لا أعرف من هو محظوظ منا .. ومن أعطته
الحياة فرص لا تــُـقدر بثمن
وجعلته يقابل وجهاً لوجه فقراء بقلب أرملة
الفلسين
ويواجه أغنياء بقلب الصفوف الأولى
لا أعرف من أعطي فرصة أن يصغي لخاطئ يشعر
بعدم الاستحقاق
وأن يصغي لمؤمن يشعر باستحقاق وبزهو
عجيب
لا أعرف من منا دخل هيكل يحضر مود الحضور
الإلهي ليضعك في قلب الحدث بالمؤثرات
ومن منا لمس حضوره في أماكن عادية جداً مع أشخاص
تظهر وكأنها أقل من عادية
ستظل الوشاية شريرة حتى لو كانت من تلميذ
من تلاميذه
وسيظل النـُـبل خيـِر جداً حتى لو كان من أعدائه
الخير خير والشر شر
مهما كان التزييف مُحكـَم والأقنعة مُحترفة
وسيظل التواضع جميل وعميق
والكبرياء أناني وسطحي
كم خاطئ يحمل قلب طفل
وكم مؤمن يحمل روح لوسيفر
الفرق رهيب .. بين من يعرف أنه مريض ويحتاج
لطبيب
ومن يعرف أنه من الأصحاء ويتخيل في بعض
الوقت أنه طبيب أيضاً
البوصلة لا تنادي إلا على التائهين
والشاطئ ينتظر من كانوا على وشك
الغرق
وجع وشـَك وتواضع الأسئلة
وتخمة وقساوة حامل الأجوبة الساذجة
الفرق بين الاحتواء والطرد
بين جذب الحـُب وأنانية الطارد
الحياة كل يوم تعلن بوضوح عن خسارة من يدعي
الحقيقة في معاركه الدموية
من يخسر إنسانيته يخسر الحقيقة
من يخسر زرع الأرض لا يحصد ثمار
السماء
النبلاء يضيئون حتى لو كانوا أعداء
والخسة لا تحمل قنديل يضيء في الظلام
مع الوقت أصبحت لا اسأل من تعبد
وما هي صفاته
ولأي مذهب وطائفة تنتمي
وما هو معبدك هذا الصباح وذاك المساء
أصبحت أعرف فخ زخرفة القبور
واقنعة الهياكل الموبوءة بحـُب
الظهور
فقط انظر لقلوب الأطفال والعجائز
لكل من لا ينتمي للغرور
المس العطاء المليء بالاستحياء
وانظر العيون غير المستحقة والمليئة بالعرفان
وامسك أنامل الزارعين بالدموع والحـُب
وعاهد المُحتجبين إذا اكتشفتهم
في الخفاء يقطن الشفاء
وحاول أن تصغي ليس لمن لهم لسان .. بل لمن
لهم آذان
ولمن لهم قلب إنسان
هناك يكون الحضور
حضور يفوق العيان