المـُلحد الذي يحمل علامات الإستفهام كـنيرٍ ثـقيل ويبحث بكل قدرته
من يختار أن يكون سمكة حيه تقدر أن تسبح عكس تيار القطيع الخائف من النشاز ومن رجم الإجماع
من يحمل في قلبه شكه العادل
من لا يقبل إجابات ساذجة لإستفهامات عميقة
من يعرف أن العلم مُهم للغاية
من لا يخلط بين الموسيقى والمختبر .. بين الغناء والميكرسكوب .. بين الحـُب والأوكسجين
من يعرف أن كوكب الأرض ليس مركز الكون
وأن الأرض ليست مسطحة
وأننا نقطة في محيط الفضاء والإنسان يحيا على هذه النقطة في هذا المحيط اللانهائي
من يجعله العلم متواضع
ومن يـُدرك عبث الكبرياء
من يـُدرك أننا أضعف مما نتخيل أو نفتكر
وأننا نجهل أكثر مما نعرف
وأننا نحتاج للإصغاء أكثر من الضوضاء
والبحث أكثر من النباح
وأن لا طريق للوصول لحقائق ما غير طريق البحث الجاد
المتدين المتعصب لا تقدر أن تحاوره غير حوار الطرشان
من يمتلك الحقيقة والقلم الأحمر وصكوك الغفران
من لا يسمع ولا يرى ولا يفهم إلا ذاته
من يحيا طول عمره في زنزانته الصدئة الذي يتخيل أنها من الذهب الخالص
من يرجمك في ضميره قبل أن يكفرك في الواقع
من يجعلك وليمة نميمته التقية وينهشك في غيابك
من يدخلك النار قبل يوم الدينونة بقرون
من يتلذذ بحربك وبهزائمك
من يسكن برج الكبرياء العاجي ويجلس على عرش الرحمَن ليغتال خلائقه
من يرى نفسه كلي البياض ويراك كلي السواد
من ينتمي للخرافة بكل فخر واعتزاز ويواجه العلم بكل تبجُح
من يتعامل مع العلماء كأنهم شياطين .. من يزرع الصفر
من يسكن العصور المظلمة ويحملها معه إلى المستقبل ويصدرها للعالم الحـُر
من يخاف النقد الموضوعي والنحت والتلسكوب
من لا يزرع لكنه يأكل بجوع
من لا يصنع ولكنه يدمر بإحتراف
من لا يبدع ولكنه يقبح
من يدعون للقداسة ويشتهي طول اليوم
من يبخر لأوثانه الذهنية ليل نهار
من يكتب على صندوق النذور أنه للرب
من يدعي أن الفقراء إخوة الرب وهو يعاملهم كالعبيد
من يتخيل أن فريقه أكثر بياضاُ من الفرق الأخرى
من يستشهد لأنه يريد أكثر .. يشتهي أكثر .. جائع أكثر
من يقف في وجه قطار العالم الباحث عن حياة أفضل
وكلاء السماء على الأرض وظلال شهر السماء العقاري
من يمسك في يمينه الجزرة وفي يساره العصا
من يجهل عمق الحب للآخر وللأرض وللكون كله
من يجهل سر قوس قزح
هذا المتدين كم يحتاج للبصيرة
كم يحتاج أن يقدم الحرف القاتل قربان على مذبح الحب
كم يحتاج للشفاء
وبين هذا الملحد المتواضع والمتدين المتكبر
من المحيط للخيلج
سجون متلاصقة
وحوار للطرشان
المشكلة في الإنسان .. والحل في الإنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق