي الصف الأخير بعيداً عن ضوضاء الصف الأول
وكيف يحتجب الأب البشري السوي على مسرح حياة ابنه لكي يتطور في حرية دون قهر الأبوة وسـُلطة الأبوة ووصاية الأبوة وقدرات الأبوة على إلغاء الإبن وجعله مسخاً وصفراً ..

فالإحتجاب وحرية الإكتشاف وحرية الاختيار أن تقترب أو تبتعد بإرادة حُرة هو من يعطي الحب والإيمان والصداقة والأبوة والأمومة ..
أبعاد عميقة ومتميزة تحمل من النضال الروحي والإنساني ما يفرق نجم عن نجم .. بين الحكيمات والجاهلات .. بين المتواضعين والمتكبرين . 

من يعرف أن أسئلته أكثر حكمة من إجاباته 
وأن أثقال تخيل الصواب والعصمة سقطت رويداً رويداً في الطريق وهي من أسباب عدم غرق مركبته إلى الآن .. 
وأن التواضع يحمل من البحث والشك والمغامرة أكثر بكثير ما يحمله الكبرياء المليء بالتسمر والطمأنينة الزائفة والإبتسامة البلهاء .. 
وأن اكتشاف أن العالم أعمق منا بكثير يجعلنا أكثر سعادة لأننا أمامنا الكثير لنكتشف لنسبح في نهر السباحة الذي لم يعبر إلى الآن .. نبحث فنعرف نقرع فيفتح لنا نسأل فنلمس هدب ثوب الإجابات العميقة 

لا يوجد أجمل من كون عظيم وإنسان بسيط ولكنه يعي ويفكر ويرسم ويغني وينحت ويكتشف ويخترع وينقد ويعترف
بلا وصاية وبلا قهر قدرة لا محدودة وبلا طوفان غيبي .. فالحب احتجاب وحرية 
احتجاب وحرية .. احتجاب وحرية
فسر الحُب يكمن في الإحتجاب والحرية

السبت، 2 مايو 2015

أمنية




أمنية قديمة
أمنية تسكن القلب والظل منذ الصغر
لمجموعة من الأطفال مبدورة بشكل عشوائي
على الصخر والأشواك في الكوكب الأرضي
أمنية .. الكمال
أن يصير نصف كأس العشق فيهم .. كاملاً
أن يسكروا حتى الثمالة
أن يتوبوا توبة الوجد ويكتمل موتهم عن العالم ويكون القرار
ألا ينظروا ورائهم مهما طال المسير
وأن يكونوا قرابين الصف الأول في النضال
وفي الصف الأخير مُحتجبين في هيكل النهار

لا يوجد أصعب من أمنية الأطفال أن يظلوا مهما طال العمر .. أطفال
فبوصلة كوكب الأرض هي التيه
وإجابات مهما تمخضت لا تلد غير أسئلة
وفي طريق كمال الأرض .. إحساس بالنقص يزيد
يظهر العطش جلياً بجوار بئر الماء
وكم عطاء يظل يحمل بداخله .. إثم الإحساس بالعطاء
النقص هو وشاية يدك اليمنى لبقية الأعضاء
ونوم لضمير .. تخيل أنه صالح
رغم يقظة الفقراء وأنين المقهورين وكم المأسورين
كم هو مرهق إحساس الشعراء والثوريين والحالمين
من يريدون عدالة للجميع
من يشتهون خلاص الجميع
من يلونون جنتهم بكل ألوان البشر .. بقوس قزح
ولم تتسع صدورهم ولا سمائهم .. لنار
كيف يتكبر تلميذ ليصحح أوراق لحمية لتلاميذ مثله
كيـــــــف يدين المدان
فالنقص نقصاً مهما ارتدى قناع الكمال

أمنية مازالت تثمر بداخل السابحين
أن يذوقوا خمر الكرمة عشق الكرمة تجلي الكرمة
واكتمال الحنين

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

المـُنتحرون



الإهداء ...
لمن لا يدع الموتى يدفنون موتاهم ..
بل يحاول أن يعطيهم نسمة حياة وحرية ..




يظن البعض أن المـُنتحر فقط هو من يشنق نفسه
أو من يطلق على رأسه رصاصة عمياء
أو من يرمي نفسه في النيل ليموت غريقاً بمائه العذب

لا .. هناك مـُنتحرون يمشون في الطرقات يومياً
يأكلون ويشربون ويحلمون
يصلون إلى أعلى الدرجات
يسكنون القصور أو الجحور
من يغتالون لحظاتهم وأيامهم وأعمارهم دون أدنى اكتراث

المـُنتحرون الذين يحملون العبث بطعم المعنى
الرتابة بلون الضوضاء
الفراغ برنين الضحك
المُفرغة قلوبهم من النبض
وأرواحهم من السكينة
وليلهم من الأمان
ووجعهم من الرفقة

المـُنتحرون حاملي الشكل
راكبي سلم العمر الكهربائي
الصاعد دون إذن
كقناص ترصد لحظات عمرك تــُغتال أمام عينك
بلا حماية منك ولا من أحد
وبلا قدرة على وقف نزيفك
فتقرر الحياة كمُنتحر

المُنتحرون أصحاب الأجوبة المُحنطة
وزخارف المجاملة
وأدب حوار الموتى مع المقابر
والنهم المخزي للأشياء
والجوع المـُبـَطن بالشبع
وإنتهاء ليلي ليوم عبثي لإنتظار صباح أعبث منه

المــُنتحرون وعنبر العقلاء
واستمرار وتيرة الجنون بوجه قناع العقل
ودوران سواقي العادي والمألوف مع عقارب الساعة السرابية
وتخيل المــُنتحر أنه يتحقق
أنه يتكلم ومــُنتحر آخر يسمعه
وبين دمينو العمر وزهر طاولة الأحلام في المشروع القومي الذي يسمى بالعامية ( القهوة )
وبلغة الأكابر ( الكافية ) يكتمل الإنتحار الجمعي

وها القرية الكونية تصنع المعجزات لتساعدنا على التخلص من أعمارنا بكل يـُسر الفايبر والواتسب وتويتر والفيسبوك
وكل محاولات العالم الرأسمالي عابر القارات والقلوب والخيال لكي نجتاز غصة الإنتحار ووجعه
لكي نغلق كل مسام حواسنا الداخلية فلا نسمع جرس انذاره
ولا تأوهات من سبقونا في الإنتحار طويل الأمد
فلا ننتبه ولا نستيقظ ولا نثور ولا نفكر ولا نبحث ولا نسأل ........

من أورثنا هذا الصمت المخزي أمام أرواحنا المذبوحة ؟
من أدخلنا هذا النفق المظلم ولماذا نختار البقاء فيه ؟
من يجعلنا نتجرع كأس السم اليومي بضمير ميت ؟
من يـُسمرنا في طابور الموتى الطويل هذا ؟
من جعل الخوف يتربع على العرش .. ويصبح هو السيد
الخوف من المستقبل .. الخوف من المرض ..
الخوف من الوحدة .. الخوف من الشيخوخة .. الخوف من الموت

من جعل المال إله لهذا الكوكب الغبي ..
تشتري به كل شيء وتباع من أجله كل الأشياء
كيف تحول الإنسان إلى سلعة .. وكوكبه إلى سوق كبير
كيف تكون أغلبية من في الكوكب فقراء ولا يثوروا بل يزدادوا خنوعاً
وكيف قلة من الأغنياء تمتلك كل شيء .. مال وسلطة وتحكم العالم ولم تشبع إلى الآن

عنبر العقلاء أصبح كوكب يدور حول الشمس
ولكن ساكنيه مقتنعين أن أرضهم مـُسطحة
ملايين من الكائنات تسكنه من الأميبا مروراً بالديناصور
ولكن يتحكم فيه كائن غبي يسمى مجازاً بالإنسان

اختفت السرائر للأسف مع مرور الزمن
أصبحت محتجبة وتحتاج لبحث عميق
وكينونة جديدة
وأسئلة لا تهاب كهنوت المنتحرين ولا معابد المنتحرين
أصبحنا نحتاج لآذان تريد أن تسمع
وعيون تريد أن تبصر
وقلوب تثور لكي تنبض من جديد
وزق جديد لنضع فيه خمراً جديد

نحتاج أن نسمع .. ليكن نور
ليكن حلم
لتكن حرية
ليكن حـُب
ليكن انسان يتأنسن
لتكن حياة أفضل

السبت، 21 مارس 2015

المحاربون


الإهداء ..
لمن تشعر وأنت بجوارهم أن الحياة تستحق المغامرة


حياتي مثل أي حياة
فانية .. مُملة .. مدهشة .. حزينة .. مفرحة .. مقدسة
تعلمت من كل الأيام
المُحبط منها والعادي والمزعج والمبهر

الصعاب فعلت في الكثير
وكم مخاض ولدني من جديد
وكم ليل تخيلت أن لا صباح لديه
وكم نهاية كتبتها ولم تأتي .. وانتظرت

وأحلام تبخرت .. وأحلام تغيرت .. وأحلام تحققت
وإيمان إنهار .. وإيمان كالبرعم شق الصخر
وإجابات تلاشت مع الزمن
وأسئلة أصبحت الراعي الرسمي لحياتي

وهروب لم ينتصر عليَ ومواجهة ألزمتني
وكــُتب تكدست رفوف مكتبتي بها
وكتب نحتت ملامحي بإتقان
ووجوه في بحر النسيان
ووجوه حاضرة كسحاب الصباح وعامود نار في الليل
وذكريات كالأطعمة الطازجة
والبعض الآخر في الدواليب تخرجها وقت الحاجة

وقصائد تــُعبر عليك دون بوح
وقصائد تترك مقعدها فارغ نصف قرن
وكتب مقدسة ومعابد صنمية وعبيد تتوسل
ورفاق يتغيرون


الحياة طبقات من المعاني
ونهر سباحة مالح وعذب
وأسطورة تركتها وحقيقة ارتميت في أحضانها .. وفجأة
الحقيقة تتلاشى والأسطورة تأخذ فيك مكان تجهله
يفتح باب قلبك على مصراعيه
ويعلن ترحيبه بكل ما هو مجهول
الإله المجهول .. والمعبد المجهول .. والعابد المجهول
وينتظر .................



الثلاثاء، 17 مارس 2015

عار العالم


الإهداء ..
لصاحب فكرة المقال ونوره
صديقي الذي لم أراه
Peter Maria Veda


حيوان منوي يسبح بين ملايين من الحيوانات
برأس وذنب يبحث عن بويضة
يبحث عن نصفه الآخر ليكتمل
ويصير إنسان حي يمكن أن يولد على مسرح الحياة
وللأسف ينسى كل ذكرياته عندما كان حيوان منوي وبويضة
كم حيوان بجواره في ماراثون السباحة مات دون جنازة تـُذكر
دون قصيدة للرثاء .. دون إسم يـُشـَيد على قبره
حيوان مجهول
ملايين من الحيونات كانت في هذا الماراثون
وأنت فقط وصلت
وأنت فقط وُهب لك البقاء والتجربة
أنت فقط وُهبت لك الحياة

كم تاج على رأسك أيها المولود
إنسان أنت الآن
لك إسم ما
وعائلة ما
ووطن ما
غير مستحق كل هذا
ورغم ذلك غير شاكر
متمرد فقط
محبط فقط
ناقم فقط

تاج الصحة ليس عند الكثير
تاج التعبير وتاج الخيال وتاج الإصغاء وتاج العقل
تاج الأصحاب والرفاق والعائلة
ومعبد القلب المليء بالموسيقى والشموع والبخور
كم تاج على رأسك لم تستحقه ولم تختاره ولم تبذل مجهوداً يذكر
كم ستر وكم إحتواء وكم دفء مُنح لك دون شروط
رضيت .. لم ترضى
شبعت.. لم تشبع
ارتويت .. لم ترتوي
كم معجزة خارقة لظروفك كل يوم تحدث ولا تراها
كم برق في سمائك المعتمة
وكم نجم يضيء ليلك ولم تنتبه له

كم مليار يسكن هذا الكوكب
ينهش في ثرواته الممنوحة له دون مجهود ودون استحقاق
استلمت بيئة صالحة للعيش وللوجود
الآن جعلتها بيئة ملوثة
تقتل أكثر مما تحيي
أيها الإنسان الأحمق
احتكرت ثروات ليست لك وحدك
لتكون غني والباقي فقراء شحاذون
صرت أناني إلى درجة التـُخمة
تكنز كنوز يأكلها السوس والصدأ
وتترك أطفال في العراء يتغذى عليهم الجوع أمام عينك
تصنع الدواء للأغنياء ليموت الفقراء بالمرض
وتدفع لصندوق النذور لتشتري السماء
لتتغاضى عن قلبك الصخري
لتصمت أمام عار أنانيتك

كم تاج على رأسك لا تستحقه
كم تاج امتلكته وجعلته ميراثك ومؤشر فخرك وكبريائك
تتباهى بما لاتملك ولا تستحق
تفتخر بكل النعم والهبات على المحرومين وأبناء السبيل
لم تعرف أنك اخذت لكي تعطي
توجت لكي تشكر وتتواضع
أضاء لك الطريق لكي تضيء
أعطاك الملح لكي تضعه في الأطعمة .. لا لتكنزه في المخازن فيفسد
أعطاك الصحة لكي تشعر بالمرضى وتخدمهم بقلب شاكر
أعطاك الحكمة لكي تأخذ الصغار من دوامات التيه
كل إنسان امتلك طوق نجاة ما .. فليعرف أنه كان لغريق ما
دمه في رقبتك
حياته سرقتها أنانيتك

قل لي .. كم تاج على رأسك
أقول لك .. كم شخص يحتاج إليك بحق
لم تأخذ هذا التاج صدفة
لم تأخذ هذا التاج لتتكبر
لم تأخذ هذا التاج لتذل وتحارب به المحرومين منه
أخذته لتعطي أكثر
لتشكر أكثر
لتغفر أكثر
لترحم أكثر
لتشفق أكثر
لتخدم أكثر
لتعدل أكثر
لتتواضع أكثر
لتحب أكثر

الأربعاء، 11 مارس 2015

متراهنش



" باللهجة الصعيدية "

متراهنش لما تشوف خيل في سباجك عيان
متراهنش
لما تلاجي عينيها في عينيك ومش شايفاك
متراهنش
لما تكون ايديها في ايديك ومش حساك
متراهنش
لما يكسر البرد عضامك وانت متخبي في أحضانها
متراهنش
لما تلاجي وهي بتسمعلك صدى صوتك يرجعلك
متراهنش

الواحد اللي مبيعرفش ينكت .. مينكتش
واللي مالوش حظ ميضيعش العمر في لعب الطاولة
الزهر زي ما بترميه بيديك .. وبياخد منك
وزي ما عمرك شكله بيكبر.. برضه بينقص منك
فمتراهنش
لما تلاجي كل غطاها يعريك
وجبال البرد في جلبك تعلا فوجيك
متراهنش
لما تلاجي مركب حلمك في المية يطـّوح يغرج
وهي واقفة ع الشط تتفرج على مشهد حلمك
لما تلاجي نفسك فجأة في الدنيا الضلمة
ومش شايف غير بس عينيها
وتلاجي عينيها مش شايفة غير بس الضلمة في عينك
متراهنش
لما تخط جواب ليها تقراه وتكتب لك رد
تعرف منه ان مفهمتش حروفك
ولا غاصت في نهار معانيك
ولا عرفت سر الداء الساكن فيك
متراهنش
للي ما يعرفش يعوم عكس الموج ميعومش
اللي ميعرفش يطير فوج الأسوار العالية ميطيرش
فمتراهنش
مش كل طين يتنحت يتقال له كـُن
يتخلق منه غناوي
ولا كل من ركب الحصان خيال .. فارس حكاوي
وكم رخيص بيراهن عليه حد غالي
فمتراهنش
البوصة مهما تلبسها عروسة
حرام تحلم بفارس عريس
خيال مآتة شكله عايش
شكله نابض بالكلام
شكله بيهش الغراب وبيحب الحمام
بس المفاجأة إن خيال المآتة يا ناس
 مالوش في الغرام
فمتراهنش


هل كـُتب علينا أن نغتال السؤال بدم ديني بارد ؟



في العصور المظلمة
كانت الكنيسة الغربية تسيطر وتحتكر الحقيقة والسلطة والمال
كانت تحمل كل الإجابات لكل الأسئلة
الدنيوية منها والآخروية
العلمية والخرافية
التاريخية منها والفلسفية
كانت تجيب في كل الاختصاصات بفتاوى متكبرة بلا أدنى بحث متخصص وبلا أدنى شعور بالذنب
كانت تغتال مئات الأسئلة كل يوم بدم ديني بارد
بإجابات مزيفة مطلقة معصومة لا يأتيها الباطل  .. وطبعا لم يأتيها الصواب
حاولت أن تمسك كل خيوط المسرح الأرضي وتحركه لمصالحها من الكواليس الضبابية
تحركه بالترغيب مرة وبالترهيب مرات ومرات
فالشهوة يمكن أن تجذبك والخوف دائما يسجنك
كانت تخاف من العلم والعلماء لأنهم يحمون الأسئلة
ولا يقبلون بإغتيالها بإجابات ساذجة غير مثبتة
يحترمون أنفسهم وعقولهم فيحترمون السؤال ويحترمون الإجابة
ما الفائدة لو ربحت الإجابة الزائفة وخسرت السؤال الحقيقي
ستظل صفري التطور وصفري الوجود
ستصبح ظاهرة صوتية فقط
وكم هائل من الإفيهات
وستزيد العالم فسادا وقبحا وتوحشا
لأنك تدعي أن الله خلق كل الكون العظيم هذا وخلق الإنسان صاحب العقل المعقد هذا وبعد كل هذا .. تغتال السؤال
وتصنع له إجابة بلا بحث
إجابة هي العربة لتضعها أمام حصان السؤال
فتتعرقل مسيرتك وتخرج من ماراثون الحضارة الإنسانية فتعود إلى ماضيك لتحتمي من طوفان العلم والأنسنة والتطور والفن والتحضر
لتعود بدائي وحشي لا تحمل للعالم غير حجارة الرجم وصفارة إنذار تسبق يوم القيامة التي تصنعها يوميا بتفخيخك للحياة
عصور مظلمة كانت أكبر عائق في وجه قطار البحث العلمي
فتأخرت البشرية قرونا
كان هذا في الغرب قديما
والآن نعيده بأبجدية مختلفة
بسور وسجن وعقال مختلف
بصحراوية تأكل الأخضر واليابس بضمير صالح
هل نتوقف
هل ننتبه
هل نحذر
من اغتيال السؤال بدم ديني بارد
فنسقط في فخ الهاوية التي هي أضيق من عنق الزجاجة والشلموه
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
والله الموفق والمستعان
- سلام يا جدع -

الأربعاء، 18 فبراير 2015

البصمة .. والذوبان


الفرق بين نضال التفرد والذوبان في القطيع

الفرق بين رحلة البحث عن معنى وقرار المخاطرة
وبين المشهد الثابت الذي لا يتحرك الخائف من المغامرة

الفرق بين الإطار الذهبي المُعلق على الحائط الأصم
وبين آثار الأقدام على الرمال المهرولة عكس الريح

الفرق بين الخنوع للجمع وصنع سور عالي ومتماسك مرعوب من هشاشته
وبين الوقوف في الطل دون جدار يحميك من عوامل تعرية الوجود

الفرق بين الصدفة العمياء للعبة الدومينو وتحريك المياه في قناة مصطنعة
وبين العفوية المباغتة وحساب النفقة المختار بعناية فائقة

الفرق بين الحفظ المُلـَقن والسمع والطاعة والصغر أمام جبروت الإجماع
وبين أبجديتك وروايتك غير المكتملة ونقدك لكل نتائج الوصول

الفرق بين إحساس المتفرج ووهمه أنه سباح محترف ..
ونقطة قي محيط الدائرة احساس الألف الوهمي هو نفسه إحساس الياء الوهمي
وبين إحساس الذي يسبح بحق واحتمال الغرق الوارد وإختفاء الشاطئ عن حواسه اللاهثة وبُعد أرض العيان عن قدميه

الفرق بين رضا الزحام على بعضه وضوضاء اللزوجة المُخدِر
وبين ألفة الرفقة المُبصرة وحميمية الإصغاء المُختار

الفرق بين خطايا السواقي السطحية وتوبة التروس المخادعة
وبين القرار الإرادي الحُر وتغيير البوصلة ومحاولة الوصول للجذور .. للإثمار بحق

الفرق بين الطقوس المغطاة بقناع الذهب والشموع التي لا تذبل
وبين ارتجال القلب وهمس الروح وتعلم البوح والصمت وشموع الأحلام التي لها تاريخ صلاحية

الفرق بين الكتب المعصومة من القراءة والنقد .. الموضوعة في أعلى الهرم لكي لا يصل إليها عاقل
وبين أرصفة الكتب المشاكسة وروايات السؤال والإجابات المُـتبخرة

الفرق بين احترام القلم الزفت الأحمر والخوف من الأخ الزفت الأكبر والتصفيق للشمع الزفت الأحمر
وبين رحابة قبول الإبن الضال وقدرة "لا" على النمو في ارض الـ "نعم" دون لعنة أو خوف

الفرق بين كبرياء القطيع وزيف الكثرة والقدرة على تشييد برج بابل ومواجهة العلم بالخرافة والتجربة بالبلاغة
وبين تواضع المتفرد العارف أنه يسبح في نهر سباحة لا يُعبر وأنه فقط يحاول وأنه عدسة وجوده نسبية جداً تلتقط المشهد من زاوية ما

الفرق بين قطيع الموتى المُـتخيل أنه حي
وتفرد الأحياء ساكنى البصمة الخاصة والطعم الخاص والرائحة المُبهجة ولون قوس قزح



الجمعة، 16 يناير 2015

احنا ازاي .. احنا ليه .. احنا ايه ؟!!



