الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

كوكب بيضاوي جداً


الإهداء ..
لولاهم .. لظل الكوكب بيضاوي جدا 


كوكب بيضاوي جداً
يقطنه كم هائل من الأنانيين
ومن إزاحة دوائر التخمة لبعضها البعض
ومن أكوام القش التي تملأ الفراغ بوجود مـُصطنع
وبسواقي حياة رتيبة جداً
ولكنهم بها قانعون
يستيقظون قي الصباح ليلتهموا الباقي من العمر الفارغ
لحظات فارغة تسلم نفسها للحظات أكثر فراغ
بقبلة غير مقدسة تسلم عمرك للهواء
ليس فقط للهواء الطلق بل للهواء الملوث
طابور النمل تـُحركه بوصلة خنجر الظهر
قطيع من الخراف الضالة مفتوحة العينين مبتسمة ببلاهة
تكرار الرسائل مُمل للغاية
واستنساخ الغرق مُضحك
لماذا يحاول الصفر طول عمره أن يتميز عن صفر آخر ؟
لا تمايز بين الأصفار .. ولا إتحاد
الغاية التي تبرر الوسيلة .. غاية حمقاء
الفرق بينهما في عمق الإبتذال وخواء الهدف
إصغاء الأتربة للرياح باطل
وشهوة الغبي عندما تمنح لا يتلذذ
يستقبلها في صدر فارغ
فالوتر المقطوع لا يقدر على الغناء
وبوح الأشياء للأشياء تافه
بلا عناء وبلا ثراء
من لا يحمل كنزه في القلب
لن يدرك قيمة الأشياء
سيعبر كالعابرون
سيدوس على اللآلئ دون أدنى إكتراث
سيلقي بالبذار على الصخور والأشواك بضمير ميت
سيجهل حكمة الأطفال وببساطة الحكماء
سيلتزم الضوضاء .. وبقعة الضوء
وتشويش التصفيق
واجترار الحياة .. والتهام التروس للتروس
والنجم الميت الذي تدور حوله كواكبه الموتى
الكل باطل للباطل
والكل معنى للمعني
حسب إيمانك يكون لك
فراغ قلبك يجعلك فارغ
وعمق روحك يجعلك ثري
فقير تـُفقر من حولك
وغني تـُغني من حولك
كم وكيف من البقع البيضاء جعلت هذا الكوكب البيضاوي جداً .. أقل قبحاً
وأكثر جمالاً
تخيلوا كيف كنا سنحيا بلا هؤلاء
من نحتوا ورسموا .. وعزفوا .. وغنوا
واخترعوا .. ورقصوا
وصلوا . وسجدوا .. وكفروا بتواضع
من لم ينساقوا وراء القطيع والتكرار
والرتابة .. والملل .. والساذجة .. والفراغ .. والموت
من اعطوا .. ومن بذلوا .. وضمدوا
من ستروا .. ومن احتووا . ومن غفروا واشفقوا
من كان العالم غير مستحق لهم .. ولكنهم جعلوه بالحُب مستحق
من أمطرونا بكم هائل من الأحلام
من أعطوا الملح للأطعمة التي بلا طعم
من أعطوا المعنى لفخ الحرف الحربائي
من أعطوا الخلود لفناء التراب السرابي
من زرعوا الأحلام في أرض براءتـنـا
بطائرة ورقية في طفولتنا وبقوس قزح في شبابنا
بعهود لم نستطع الهروب منها
بمشيئة كنا نهرب منها فنكتشف مع الوقت أننا كنا نهرب لها
بإصغاء لكل ماهو مسكوت عنه وبعيداً عن متناول الحواس اللاهثة
بإنتظار لنوع من الأمطار لا يأتي في فصل الشتاء المتعارف عليه
بالبحث في أوراق السرائر المُعتقة
بالجلوس أسفل اقدام البراري المقدسة
ما أعظم هؤلاء
ما أجمل هؤلاء
لولاهم لكان هذا الكوكب بيضاوي جداُ وأناني فقط

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

مـُلحد أصغي إليه .. ومـُتدين أتجاهله



المـُلحد الذي يحمل علامات الإستفهام كـنيرٍ ثـقيل ويبحث بكل قدرته 
من يختار أن يكون سمكة حيه تقدر أن تسبح عكس تيار القطيع الخائف من النشاز ومن رجم الإجماع
من يحمل في قلبه شكه العادل 
من لا يقبل إجابات ساذجة لإستفهامات عميقة
من يعرف أن العلم مُهم للغاية 
من لا يخلط بين الموسيقى والمختبر .. بين الغناء والميكرسكوب .. بين الحـُب والأوكسجين 
من يعرف أن كوكب الأرض ليس مركز الكون 
وأن الأرض ليست مسطحة 
وأننا نقطة في محيط الفضاء والإنسان يحيا على هذه النقطة في هذا المحيط اللانهائي 
من يجعله العلم متواضع 
ومن يـُدرك عبث الكبرياء 
من يـُدرك أننا أضعف مما نتخيل أو نفتكر 
وأننا نجهل أكثر مما نعرف
وأننا نحتاج للإصغاء أكثر من الضوضاء
والبحث أكثر من النباح
وأن لا طريق للوصول لحقائق ما غير طريق البحث الجاد 

