الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

كوكب بيضاوي جداً


الإهداء ..
لولاهم .. لظل الكوكب بيضاوي جدا 


كوكب بيضاوي جداً
يقطنه كم هائل من الأنانيين
ومن إزاحة دوائر التخمة لبعضها البعض
ومن أكوام القش التي تملأ الفراغ بوجود مـُصطنع
وبسواقي حياة رتيبة جداً
ولكنهم بها قانعون
يستيقظون قي الصباح ليلتهموا الباقي من العمر الفارغ
لحظات فارغة تسلم نفسها للحظات أكثر فراغ
بقبلة غير مقدسة تسلم عمرك للهواء
ليس فقط للهواء الطلق بل للهواء الملوث
طابور النمل تـُحركه بوصلة خنجر الظهر
قطيع من الخراف الضالة مفتوحة العينين مبتسمة ببلاهة
تكرار الرسائل مُمل للغاية
واستنساخ الغرق مُضحك
لماذا يحاول الصفر طول عمره أن يتميز عن صفر آخر ؟
لا تمايز بين الأصفار .. ولا إتحاد
الغاية التي تبرر الوسيلة .. غاية حمقاء
الفرق بينهما في عمق الإبتذال وخواء الهدف
إصغاء الأتربة للرياح باطل
وشهوة الغبي عندما تمنح لا يتلذذ
يستقبلها في صدر فارغ
فالوتر المقطوع لا يقدر على الغناء
وبوح الأشياء للأشياء تافه
بلا عناء وبلا ثراء
من لا يحمل كنزه في القلب
لن يدرك قيمة الأشياء
سيعبر كالعابرون
سيدوس على اللآلئ دون أدنى إكتراث
سيلقي بالبذار على الصخور والأشواك بضمير ميت
سيجهل حكمة الأطفال وببساطة الحكماء
سيلتزم الضوضاء .. وبقعة الضوء
وتشويش التصفيق
واجترار الحياة .. والتهام التروس للتروس
والنجم الميت الذي تدور حوله كواكبه الموتى
الكل باطل للباطل
والكل معنى للمعني
حسب إيمانك يكون لك
فراغ قلبك يجعلك فارغ
وعمق روحك يجعلك ثري
فقير تـُفقر من حولك
وغني تـُغني من حولك
كم وكيف من البقع البيضاء جعلت هذا الكوكب البيضاوي جداً .. أقل قبحاً
وأكثر جمالاً
تخيلوا كيف كنا سنحيا بلا هؤلاء
من نحتوا ورسموا .. وعزفوا .. وغنوا
واخترعوا .. ورقصوا
وصلوا . وسجدوا .. وكفروا بتواضع
من لم ينساقوا وراء القطيع والتكرار
والرتابة .. والملل .. والساذجة .. والفراغ .. والموت
من اعطوا .. ومن بذلوا .. وضمدوا
من ستروا .. ومن احتووا . ومن غفروا واشفقوا
من كان العالم غير مستحق لهم .. ولكنهم جعلوه بالحُب مستحق
من أمطرونا بكم هائل من الأحلام
من أعطوا الملح للأطعمة التي بلا طعم
من أعطوا المعنى لفخ الحرف الحربائي
من أعطوا الخلود لفناء التراب السرابي
من زرعوا الأحلام في أرض براءتـنـا
بطائرة ورقية في طفولتنا وبقوس قزح في شبابنا
بعهود لم نستطع الهروب منها
بمشيئة كنا نهرب منها فنكتشف مع الوقت أننا كنا نهرب لها
بإصغاء لكل ماهو مسكوت عنه وبعيداً عن متناول الحواس اللاهثة
بإنتظار لنوع من الأمطار لا يأتي في فصل الشتاء المتعارف عليه
بالبحث في أوراق السرائر المُعتقة
بالجلوس أسفل اقدام البراري المقدسة
ما أعظم هؤلاء
ما أجمل هؤلاء
لولاهم لكان هذا الكوكب بيضاوي جداُ وأناني فقط

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

مـُلحد أصغي إليه .. ومـُتدين أتجاهله



المـُلحد الذي يحمل علامات الإستفهام كـنيرٍ ثـقيل ويبحث بكل قدرته 
من يختار أن يكون سمكة حيه تقدر أن تسبح عكس تيار القطيع الخائف من النشاز ومن رجم الإجماع
من يحمل في قلبه شكه العادل 
من لا يقبل إجابات ساذجة لإستفهامات عميقة
من يعرف أن العلم مُهم للغاية 
من لا يخلط بين الموسيقى والمختبر .. بين الغناء والميكرسكوب .. بين الحـُب والأوكسجين 
من يعرف أن كوكب الأرض ليس مركز الكون 
وأن الأرض ليست مسطحة 
وأننا نقطة في محيط الفضاء والإنسان يحيا على هذه النقطة في هذا المحيط اللانهائي 
من يجعله العلم متواضع 
ومن يـُدرك عبث الكبرياء 
من يـُدرك أننا أضعف مما نتخيل أو نفتكر 
وأننا نجهل أكثر مما نعرف
وأننا نحتاج للإصغاء أكثر من الضوضاء
والبحث أكثر من النباح
وأن لا طريق للوصول لحقائق ما غير طريق البحث الجاد 

المتدين المتعصب لا تقدر أن تحاوره غير حوار الطرشان
من يمتلك الحقيقة والقلم الأحمر وصكوك الغفران 
من لا يسمع ولا يرى ولا يفهم إلا ذاته 
من يحيا طول عمره في زنزانته الصدئة الذي يتخيل أنها من الذهب الخالص
من يرجمك في ضميره قبل أن يكفرك في الواقع
من يجعلك وليمة نميمته التقية وينهشك في غيابك 
من يدخلك النار قبل يوم الدينونة بقرون
من يتلذذ بحربك وبهزائمك 
من يسكن برج الكبرياء العاجي ويجلس على عرش الرحمَن ليغتال خلائقه 
من يرى نفسه كلي البياض ويراك كلي السواد
من ينتمي للخرافة بكل فخر واعتزاز ويواجه العلم بكل تبجُح 
من يتعامل مع العلماء كأنهم شياطين .. من يزرع الصفر
من يسكن العصور المظلمة ويحملها معه إلى المستقبل ويصدرها للعالم الحـُر

من يخاف النقد الموضوعي والنحت والتلسكوب 
من لا يزرع لكنه يأكل بجوع 
من لا يصنع ولكنه يدمر بإحتراف
من لا يبدع ولكنه يقبح 
من يدعون للقداسة ويشتهي طول اليوم
من يبخر لأوثانه الذهنية ليل نهار
من يكتب على صندوق النذور أنه للرب
من يدعي أن الفقراء إخوة الرب وهو يعاملهم كالعبيد
من يتخيل أن فريقه أكثر بياضاُ من الفرق الأخرى
من يستشهد لأنه يريد أكثر .. يشتهي أكثر .. جائع أكثر 
من يقف في وجه قطار العالم الباحث عن حياة أفضل

وكلاء السماء على الأرض وظلال شهر السماء العقاري
من يمسك في يمينه الجزرة وفي يساره العصا
من يجهل عمق الحب للآخر وللأرض وللكون كله 
من يجهل سر قوس قزح 
هذا المتدين كم يحتاج للبصيرة 
كم يحتاج أن يقدم الحرف القاتل قربان على مذبح الحب
كم يحتاج للشفاء 

وبين هذا الملحد المتواضع والمتدين المتكبر 
من المحيط للخيلج 
سجون متلاصقة 
وحوار للطرشان 
المشكلة في الإنسان .. والحل في الإنسان



بيجول



الحرف يقتل
والصف الأخير كالصف الأول .. طالما كان في نفس الهيكل
مخرج هذه المسرحية واحد
والجمهور واحد
والتصفيق كالرجم واحد

الواحدانية تخيم على هذا المكان الموحش
اكسر النصف الفارغ
أو اكسر النصف الملآن
وجهي عملة كأسك الواحد

والواحد لا يملك غير فزاعة الشرك
والواحد أناني .. والشرك منفصم
وجهي عملة الرغبة والخوف
عملة مزورة

لا أعرف كيف تصبر ذاتك بالحيوات القادمة
وحياتك الآن تعلن أنك ضيعت حيوات سابقة
واعرف أنك لا تملك في الحقيقة غير الآن
والآن يتبخر بكل زهو
يضع وجهك في الحائط
بين رصيف ثابت وقطار يتحرك بسرعة الضوء

وأنت كالأبله .. كدرويش .. كمنتظر
تنتظر " بيجول "
ليصلح ما أفسدته
ليجلط نزيف روحك في معاركك الدنكوشوتية
ليشق حجاب بصيرتك
ليلقي بحرفك ومعناك في المحرقة
فتخرج أبيض من الثلج
من مخاضك لولادتك
من هيكلهم لهيكلك
من وحدانيتك لمحبته ..
لمحبتهم .. لمحبتك
دائرة البراري
وحلمك وبلاهتك والمنتظر