الأحد، 30 مارس 2014

فوضى الحواس .. وأنثاي .. وأنا


إلى من يهمه الأمر فقط !!
هذا الحوار مع رواية فوضى الحواس لأحلام مستغانمي
المكتوب بالخط الأسود .. كتاباتي
المكتوب بالخط الفاتح .. كتابات أحلام 



عكس الناس .. كان يريد أن يختبر بها الإخلاص
أن يجرب معها متعة الوفاء ..
أن يربي حباً وسط ألغام الحواس ..
ألغام الحواس .. التي فجرتنا .. وتفجرنا كل يوم
فجرتنا .. وتفجرنا بلا ضحايا وبلا أشلاء
ألغام الحواس تثرينا .. وتدغدغنا في الصباح وفي المساء
هبوب ريح عاصفة تأتينا من النوافذ ومن الأبواب !!
عكس الناس هو .. هو الذي يعرف كيف يلامس الأنثى

وهي .. أنثاه التي تعرف كيف تلامسه هو فقط

هو الذي .. بنظره يخلع عنها عقلها .. ويلبسها شفتيه
وهي .. هي التي تحمل معه صليبه .. وتهدهده كطفل ..
وتجدد أحلامه وعينيه
هو الذي يقبلها بأنفاسه وبدمه وبرئتيه
وهي .. التي تجعل جسده النحيف طازجاً .. يقطر شبقاً من عينيه ..
ومن شفتيه .. ومن كفيه
هو الذي يرسم بشفتيه قدرها ..
يكتبها ويمحوها من غير أن يقبلها ..
يفاجئها بالشوق ..
يداهمها بالغرق تارة .. وتارة بالطوق
هو رجل الوقت ليلاً .. يأتي في ساعة متأخرة من الذكرى
يباغتها بين نسيان وآخر .. يضرم الرغبة في ليلها ويرحل
يرحل .. ولا يرحل .. كالعادة والمألوف يأتيها ..
وكالدهشة يفاجئها فيرتعش قلبها .. فيرقص قلبها ..
ويكاد يقف قلبها
تمتطي إليه جنونها
حالة ضوئية هو .. في عتمة الحواس
يضئ كل دهاليز نفسها ..
كل غياهب قدسها .. يشعل كل أثاث غرفتها
كالعليقة ..
تقاد .. ولا تحترق
تلتهب نار .. ولا تحترق
تصاب روحها وجسدها بالشظى والاحمرار .. ولا تحترق 
ترسم قوس قزح بألسنة اللهب .. ولا تحترق
تظل أنثاه طازجة .. لا يصيبها العطب ولا الرماد
رجل الوقت عطراً ..
لا مثيل لعطرك يا حبيبي
رائحة مسامك لم تعد تفارقني
رائحة عطرك كل يوم تعانقني
وهو كعادته بمحاذاة الحب يمر .. رجل الإقلاع
هو السفن التي لا تهوى الشواطئ
تصارع كل لحظة شهوة الغرق !!
هو سيد المستحيلات .. وعبد للأمنيات
وبالذات هذه الأمنيات الصغيرة
هو الحزن العابر للأمسيات ..

والشجن القاتل صمتِك والسكات

قالها أوسكار وايلد : خلق الإنسان اللغة ليخفي بها مشاعره

أنثاي .. أنثى التداعيات
أنثى الكلمات الغير مشفرة
شفافة كواليسها .. وأنا لا أحب غير المرأة الشفافة
بل أكاد في الحقيقة أحب الشفافية التي ترتدي امرأة
ما أجمل شفافية ترتدي امرأة ..
تثيرني .. تبهرني .. تحتل مكاناً فيَ أعرفه 
وسؤال دائماً يباغتنا ..
أينتهي الحب عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يوماً ؟!
أم يبدأ ؟!
الحزن لا يحتاج إلى معطف مضاد للمطر ..
إنه هطولنا السري الدائم
الأمطار يا حبيبتي .. تسعفنا في وقت الصمت
تسعفنا بالدفء والكلمات ..
وفي الحزن تلهمنا الشعر .. وتلهبنا اللمسات
تقولين أنني كالرجال .. يمكن أن أتخلى عنكِ في أية لحظة
عرفتِ الرجال يا أنثاي .. ولم تعرفيني
إن أنكركِ الجميع .. لن أنكرك
إن خانِك الجميع .. لن أخونك
لست يهوذا .. ولا بطرس
ولا حتى كالمريمات اللاتي تركناه وحيداً في القبر يوم السبت ..
بلا عشق .. وبلا بكاء
لن أخونِك .. لن أنكِرك .. ولن أبادلك حتى عداء بعداء
سأبادِل عداءك .. بوفاء
سأبادل جفائك .. ببهاء
سأبادل أرضك .. بسماء
سأبادل كفرك .. بإيمان
وعقلك .. بجنان
سأبادل صنمك .. بإله .. بإنسان
ولكني أسألِك سؤال يكشف زيف نساء العالم
هل تقدري أن تبيعي كل شئ وتتبعيني ؟
هل تقدري أن تهلكي ذاتك وتربحيني ؟
هل سوف تحملي صليبي كل يوم ..
وفي اليوم الثالث تفتحي قبري لتلمسيني .. فتقيميني ؟!!
منذ ذلك اليوم وهي تتصدى لشوقها الذي فخخه التحدي !!
تحديه لإخفاقات عشقية
عرضت عليه أن يصبحا صديقين
أجابها ساخراً وضاحكاً : لا أعرف مصادقة جسد أشتهيه !!
ولكن يا أنثاي .. أنا لا أشتهيكِ فقط
إذا كان نبض الروح اشتهاء .. فنعم أشتهيكِ
إذا كان قلق الليل اشتهاء .. فنعم أشتهيكِ
إذا كان إبداعي اشتهاء .. فنعم أشتهيكِ
ولكننا الآن لا نملك غير الكلام الذي لا يقال بغير العينين ..
لا نملك غيره

وأشعر أننا أصبحنا نجيده وحتى ونحن بينهم !!