المتدين المتعصب لا تقدر أن تحاوره غير حوار الطرشان
من يمتلك الحقيقة والقلم الأحمر وصكوك الغفران 
من لا يسمع ولا يرى ولا يفهم إلا ذاته 
من يحيا طول عمره في زنزانته الصدئة الذي يتخيل أنها من الذهب الخالص
من يرجمك في ضميره قبل أن يكفرك في الواقع
من يجعلك وليمة نميمته التقية وينهشك في غيابك 
من يدخلك النار قبل يوم الدينونة بقرون
من يتلذذ بحربك وبهزائمك 
من يسكن برج الكبرياء العاجي ويجلس على عرش الرحمَن ليغتال خلائقه 
من يرى نفسه كلي البياض ويراك كلي السواد
من ينتمي للخرافة بكل فخر واعتزاز ويواجه العلم بكل تبجُح 
من يتعامل مع العلماء كأنهم شياطين .. من يزرع الصفر
من يسكن العصور المظلمة ويحملها معه إلى المستقبل ويصدرها للعالم الحـُر

من يخاف النقد الموضوعي والنحت والتلسكوب 
من لا يزرع لكنه يأكل بجوع 
من لا يصنع ولكنه يدمر بإحتراف
من لا يبدع ولكنه يقبح 
من يدعون للقداسة ويشتهي طول اليوم
من يبخر لأوثانه الذهنية ليل نهار
من يكتب على صندوق النذور أنه للرب
من يدعي أن الفقراء إخوة الرب وهو يعاملهم كالعبيد
من يتخيل أن فريقه أكثر بياضاُ من الفرق الأخرى
من يستشهد لأنه يريد أكثر .. يشتهي أكثر .. جائع أكثر 
من يقف في وجه قطار العالم الباحث عن حياة أفضل

وكلاء السماء على الأرض وظلال شهر السماء العقاري
من يمسك في يمينه الجزرة وفي يساره العصا
من يجهل عمق الحب للآخر وللأرض وللكون كله 
من يجهل سر قوس قزح 
هذا المتدين كم يحتاج للبصيرة 
كم يحتاج أن يقدم الحرف القاتل قربان على مذبح الحب
كم يحتاج للشفاء 

وبين هذا الملحد المتواضع والمتدين المتكبر 
من المحيط للخيلج 
سجون متلاصقة 
وحوار للطرشان 
المشكلة في الإنسان .. والحل في الإنسان



بيجول



الحرف يقتل
والصف الأخير كالصف الأول .. طالما كان في نفس الهيكل
مخرج هذه المسرحية واحد
والجمهور واحد
والتصفيق كالرجم واحد

الواحدانية تخيم على هذا المكان الموحش
اكسر النصف الفارغ
أو اكسر النصف الملآن
وجهي عملة كأسك الواحد

والواحد لا يملك غير فزاعة الشرك
والواحد أناني .. والشرك منفصم
وجهي عملة الرغبة والخوف
عملة مزورة

لا أعرف كيف تصبر ذاتك بالحيوات القادمة
وحياتك الآن تعلن أنك ضيعت حيوات سابقة
واعرف أنك لا تملك في الحقيقة غير الآن
والآن يتبخر بكل زهو
يضع وجهك في الحائط
بين رصيف ثابت وقطار يتحرك بسرعة الضوء

وأنت كالأبله .. كدرويش .. كمنتظر
تنتظر " بيجول "
ليصلح ما أفسدته
ليجلط نزيف روحك في معاركك الدنكوشوتية
ليشق حجاب بصيرتك
ليلقي بحرفك ومعناك في المحرقة
فتخرج أبيض من الثلج
من مخاضك لولادتك
من هيكلهم لهيكلك
من وحدانيتك لمحبته ..
لمحبتهم .. لمحبتك
دائرة البراري
وحلمك وبلاهتك والمنتظر

الخميس، 27 نوفمبر 2014

ينبغي أن يكسر السيف


هل ينبغي أن نهزم ؟
لكي يظهر فينا بعض من الإصغاء لقلوبنا

هل ينبغي أن يكسر السيف الذي نحمله ؟
لكي نكتشف بعض من الحب في مسام أرواحنا

هل ينبغي أن يصمت التصفيق على مسرحنا قليلا ؟
لكي ندرك كنز الإحتجاب عن الأضواء

هل ينبغي أن تشيخ مهرة العمر ؟
لكي نعرف أن كل قتلى اللحظة أقوياء

هل ينبغي أن نصير كالأطفال ؟
لكي نعي سر طاعة العشق وأمانه

استفهامات تمر علينا عبور الكرام 
نغلق النوافذ في بريقها
ولا نتبع آثار خطواتها
ولا نفك شفرة أبجديتها
نتركها في العراء
معلقة بين الأرض والسماء
إلى ان تأتي لحظة العجز الكلي
الصمت الكلي
الهزيمة النكراء

في هذه اللحظة نكتشف التأمل
تتضح الحاجة
ويجذبنا الإختلاء
كم تاج على رأس الداء

ينهمر الدمع
يعترف البوح
ونصلي ..... 

نجدف في الظلام
نبحث عن فتيلة شمع
نتلمس هدب الحب
وننتظر الموجود الحاضر 
من تخيلنا أنه بعيدا جدا
نكتشف أنه .. ها هنا
هو من كان يقرع 
هو من كان ينادي
هو من كان ينتظرنا 

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

لعبة الفراغات القديمة


لعبة الفراغات القديمة 
تحاول أن تضع المثلث في الدائرة الفارغة
وأن تضع الدائرة مكان المربع 
ومع الوقت تنجح
رويدا رويدا تكتشف أن لكل فراغ ملئه
ولكل عطش إرتوائه
ولكل جوع شبعه
ولكل غياب حضوره
ولكل سفينة مرساة 

مع الوقت تعرف 
أن هناك فرق بين التعود والإمتلاء
بين المعية والألفة
بين الحوار والتلاقي
بين الفهم والهارموني
هناك فرق

مع الوقت تعرف أن النزوات كالغبار 
تحتاج لقليل من الماء لكي تغتسل 
وتعود كما كنت
تكتشف أنك تحتاج لما هو أعمق
لما هو أرسخ
لما هو حميمي جدا

مع الوقت تكتشف الفرق بين المفاجأة والخريطة
بين الرحلة والوطن
بين الأرصفة والبيت

شيئا ما يجعل الإستفهام معقد
وغير متداول في أيدي إجابات ساذجة
يختار الأرق خير من التخدير 
يختار الغرق خير من التكفين

مع الوقت تشعر أن اليوم مهم 
والذكرى مهمة
والحلم مهم 
والخلود أهم
ليس لكي تصير حيا فقط 
ليس لكي تحتفظ بشهيق عميق فقط
لكن لكي يسكنك سلام لا يباع
وآخر لن تقابله بالصدفة أو بالبحث
وبحياة ثريه لا تفنى ولا تستحدث بالبدن

شيئا ما يجعلك تشعر أن نصفك من هنا .. ونصفك الآخر من هناك
أن ترابك من هنا .. وروحك من هناك
أن إنتمائك من هنا .. ووطنك من هناك

لأجل ذلك وأكثر .. 
انتبه

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

بريق الخلود .. وضجيج الفناء



نحيا بين قطبي التناقض 
الأبجدية والواقع
بين اللانهائي والمحدود
بين الحلم والإحباط
بين التحليق والخطوات


نشعر بالاتساع عندما نبوح
ونشعر بالإختناق عندما نتحرك
الفرق بين السماء .. والزنزانة
بين السحب .. واللحظات
بين الأزلي الأبدي .. وبين محترفي الفرار

من يقدر على هذا العراك
هناك من يلتزم البراح .. الإيمان 
يقبل ويرضى ألا يمسك شيء
وهناك من يختار الممكن الموجود المحسوس

طرفي خيط وخندقين واضحين
لا لبس فيهم ولا ظل
وهناك من سمر عليهما
جسراً بين الإثنين 
بين بريق الخلود .. وضجيج الفناء
بين براح التجلي .. وفخ اللحظة
بين المغامرة .. والجاذبية


حياة مرهقة للغاية أن تمسك بيمينك الاختبار 
وتمسك بيسارك العلم
لتسيروا في الطريق معاً
تحاول ألا يسقط منك أحد 
ألا يفنى إيمانك أو تحطم معمل التجربة
كل ما هو جوهري تعرف أنه مهم 
وكل ما هو في متناول اليد أيضا مهم


تاريخ من الصراع جعلت الحرب بينهما فطرية 
الإنسان عندما ينحت أعدائه مع مرور الوقت
ويجعل بعضها حقيقي وبعضها طواحين هواء
كم من الحروب تحتاج أيها الغبي لكي تعلم أنك الخاسر الأول والأخير
كيف تأخرت ونزفت وأصبحت تاجر ذائع الصيت في بيع القبور 
كم تحتاج من الوقت لتعرف أن السراب جزء أصيل في جذبك للوصول
وأن الغياب هو من أعطى قيمة للحضور
وأن تواضع شك السؤال هو من حفظ قدميك من الوقوع في فخ الظلام وهو يلعب دور إدعائه .. أنه النور
عظيم أنك تعرف أنك الوحيد الواعي بالزمن في الكوكب الصغير 
من صنع ساعته وطبخ أطعمته ودوَن تاريخه وظل يسأل


أرجوك ابقي على وعيك على قلبك 
على كل ما هو مجاني فيك 
ما لايشترى ولا يباع
ما لا يقدر أن يأكله السوس 
وابقي على الوجود فهو مرآة كينونتك
أرض التحقق والأحلام .. والإحباط والمختبر
ابقي على النقيضين فهما سرك .. وهويتك 
وإحتمال أن يكونوا حقيقته وحقيقتك

السبت، 4 أكتوبر 2014

الأحباء .. والغرباء


لماذا الأحباء يتشابهون ؟
لأنه مع مرور الوقت يتحول كل شخص لهذا الشخص الذي يحبه الآخر جدا
رويدا رويدا يتم التغيير
دون حلم لأحد ما
دون انتظار في تغيير ما
دون الحاح ما

ولماذا الغرباء ينفصلون ؟
لأنه مع مرور الوقت يتحول كل شخص لهذا الشخص الغريب عن الآخر جدا
بسرعة البرق تتضح المسافة
دون مجهود يذكر
رغم لزوجة المعية
وملل التواجد معا

الحب الناضج معجزي
إذا وجد جبال وتلال وهضاب يصير كالأيائل
إذا وجد بحار وموج ورياح وطوفان يصير فلك للخلاص
إذا وجد تيه وضلال واغتراب .. يصير وطن
- لا تخطئه العين حتى لو كانت عين شريرة -

والمسافة الحقيقية كالعلم
متغير لكن نتائجه مفحمة
لا تقدر أن تهرب منه حتى لو كنت كائن أسطوري
يضعك دائما أمام الحقيقة المثبتة وجها لوجه

أبجدية الحب بسيطة مهما كانت مركبة
وحروف المسافة مبتذلة مهما كانت مقنعة
جسدا يقبل قلب يزرع فيه
غير قلب يطرد جسدا يحاكيه

الفرق بين سماء الحلم .. وأرض الخوف
الفرق بين التجذر .. والنزوة
الفرق بين بوح الصمت .. وحوار الطرشان
الفرق بين نحن نغفر .. والثأر

الفرق واضح دون مجهود يذكر
تعرفه عندما تخسر العالم .. وتربحه هو دون أن تشعر بخسارة ما
تربحه فتصير مرفوع الهامة قادر على الغناء
تربحه فتتحرر وتتحد أكثر بالعطاء

ولكن سكنى الغرباء
تجعل روحك تذبل وأنانيتك تطفو
تربح العالم وتشعر أنك الخاسر الأعظم
رغم ضجيج الضوضاء ولكنك وحيدا جدا
بلا أدنى ونس
وحيدا إلى الدرجة القصوى ..
درجة الموت
الفرق واضح جدا
لا تخطئه عين حتى لو كانت عين شريرة








الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

مازلت أؤمن





الاهداء .. 
لكل حق في حياة أي شخص تجسد في صورة إنسان وجعله يكون على حقيقته فحرره ..
من جعلك مازلت تؤمن


لماذا عندما نعرف الحقيقة نتحرر ؟
ولماذا عندما تغيب الحقيقة ونحيا في الزيف حتى لو كان جميلاً جذاباً براقاً .. نــُقــَيد؟


الفرق بين روح تحررت
وروح قــُيدت 
فرق شاسع ومهول ورهيب ومفزع للغاية
من اختبره يعرف ما أتكلم عنه
من تحرر يعرف ..
ومن قــُيد يعرف..


لا أعرف كم شخص يقرأني الآن تحرر أو قـــُيد
أو عرف شخص تحرر .. فعرف أنه قد عرف الحق .. وعرفه الحق فتحرر
أو عرف شخص قد قيد لأنه عرف قبض الريح .. أو عرفه الباطل فقــُيد


هناك أشخاص في الحياة قد أزيلت عنهم الأغطية .. 

فتعروا وقبلوا عـُريهم ووجدوا من احتوى عــُريهم ولم يرجمهم بل أحبهم 
- لا يوجد أجمل من عين تراك على حقيقتك .. وتكون عين حبيبتك - 


وعندما تراك عين على حقيقتك وتحبك تجعلك أيضا تقبل عــُريك فتتحرر
تصير أنت كما أنت .. بلا خزي 
مرفوع الهامة بهذا الحضن الذي أحبك كما أنت بلا زيف أو تبرير أو اختباء 
تنظر في عينيه بلا خجل وينظر في عينيك بلا رجم ولا مُعايرة تذكر
فتتحرر وتعود تحبو من جديد
لعلك تصل بلا أغطية بلا أقنعة إلى تلك الصورة عينها

وهناك أشخاص في الحياة وضعوا كل الأغطية .. كل الأقنعة .. كل المعاطف الثقيلة .. دون جدوى
فبرد الروح القارص لا يستدفئ بالمساحيق 
ولا بالتصفيق لوجه ليس بوجهك 
ولا بالإصغاء لبوح ليس ببوحك

فالفردوس لا يفتح لإيمان ليس بنبض قلبك
فكنوزك وهمية لا تــُثري فقرك
كل يوم تبعد أميال وأميال عن حقيقتك .. عن ذاتك .. إلى درجة النسيان 
تضيع ملامحك من عين بصيرتك 
فلا تعود تعرف من أنت ومن هو 
عندما تغيب حقيقتك تصبح كل الأشياء في قبض الريح
تصبح كل الوجوه سيان
تصبح كل المعاني بطعم العدم
لم تعد حتى تشعر بالندم

لأجل هذا وأكثر 
ما الفائدة لو ربح الإنسان العالم كله وخسر نفسه 
ما الفائدة لو لم تعرفون الحق
ما الفائدة لو لم تقابل حتى لو انسان واحدا يعرف حقيقتك 
ومعه تكون على حقيقتك
وفيه تكون حريتك 
ما الفائدة ؟!
ما الفائدة ؟!
ما الفائدة ؟!



الاثنين، 21 يوليو 2014

ألذ .. ألذ .. ألذ



أكثر الفترات حبا لقلبي الساخر في التاريخ البشري فترات الجاهلية 
حيث البدائية والعفوية والحربائية الفطرية 
وقدرة البشر على اللف والدوران في نفس المكان دون ملل
واللدغ من الجحر مرات ومرات ولكن بتغيير بسيط في المقادير .. مقادير السم 
وقبوله بإبتسامة بلهاء

كانت الغرائر في الجاهلية منتصبة  
والأحاسيس مشتعلة والأفكار محلقة والحدود ملتحمة والخرائط باهته واللغة معجزية
كان المناخ غير ملوث والشمس ساطعة والقمر يصنع الخيالات ويكتب الشعر  
والخيم مليئة بالخمر والنساء
والخيول باهظة الثمن والفرسان سيوف

لماذا .. 
لأنها كانت فترات حقيقة 
عارية من كل  الأغطية والتبريرات والأقنعة التقوية والتقنية التكنولوجية  
كانوا إذا وجدوا إلها لذيذا من العجوة .. يأكلوه 
يأكلوه فورا بلا تأجيل للغد 
وإذا وجدوا إلها غالي الثمن .. باعوه فورا 
البشر والآلهة كانوا في سوق العرض والطلب



كانوا يدركون قيمة الأشياء في سوق القطيع .. 
كانوا أول من قص شريط الرأسمالية 
ومعرفة أن الزبون على حق
وكيف تصنع احتياج بيد وباليد الأخرى تصنع تسديده

الزبون يحتاج أن يشعر بسلام داخلي 
وأن أخطائه تمسح بأستيكة 
وأنه يحتاج أن يأمن مستقبله الأرضي 
وإن أمكن مستقبله السماوي 
فاشترى صكوك الغفران وقصور في الجنة 
وشطب اسمه من قائمة النار

كانت هذه بعض من احتياجات الزبون
وعلى أساسه تم تسديد احتياجاته ومخاوفه ورغباته ..تلاته ف واحد
وليه تدفع كتيييير طالما ممكن تدفع أقل

فصنعوا لكل قبيلة إله
ولكل طقس إله
ولكل شهر إله
 ولكل رغبة إله
ولكل إله معبد
ولكل معبد صندوق  
ولكل صندوق كاهن  
ولكل كاهن مساعدين 
فالحاشية هي سر بقاء الكل

كان هذا هو السوق المقدس في الجاهلية 
وكانت زبائن تأتي من كل فج عميق 
من كل قبيلة ومن كل طبقة ومن كل أمة
من يقدم قربانه 
من يعطي نذوره 
من يزرف دموعه
من يبوح بطلبته

وكانت الزبائن بتنبسط .. بترتاح
بتعرف تنام بالليل
وكمان بتحلم مش بكوابيس .. بالعكس 
بأحلام جميلة جدا
خضرة  .. نهر  .. ستيلا 4%
على رأي المثل الشعبي " الجعان يحلم بسوق العيش "

في الجاهيلة كان الإنسان ذكي 
يعرف كيف يتأقلم ويتكيف بطريقته وبأدواته وإمكانياته البدائية والبسيطة 
وجهي عملته .. رغبته وقدرته


وأمام أسئلة القطيع كان كهنة المعابد تخترع الإجابة 
فالحاجة أم الإختراع
والزبون على حق
والمعبد الذي لا يعرف كيف يريح زبائنه يخسر
ولا يجذب قطيعه  .. يخسر
ولا يرهب قطيعه  .. يخسر

والقطيع متاح ومرن ومتفاعل
يطبلوا له يرقص  .. يغنوا له يصفق
يرهبوه فيرتعب
لا يشك ولا يبحث ولا يسبح عكس الإجماع
مطيع طاعة عمياء معصومة من الإستفهام

كانت أيام جميلة وسلسة وكانت الناس مهضومة 
والآلهة العجوة .. كانت ألذ ألذ ألذ

  





الأحد، 20 يوليو 2014

إعترافات بروموثيوس



كنت أتخيل أن جهنم ستكون جمعاء
تحمل ألفة الرفقة 
وحميمية رفاق شجرة المعرفة 
وأن للشر جسد واحد 
عملة مزيفة للجسد الحقيقي
جسد الحب

ولأن لكل جسد أعضاء 
تشعر ببعضها البعض
تساند وتعضد بعضها البعض 
ولكل جذر أغصان
تسري في عروقها نفس العصارة
فتشعر بنوع من الحماية 


كان هذا تخيلي المنطقي 
الذي كان يعطي لكثير من رفاق درب الهاوية 
نوع من الأمان الجمعي 
والسخرية اللاذعة من الفردوس


ولكن مع الوقت 
ومع عوامل التعرية التي أصابت برج بابل 
ووقوع أكثر أجزائه .. وشرخ الباقي منه 
وفتح كوة في جدار روحه على الأبدية 
ولمس هدب ما لا ينطق به ومجيد 

خرج من صومعته الفقيرة جدا
ليعلن أن الحقيقة غير ذلك 
لا يوجد جسد واحد للشر 
يوجد عهد ما .. بيعة ما .. جذب ما 
بين لوسيفر وأتباعه على مر التاريخ 
فالأناني الأول .. أتباعه أنانيون 
كل يقطن زنزانة وحدته الموحشة
الذي يحاول مع الوقت أن يملأها بتخمة ما
حيث كنوز السوس والصدأ
وصحبة الفراغ للفراغ 
وضجيج الرياح التي تصنعها بالرمال


في طريق شجرة المعرفة 
الأنانية تبدأ ولا تنتهي 
في البدء كانت الأنانية 
الذات الجائعة للسراب 
الهاوية السحيقة التي لا تشبع من جثث الموتى

في هذا النفق المظلم والمزدحم لا حميمية تذكر 
حتى حميمية صراخ الألم  .. وونس سماع آهات المتألمين غيرك
وإحساسك أنك لست وحدك في جهنم 
حتى هذا النوع المزري من الرفقة لن يكون 
لا يوجد جسد واحد في جهنم
لن تسمع غير آهاتك .. لن تشعر إلا بوحدتك 
زنزانتك الفردية جدا وصمتها الموحش الرهيب 

في النفق المظلم أرواح معذبة
بلا رجاء وبلا أمل وبلا طوق نجاة وبلا حضن يحتوي 
حتى بلا انتظار لمجيء ما 
لمخلص ما 
لمنقذ ما 
لمستقبل ما


في هذا  الوقت الأبدي 
تكتشف قيمة الإنتظار 
الذي كنت تتخيل يوما أنه مزعج جدا
تكتشف أنه كان من ضمن تيجانك
التي لم تراها .. بل في أوقات حاربتها
ما أجمل الانتظار 
ما أجمل الرجاء 
ما أجمل المستقبل
من أبغضوا الحياة لأن لحظاتها تنتهي 
وتفر كالبخار من بين أناملهم وأرواحهم
سيصرخون لتعود هذه اللحظات التي تفر 
بحلوها ومرها

في زنزانة روحية أبدية لا فرار 
 ما أبشع الصراخ الذي لا ينتهي
ما أفظع الدموع التي تعرف أنها  لن تمسح  للأبد
ما أتعس الملقى عاريا وهو يعرف أن لا غطاء له للأبد

تجربة لن يدركها إلا من فتحت كوة في جدار أرواحهم 
وطلوا منها ليروا بعض من .. هناك 
أن هناك  ستكون وحدك 
زنزانتك وحدك  .. صراخك وحدك .. جهنمك وحدك 

ولكن في الفردوس 
جسد واحد تلاميذ شجرة الحياة 
عهود بالحب والعطاء ..
بدأت في الأرض ولن تنتهي في السماء 
حميمية الشبع وارتواء لكل من أعطى كأس ماء بارد 
واحتواء لكل من غطى عريان بحق
وحرية لكل من أطلق مسجون 
ومعية لكل من زار مريض

قلبك هو أنت 
كنز روحك هو أنت 
من تبيع من أجله كل غالي وثمين هو أنت 

ولتعلم ..
 في الفردوس جسد واحد للحب 
وفي جهنم ستكون وحدك أنت لا شريك لك 



السبت، 24 مايو 2014

محاكمة لوسيفر .. أم محاكمة الآلهة ؟!


الإهداء ..
للتاريخ الذي لم يكتبه الأقوياء .. والسلاطين .. والحكماء  .. والآلهة .
وللذي لم يسجد للتراب .. للذي لم يشرك





في صباح يوم من أيام الآلهة
(هذا اليوم الذي كألف عام أو العكس !! )
استيقظت الآلهة على فكرة جديدة
( واستيقاظ الآلهة كان منذ البدء !! )
بعد أن خلقت الملائكة ..
واكتشفت أن واحداً من الكروبيم
قائد أوركسترا التسبيح في السماء
يُدبر شيئاً في الخفاء
( فالسماء أيضاً لم تخلو منذ البدء
من الجواسيس !! )
كانت الآلهة لا تعلم كل تدبير لوسيفر
كان ملاك ذكي جداً .. وثوري جداً
ولكن هذا النوع من الثورة المراهقة
التي لا تخلو من الأخطاء
وكان لوسيفر من الكروبيم ..
هذا النوع من الملائكة
الذي يعرف بحق طبيعة الآلهة
وأن ما يدبره في الخفاء سوف يُعلن
وكان يعلم جيداً .. مصير انقلاب كهذا
فهو أول انقلاب في مملكة السماء
ثورة ضد العرش الملوكي ورب الأرباب
ثورة ضد الآلهة ..
فكرة لم تخطر لأحد من الملائكة
وأظنها .. لم تراود حتى الآلهة
( الآلهة ..
من هو هذا الأحمق الغبي الجاهل ..
من هذا المخلوق الذي يتمرد على أسياده )
فكرة لم تخطر لأحد
ولكن ملاك كلوسيفر .. تخطر علي باله
أشياء تفوق كل عقل وكل خيال
عقل الآلهة .. وخيال الملائكة
لم يفكر كثيراً .. بل بدأ في التنفيذ
لأنه يعلم أن لحظة السماء سرمدية
ما يبدأ فيها .. لن ينتهي
لحظة السماء تحمل قطبي الوجود
البداية ........ والنهاية
في اليوم الذي قرر فيه
أن يكلم المقربين إليه
والذي كان يتذوق فيهم عربون التمرد .. والثورة
كان لوسيفر محبوب جداً
من كثير من الملائكة
كان أكثرهم حكمة وأكثرهم جمالاً
أول من عرف الخير والشر من الملائكة
وأول من غنى في الليل ..
وأول من كتب قصيدة على ضوء القمر ..
وأول من انتظر الفجر .. وذاق طعم الندى
وأول من لعب كالأطفال تحت رذاذ المطر
وأول من استدفأ في الشتاء بنار الحطب
وأول من جذبته المغامرة والسماء العلا ..
والهاوية والخطر
وأول من كفر بالقدر
كل من رأى لوسيفر في طفولته الملائكية
كان يطلق هذه العبارة
( لوسيفر هذا ليس كبقية الملائكة )
وكأن الآلهة حين خلقته وضعت فيه شيء
لم تضعه في بقية الملائكة
ولكن كل من في السماء كان يتهامس
( همس الملائكة المسموع للآلهة )
كانوا يقولون أنه لا يمكن أن تخلق الآلهة ملاك ..
وتضع فيه جذوة النار والثورة والتمرد
لا يمكن أن تصنع الآلهة مملكة خاصة
وتضع فيها من يهدمها أو يفسدها
وكان المتوقع ..
سمعت الآلهة هذا الهمس المخيف
وتم استدعاء لوسيفر
في محضر الأقانيم فقط



