الثلاثاء، 14 يوليو 2015

الجرامافون .....



لأن الحياة تسكن حوض سمك كبير .. على هيئة كوكب
باتت تكرر النكات وتجتر الضحكات القديمة
وتغير بعض حروف الجر في المقاطع
فتظهر على المسرح بشخصية جديدة

جرأة التقمص والتفاعل توازي جرأة اغتيال اليوم
الكوميديا البشرية .. وعبث الجدية
وفراغ أركان البهجة من الأثاث

ينفض الجمع ويذهب كل واحد لصمته المخزي
ليضيء شمعة الوحدة ويرقص مع خياله الذي لا يجيد الرقص
يضع اسطوانة الأغاني في الجرامافون
ويختار أقدمها لعله يصغي للبداية

يفتش الكتب والحروف والأغاني والنجوم
يشعل البخور ويوقد الحطب
وينتظر قدوم الفجر
كل ليل منذ البدء
أجيال ورا أجيال
البعض ينجح في اكتشاف السر.. ويحتجب في كهف تواضعه
ويظل الموجود من القطيع يكرر الحياة ويكرر الموت بإتقان نملي عجيب

في سيرك الحياة غرائز تريد فقط البقاء ..
البقاء للجائع ..
للأطباق المشوهة بفعل النهم
البقاء للمسخ

ولكن الفراشات لا تبخل على النور بروحها
والملائكة ترحل للبراري لتهرب من الفخ الفتاتي

وعلى المسرح صدى لضحكات عالية وبكاء مكتوم
صلوات وتسابيح وسخرية إلحادية
وجهي عملة ضعف الحاجة والواقعية

الحب يتلعثم في الغابة
يظهر كالبرق تحوم حوله الذئاب فيختفي
يشعر في أوقات كثيرة بالإحباط
يقرع الأبواب التي لا تفتح إلا للوحش
ولا تهرول إلا في طريق الفراغ

الغير مستحقين يملئون المشهد
ما أكثر المتبلدين
وهواة قراءة الكف
الهاربين من المواجهة
عديمي الإحساس بالفرص
وتشميع ثقب النور الوحيد في زنزانتهم النرجسية


والمشهد متكرر .. لم يقدروا أن يسهروا معه ..  ولو ساعة واحدة
ولكنهم فقط يجيدون البكاء في لحظة تكفينه
تجدهم أشداء عندما يضعون الصخرة على فوهة المقبرة 
ويحترفون النسيان بعد العزاء  .. ويذهب كل واحد فيهم إلى ملهاته

الآن أدركت .. أن ليس فقط طابور من النمل ولكنه يسير في مسار كوكب بيضاوي
 دائرة مكتملة النقص
ومحترفة التيه
تجذب بعضها بعض
ولا تملك أمامها غير .. الفرار
والفرار قرار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق