الجمعة، 18 أبريل 2014

رئيس هذا البحر .. شرير

الإهداء .. للبراري



في لحظة ما في عمق البحر

تشعر أن كل الإتجاهات في عينك سواسية

موجة تلطمك وموجة أخرى تنتظر دورها لتلطمك

وأنت تنتظر المجئ الثاني للغرق

فالمجئ الأول كان بداخلك



لحظة صوابك تحاصرها الآن لحظات أخطائك

بوحك يحاصره صراخك

فرئيس هذا البحر شرير

جعل كل الطرق تؤدي بنسبة كبيرة للهلاك

وكأن وجود الشاطئ خرافة ومستحيل

وبديل للغرق غرق بديل



انتبه فالأكاذيب لها أسفل جلدك .. عميل

والهدف سرقة عمرك

وعمرك غالي ولكي يسرقه ينبغي أن يكون رخيص

كل يوم يطلق سهامه عليه

ليصيبه بالعطب بالملل ويمتص رحيقه وطعمه ولونه ومعناه

فتصير محبط ومعتم ومرتبك



يأخذ سؤالك الحي ويعطيك إجابة ميتة

يأخذ خبزك ويعطية حية

يأخذ دهشتك ويعطيك لامبالاة

يأخذ جرأتك ويعطيك جــُبن أو إنتحار

يأخذ قلبك النابض ويعطيك حجراً أصم

يأخذ شبابك ويعطيك قبراً

فرئيس هذا البحر شرير



روحك بعد الفخاخ تكاد تنطفئ

في هذه اللحظة

لا رجاء لا أمل لا منقذ لا خلاص

هكذا تظن وتتخيل وتفتكر

أن رئيس هذا البحر انتصر

وفجأة ..............

تدق الساعة ويمر عليك زمن الحب

زمن الستر

زمن القيامة

وفجأة .. ترى الشاطئ هناك

قد كذبت الأمواج .. وضلت الأهواء

فالشاطئ موجود .. والنجاة هناك

واللحظة كاذبة والغرق كاذب واليأس كاذب

والشاطئ موجود

تسبح نحوه فينتاب ضعفك قوة

وهزيمتك انتصار

وتضيء بصيرتك بالنهار

فترى الشاطئ وسحابة من الشهود أحرار

فتحطم أغلالك وينكسر فخك

وتعرف أن رئيس هذا البحر كاذب

وأن الشاطيء هو وطنك وعشقك وروحك والديار



الخميس، 3 أبريل 2014

رأيت الله




سمعتهم يقولون أنهم رأوا الله
وسمعت كلاً منهم على حدا
يقول أنه يعرفه ويدركه ويفهمه ويحفظه ويبشر ويدعو به
ويعرف عنوانه وسمائه ومكان حضوره ومكان غيابه
ويعرف ملائكته ومريديه وشياطينه وأعدائه
كم مليار يسكن المسكونة
وكم منهم يتخيل أنه يعرفه ويدركه ويؤمن به ويمتلكه
كم متكبر بيننا
كم محدود تخيل أنه قادر على إحتواء اللامحدود
الإنسان سجين تصوراته ومخاوفه ورغباته
من تخيل قديماً إله وصنعه من العجوة أو من الحجارة أو في خياله مجرداً
فأكل من أكل .. ونصب أوثان لمن نصب
من خلق إلهاً على صورته وتخيل أنه امتلك الإله
وباع صكوك غفرانه ..
وصنع سوق لتجارة الأفيون الغيبي ولتسويق الإله الترابي
كم هيكل أصبح مغارة لللصوص ؟!
وكم صندوق للنذور وللدموع ولتخمة الأسياد ؟!
إذا أردت أن تعرف بعضهم أنظر للصفوف الأولى في بعض الأعياد
لن تجد في وسطهم أرملة الفلسين
أو بعض المهمشين
إذا أردت أن تعرف الفرق بين هيكل اللصوص وهيكل التائبين
هيكل الحجارة والهيكل اللحمي
بعد أن تنظر للصف الأول ابحث ..
ابحث عن كم وكيف .. المحتجبين
المشابهين صورة الأطفال .. الصائرين كالأطفال
إذا رأيتهم في هيكل
ورأيتهم مازالوا باحثين مندهشين متيقظين حالمين ثائرين محبين
مازالوا متيقنين بعدم استحقاقهم ..بعدم امتلاكهم الحقيقة
ولا مفاتيح جنته .. ولا صكوك غفرانه
هم فقط بعض من أحبابه غير المستحقين
أنامل طفل تلمس هدب ثوبه وهدب الحقيقة وهدب الإجابة
ستعرفهم عندما تعرف أننا نعرف بعض العلم
وبعض المعرفة وبعض التقوى وبعض القداسة وبعض الحب
وأننا استفهام أكثر منا إجابة
وأننا ضعف أكثر منا جبروت
وأننا عطشى للبر أكثر منا ماء
وأننا جوعى للخير أكثر منا مخازن للأطعمة
مازالنا نحبو ونتلعثم في نهر اللامحدود
غبي من يتخيل نفسه قد وصل لغاية الوجود
فيكتفي ويتسمر كيانه ويحيا مـُخدراً
لأنه ظن أنه قد أكمل
قال الجاهل في قلبه ليس إله
وقال الجاهل في قلبه أمتلك إله
وجهي عملة الكبرياء .. وجهي عملة الأجابة
لا يوجد أجمل من السؤال
لا يوجد أجمل من العطش .. من الجوع
من السباحة في النهر الذي لا يفقه أسوار البركة وزيف الوصول
دعوا الصفوف الأولى لمشتهي الصفوف الأولى
ووهم المتعصبين لأنفسهم ولإجابتهم ولإيمانهم
فالمقابر في حاجة ماسة لزخرفة الخارج
فصناعة العبد تحتاج للترهيب وللترغيب
والتيه والضلال يجذبوا معصوبي العينين والروح
ولكن من لا يهاب حريتك ولا إختيارك
يريدك مبصراً
من لا تزعجه أسئلتك لا يصعق عقلك بالبرق
ولا يكمم فمك بالسيف أو المعجزة
من لا يخاف نقدك وسخريتك وكفرك لا يقصف قلمك الأحمر
ولا يحيا ويتبختر على أنقاضك
ولا يريدك أن تحيا وتتبختر على أنقاض أعدائه
من خلقك حـُراً يسعد أنك مسئول
ويعرف أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد
من يدعي أنه يحب الذي لا يراه ويبغض الذي يراه
كاذب
من يدعي أنه يشتهي الأبدية الروحية ويكفر باللحظة الأرضية
كاذب
من يريد أن يحصد فوق يزرع هنا
من يريد أن يحصد أبدية لا مثل لها عليه أن يكون مسئول هنا
فالله خلقك حراً مسئول هنا .. في الأرض
مستأمن عليها تطورها مع بني جنسك البشري
تحب من تراه .. ترحم من تراه .. تحرر من تراه ..
تساعد من تراه .. تبني مع من تراهم ..
تبدع مع من تراهم .. تعدل مع من تراهم
فحبك للمحدود هو طريق وصولك للامحدود
فامتحان قلبك اللحمي يـُصحَح على صفحة المحدود
فالآخر هو اكتمالك وامتحانك ونحات كيانك

الأربعاء، 2 أبريل 2014

The New Vision







كم شخص عادي تخيل أنه متميز
وأن الحياة ينبغي أن تـُعاش بدهشة ما
وأن هذا العادي والمألوف الذي يحياه ليس ما ينبغي
ليس ما يشتهيه ..
ليس ما كان يحلم به يوماً
كم شخص عاش سجين تصوراته الوهمية
وفجأة ينشق الحجاب .. عن واقعه
فيجده مُملا .. تكرارياً جداً
حارس صباحه يسلمه مقيداً لحارس ليله
وتضعه الحياة على سلم العمر الكهربائي الذي يظل يصعد دون إذن
وتمضي الأيام والسنون
وتتساقط الأحلام كأوراق الخريف بلا منتبه
لم يغير نفسه كما اشتهى يوماً
ولم يغير العالم كما تخيل
دخل العالم والعالم مليئ بالفقراء
وسيخرج والعالم أكثر فقراً ووجعاً
ولد في أرض السقوط
وسيدفن في مقابر السقوط
إستلم كأسه نصفه فارغ
والنصف الآخر مليئ بالوراثة
والآن يسلم كأسه كله فارغاً
وكؤوس أخرى إشتراها ليعطيها لمن يرغب في البحث والمغامرة
يضحك لأنه عندما كان أكثر حداثة كان يمنطق ذاته
لم يكن يحتاج لعكاز ما
لمطر ما
لمشيئة غير مشيئته
الآن يترك نفسه ليأخذه آخر
حيث لا يشاء
وينتظر هبوب ريح عاصفة تهب عليه وقتما تشاء
حيثما تشاء
لعل المطر المتأخر يأتي
لعله يكتشف مشيئة السماء
ويظل همس التميز يوسوس له
بين الحين والآخر
وأحلام كانت تأتيه بثوب أبيض
الآن تأتيه في شبه النور
في صورة كوابيس
فيحاول أن ينسى
بعد أن ألقى الأحلام وعمره في بحر النسيان
يحاول صامداً أن يبقيه فيه فقط قلب الإنسان
بعد معركة الحياة
وهذا الكم الهائل من النزيف
تحاول أن تحصي ما تبقى ليس من الغنائم .. لا
بل تحصي ما تبقى من الأصول ..
تحصي ما تسلمته من البدء
كانوا مئة وضاع واحد .. وضل آخر .. وتاه ثالث
وغرق رابع .. وطار خامس
للأسف .. ما تزرعه في أرض السقوط تحصده في أرض الجدود
من زرع الخوف يحصد خوفاً
من زرع الحب يحصد حباً
كل صليب شبه لهم ليس بعده قيامة
وكل زرع في الصخر ليس فيه إثماراً
والشوك يجيد قنص الورود
فالتراجع وهم تميزك أو حقيقة تميزك
أفحص بحثك وحدتك وأحلامك
ولتترك كل زيف فيك يتبخر
حتى لو كان زيفاً جميلاً
حتى لو كان ضوءاً لامعاً
حتى لو كان وعداً مبهجاً
لا تنظر للباطل بعين الحقيقة
ولا تشتهي حقيقة بقلب متكبر
ولتتعلم أن تصغي
وأن تصوم على العراك
ولتختلي
لتسمع صوتاً ليس بصوتك
لتدرك حلماً ليس بحلمك
لتضع مشيئتك على المذبح
وراحتي روحك فارغة
فتستلم إجابته
مشيئته