الآلهة : سمعنا أنك تصنع في الخفاء شيء
        هل هذا صحيح ؟!!
لوسيفر : وهل يوجد خفي
عن أعين الآلهة ؟
الآلهة : لا نقصد بكلمة خفي
         أننا لا نراه ..
         لكن نقصد هذا النوع من الخفي                
الذي نرفضه .. 
         ولا نرضاه
لوسيفر : ما هي الأشياء التي أفعلها وترفضونها ؟
الآلهة : أنت تعلم ..
         أنك رئيس ملائكة التسبيح ..
         ينبغي أن تسبح فقط في
محضرنا ..
         وبهذه التسبيحات الملوكية المتفق عليها ..
         وبالطريقة التي تحمل مهابة العرش
         ولكن أنت تصنع هذا فقط وأنت في محضرنا
         ولكن وأنت بمفردك تسبح أشياء غريبة
         لم نسمعها من قبل
         وتتصرف بطفولة عجيبة ..
عكس حكمة الشيوخ المعطاة لك
         تغني .. وترقص .. وترسم .. وتكتب القصائد
         أصبحت نموذج يثير الريب ..
            ويفيض بهامش لم تتعود السماء عليه
  السماء منذ البدء وقورة وهادئة وصافية
  كل الملائكة هنا في حالة من الانسجام العجيب
  لا ثائر .. ولا ساخط ..
ولا متمرد
  الجميع هنا في حالة من الخضوع الجميل
  وهذا هو الذي جعل السماء مكان بلا مثيل
  لماذا تريد أنت أن تسرب القبح إلى كل هذا الجمال ؟!!
لوسيفر :  آلهتي ..
           لم أرِد ولو لحظة واحدة
           أن أسرب القبح إلى هذا الجمال
           ولكن علي العكس تماماً ..
           أريد أن يتسرب النبض إلى هذا الجمال ..
           أن يتكلم هذا الجمال ..
           أن يغني هذا الجمال ..
           أن يبكي هذا الجمال ..
           أن يخطئ ويثور ..
           أن ينتصر ويخور ..
           أن يعرف كيف يقف ..
           وكيف يحلق وكيف يمشي وكيف يدور
الآلهة :   كل ما تقوله هذا هو تسريب للقبح
           هو خطيئة وكبرياء وإرهاب
           تريد قلب نظام الحكم
           ولكنك مخطئ وأحمق وجاهل يا لوسيفر
           فالسماء وما فيها .. والأرض وما عليها
           كل هذا ملك الآلهة
           وأنت .. من أنت ؟!!
           نحن الذين أعطيناك كل هذا المجد وكل هذه الحكمة
           التي تستخدمها الآن ضدنا
           ضد من جبلوك وخلقوك من العدم
           اعلم أنك لا شيء .. من العدم .. والي العدم
           نقدر أن ندمرك في طرفة عين
لوسيفر : أعلم آلهتي أني لا شيء .. وأعلم أني ضعيف إلى حد النخاع
          وأحب أن أعرفكم أن ما بدر مني ليس هو بكبرياء
          بل علي العكس تماماً .. هو تواضع وانحناء
         آلهتي .. اعلموا أن من يغني وحده ..
         ولم يقدر أن يغني أمامكم ..
         لا يقدر علي الغناء !!
         من يبكي قصيدته علي ضوء القمر ..
         لا يقدر علي العداء
         من يرقص ويهرول تحت المطر ..
         لا يحمل هيبة ولا جبروت السماء
         من يفعل كل هذا آلهتي
         علي ما أظنه لا يحمل في قلبه ذرة كبرياء


الآلهة :  كيف ؟!! كل ما تقوله هذا ضد دستور السماء
         فكيف تتجرأ وتتخيل أنك لست الداء  
لوسيفر : آلهتي عفواً .. إذا كان قلب الأطفال هذا ..
          بلاء علي السماء
          فلتصلبيني آلهتي ..
          فأنا أسر بهذا الفداء
          وليكن كأسي هو نفس كأس السماء

الأقانيم تتشاور فيما بينها ..
وبعض الملائكة المقربين من العرش يتهامسون   
يعلو الصوت إلى الدرجة التي تطلب الأقانيم فيها الهدوء
تعطي الأقانيم جبرائيل ورقة مكتوب عليها الحكم
وتقول له إقرأ يا جبرائيل ليسمع كل الملائكة
وليعرف الجميع أن كل من يراوده خياله بشيء من هذا القبيل ..
سوف يجازى جزاء ليس له مثيل

أقرت آلهة السماء ..
وهم بترتيبهم السرمدي الآب والابن والروح الأمين
أقروا علي لوسيفر وكل أصحابه من الملائكة
 كل ما يقوله لوسيفر من قصائد وعزف وأفعال تسمى بالشر
 وألا يبدع إلا خطية
 وألا يثمر إلا الفقر والجهل والمرض
 وألا يحضر إلا في أماكن النجاسة والعهر والقهر
 وأن يظل وحيداً إلى الأبد بلا سند وبلا ظهر
 وألا يعرف غير السهر والبكاء والعطش
     ولا يرتوي من أي نهر
 وليصبح قلبه في صدره كتلة ملتهبة من النار ومن الندم
 وليصبح سريره شوكاً يعتصر بداخله العدم
 كل ما يصنعه يفشل .. فيزداد خطأً بالأمل
 وفي النهاية يلقي في بحيرة النار والكبريت
    هو وجنوده .. وثمار هذا العمل
            
                                      انتهت المحاكمة


لوسيفر يبتسم ابتسامته المعهودة
ويقول كلمته الشهيرة
هذا جزاء كل من يثور علي الآلهة
ويصرخ صرخته الأخيرة
إلهي إلهي .. لما شبقتني !!!!