الإهداء 
للي بيعرف يشجع اللعبة الحلوة وبيعرف ينقد بموضوعية اللعبة الوحشة

حوارات ساخنة باردة لولبية مع بعض من الأغلبية وبعض من الأقلية تكتشف المفأجاة
إن العلبة مش فيها فيل .. لا
العلبة فيها سمات عامة ومشترك عام جيني بين كل عناصر الخندقين .. إلا من رحم ربي
فالأغلبية حيث  الشعور بالأكثرية وحالة الزهو العددي يعطي الإحساس بالانتصار الظاهري
والأقلية تشعر شعور المضطهد والمهزوم أرضياً ولكن في السما هتشمت ف...... بس قدم المشيئة
الأكثرية في حالة جرأة تصل في أحيان كثيرة للوقاحة
والأقلية في حالة صمت مبهم وابتسامة مريبة تحمل الكثير من النوايا المكبوتة والظاهرة لما الباب يوارب
الأغلبية تشعر بالتميز وضوضاء المسرح يعمي بصيرتها والتصفيق الدائم يغلق الودان بالشمع الأحمر
والأقلية تتباهى في الكواليس وفي الاجتماعات المغلقة أنهم أعظم من منتصرين وأن إبليس تحت الأقدام
الكبرياء يصيب الجميع في مقتل كل قتلاه أقوياء من الخندقين وبكل تلون الحرباء بين العلن والخفاء .. الكبرياء ينجح
فالأهلوية والزملكاوية وجهين لعملة المسلمين والمسيحيين .. العملة المصرية 
بين احساس الأهلاوي أن الحكم معاه والجماهير معاه وربنا معاه
واحساس الزملكاوي أنه هيتهزم  كده كده حتى لو لعب أحسن بس ربنا هيعوضه في يوم من الأيام .. الزمالك قادم .. ولهم في صبر أيوب أسوة حسنة
بين إحساس الأغلبية انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
وإحساس الأقلية انصر أخاك مظلوماً أو مظلوماً
بين إحساس المسلم انه ممكن يتجوز أي بنت مسلمة .. مسيحية .. يهودية .. ويطلق لما يزهق
وإحساس المسيحي انه لسه بيدور على واحدة مسيحية مناسبة لأنه ممكن يدبس وما يعرفش يطلق ولو انفصل هيفضل طول حياته يقرع الأبواب علشان يطلق وبعدين يطلع عينه  لو اعطوه تصريح جواز تاني يكون كمل 70 سنة..  وهو يبحث في الأرض النسبية على العقد المطلق
احساس عجيب بيصيب الأكثرية  .. الوسطي  منهم والمعتدل والسلفي والاخواني والداعشي وحتى الصوفي  .. تخيلوا مليار و250 مليون نسمة منتشرة  في كل بقاع الأرض والمنتظرة ساعة الصفر .. ساعة  عودة الخلافة
ومع أقلية عمالة تهاجر خارجياً وداخلياً وتطرد وتلتف حول بعضها البعض لعلها تشعر بأمان وحماية أهل الكهف
في هذا الصقيع العربي الطارد
بين أكثرية لا تضع نفسها في مكان الآخر إطلاقا بل على العكس تريده في خانة اليـَك طول اللعبة
وأقلية لا تجد مفر إلا في أحضان السلطة لكي تحتمي .. وانتوا عارفين التاريخ بيقول المتغطي بالسلطة عريان .. بس بعــُذرهم ( مجبر أخاك لا بطل )
أغلبية تأكل الفول وأقلية تأكل الفول .. من تفرقهم الخنادق يوحدهم طبق الفول
بين أكثرية بتقول السلام عليكم .. وأقلية بتقول صباح الخير ومساء الخير
أغلبية فيها فقرا كتير وأقلية فيها فقرا كتير .. من تفرقهم الخنادق يوحدهم الفقر
أعرف أن المشهد محبط ولكنه عراقي جداً وسوري جداً وليبي جداً وسوداني جداً ومصري كامن جداً
ولأن منطقتنا مليئة بالثروات الطبيعية من بترول وغاز وآثار وماء اجتمعت عليها النسور من كل جهة تنهش جثتها الثمينة
ولأننا لم نعطي العلم حقه .. ولم نعطي الفن حقه .. ولم نعطي الإبداع حقه .. لكن اعطينا الأهلي والزمالك كل  الإهتمام
واختارنا الخندقين لنحفرهما طول العمر
معلومة مهمة جدا ..
احنا مبنعرفش نلعب كورة ولا بنعرف نشجع حتى شوفوا الدوري الانجليزي .. احنا دوشة احنا صوت .. ده صوت !!
وكلنا أمل بعد أن ضيعنا الحياة في حوار للطرشان وفي الحفر عل الناشف
كلنا أمل ..  
في جنة تنتظرها الأغلبية بفارغ الصبر
وأقلية تنتظر سما ملائكية يكونوا فيها ولو لمرة واحدة  .. أغلبية