ولكن يا حبيبي اللحظة معك مغرية وموجعة في آن واحد

أضداد اللحظة هو أنت يا حبيبي

وهل يمكن للإغواء أن يكون طيباً ؟!
نعم إغواء الأبرياء .. للأبرياء .. طيباً !!
إغواء الأطفال .. للأطفال .. طيباً !!
إغوائي  لأنثاي .. وأنثاي لي .. طيباً !!
لأن إغواء آلهة الحب والجمال .. يطهر .. يقدس .. يطور
ولكن أخاف عليكِ من الأسئلة

من الذي يقول هذا

من علمني الأسئلة .. من شككني في الإجابات المتوارثة
من جعلني أقفز أسوار الحواس العاجزة
من دفع في الإجابات النادرة .. أثمان باهظة
يا أنثاي بعض الأسئلة تكون خدعة .. كبعض الإجابات
كذبة مهذبة نستدرج بها الآخرين إلى كذبة أكبر ..
إلى وهم أكبر .. إلى زيف أكبر 

ولذلك امتحني كل شئ الأسئلة والإجابات وأنا !!

لأن حين ينطفئ العشق والشك نفقد شيئاً ثميناً منا !!

نفقد شئ في قدس أقداسنا .. كان في الخفاء يشددنا ويعنا

يا حبيبي كم هي رهيبة الأسئلة البديهية في بساطتها
وكم هي عميقة في أسرارها
رهيبة وعميقة أسئلتك البديهية
وإليكِ يا أنثاي سؤالاً بديهي
كيف أنتِ من دوني ؟!
لن أجيب .. فإجابتي ستكون وصيتي الأخيرة
وصيتي  الأخيرة التي سأكتبها على صدرك ..
على قلبك .. على جسدك .. على روحك
هل تعلم أن لديك قدرة خرافية على خلق حالة من الارتباك الجميل كلما تتكلم
أم عندما تقصد ؟!
لم أقصد يا أنثاي .. معكِ  لم أقصد شئ
أتركني لكِ .. حيث تأخذيني إلى حيث أشاء أو لا أشاء
فمشيئتِك اخترت أن تكون دوماً مشيئتي
وكأسِك اخترت أن يكون كأسي
فأنتِ أنثاي التي أسر بها
والتي لن أختار يوماً أن أبكي بعيداً عنها
فحضنها مكاني المفضل للفرح .. وللبكاء
ذات مطر .. جاء صوتي .. وصوتِك
ذات مطر .. صورتي .. وصورتك
ينتموا للمطر
أنا وأنثاي .. ولاءنا دائماً للخطر
طوفاناً مغامر يقرر دائماً عكس القدر
هل تعلم أنني مأخوذة بكل تفاصيل ونمنمات رجولتك
وأنا أيضاً مأخوذ بكل تفاصيل ونمنمات أنوثتك        
فأنا أشتم فيك نسمة الحياة .. وشجرة المعرفة
أراكِ كامرأة خارجة تواً من البحر ..
بثوب خفيف ملتصق بجسدها

رؤية لم تعد تفارقني

حتى وأنتِ في قلب البرد .. تحت المعاطف الثقيلة
أراكِ خارجة من البحر
أندريه جيد يقول :
إن أجمل الأشياء هي التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل
وأنا أقول إن أجمل الأشياء هي التي يقترحها الجنون
ويكتبها أيضاً الجنون !!
يا أنثاي .. ما أتعس العشاق في مدينة البلهاء ..
الخانعة .. الجبانة
لم يختاروا .. ولم يأكلوا من شجرة المعرفة
ورغم ذلك .. سقطوا
كيف .. لا أعرف
احترقوا .. دون أن يلمسوا النار حتى
تابوا .. دون أن يخطئوا حتى
آمنوا .. دون أن يشكوا أو يكفروا حتى 
 تألهوا .. دون أن يتأنسوا حتى
ولذلك أريد أن أصرخ في الجميع
وأقول استفيدوا من اليوم الحاضر ..
لتكن حياتكم مذهلة .. خارقة للعادة
اسطوا على الحياة .. امتصوا نخاعها
كل يوم مادام ذلك ممكناً ..
فذات يوم لن تكونوا شيئاً
سترحلون وكأنكم لم تأتوا

ولذلك احذروا من مدينة البلهاء .. والأسئلة الغبية

لأنهم سيجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية مثلها
يسألونك مثلاً ماذا تعمل .. لا ماذا كنت تريد أن تكون
يسألونك ماذا تملك .. لا ماذا فقدت
يسألونك عن أخبار المرأة التي تزوجتها .. لا عن أخبار تلك التي تحبها
يسألونك عن اسمك .. لا ماذا إذا كان هذا الاسم يناسبك
يسألونك كم عمرك .. لا كم عشت من هذا العمر
يسألونك أي مدينة تسكن .. لا أية مدينة تسكنك
يسألونك هل تصلي .. لا يسألونك هل تخاف الله
ولذا تعودت أن أجيب عن هذه الأسئلة بالصمت
فنحن عندما نصمت نجبر الآخرين على تدارك خطئهم
ولذلك يا أنثاي

                لا مفر من الحياة

                                 من المغامرة
                                                من المخاطرة
                                                                من خوض المعركة !!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق