الخميس، 28 يناير 2016

أدين بدين الشرك


 

الإهداء ..
للمشركين فقط ....

مع الحياة والخبرة والتجارب والتاريخ تكتشف أن أصعب إحساس تجسيدي هو الحب ..
لأنه يواجه كنز قلبك في مقتل .. يعري أنانيتك إلى الدرجة القصوى .. يجعلك تكتشف حقيقة ذاتك والآخر بلا أسلحة وبلا دروع
.. تمتحن بالنار فتحرق كالقش أو تلمع كالذهب .. تواجه عيوبك وضعفاتك وثغراتك التي أصبحت ليست ملكك فقط ..
تواجه نصف كأسك الفارغ ونصفك الملآن بماء مالح الذي لم يعد يرويك أنت فقط بل يجعل الآخر عطشان أيضاً ..
كيف تقدم نفسك للآخر هكذا ..
يضعك أمام قرار التغيير بحق وبجدية .. يجعلك مسئول مسئولية كاملة الأهلية .. لتأخذ قرار إرادي حـُر بأن تستحق حبيبك ..

تواجه ذات مغايرة عنك فتكتشف أن تواضعك لم ينبت بعد .. وأن هالة كبريائك سرابية جداً .. وأن التفاصيل بينكما هي سر السرائر .. وأن كل شعارات الروايات الرومانسية ساذجة .. وأن أعمق نضال هو نضال الحب .. لأنه يجعلك تواجه وجها لوجه عدوك المحتجب أسفل جلدك .. أنت

حان الآن أن تخوض معركة ومسيرة التغيير حيث الباب الضيق والطريق الكرب .. لتربح نفسك والآخر
فلم يعد العالم في عينيك وفي قلبك وفي عقلك وفي كل كيانك ليس كما كان في القديم .. فالعتيق كان ذاتي جداً وفردي جداً ومركزي جداً .. عرش الأنانية لا يتسع لآخر بحق .. فوحدانية العتيق لا تقبل الشرك

والحب هو الكفر بالذات الأحادية والمنفصلة .. هو أعمق أنواع الشرك .. والإعتراف بكل مجاهرة كونية أنك تحتاج إلى آخر بعينه .. وأنك لست كلي الكمال ولست كلي القدرة ولست كلي الشبع ولست كلي الارتواء ولست كلي الأحلام .. ولست كلي النقص أيضاً

حان الآن لتتسع تخومك لتستوعب آخر بكل ما فيه وما به وما له وما عليه .. ضعفاته ونصف كأسه الفارغ وأحلامه ومخاوفه وتاريخه .. كيف تصنع ألوانك وألوانه لوحة مغايرة وجميلة في عيونكم .. كيف يصنع حطب غابتك وغابته كوخ خشبي دافئ .. كيف تكون طوق نجاته وكيف يكون شاطئ غرقك ..

حان الآن أن تكتشف صداقة تحتوي الإختلاف والتنوع بكل سهولة ويسر .. وحوار لا يقترب من مدينة الطرشان .. بوصلة قادرة دائماً على وصول سفينتكم للهدف سالمة .. وطول أناة ولطف وصبر يفوق صبر أيوب بمراحل .. ودهشة وفضول ومغامرة تواجه الرتابة والملل بكل جدية كل يوم .. ويقظة تعرف أن الانتباه والاهتمام هم حراس أبواب حلمكم الأمامية والنوافذ الخلفية ..

حان الآن أن تدرك أن الحب سؤال طازج دائماً وليس إجابة معصومة .. شك عادل يبحر في نهر لا يـُعبر يجعل الآخر حاضراً دائماً وقابل للبحث وللغوص وللإبحار  .. وليس يقين خامد في باطن أرضك لا يعتريه باطل ولا ظل دوران

حان الآن أن تكتشف أن للحب باب يـُـقرع فيــُفتح لك .. تطلب فتجد .. تسأل فيجيب .. وردة طبيعية جداً وليست صناعية صماء ومتوهجة دائماً .. فالورد الطبيعي يدرك عمق الفصول .. حتى الخريفي منها

حان الآن أن تعرف أنكما اثنان بحق بلا امتزاج وبلا انفصال .. سر الإتحاد الذي يقدس مسافة الحرية والتحقق .. وأن أحلام الآخر جزء أصيل في سعادتك الحميمة جداً .. وتحليق الآخر يطلق روحك حرة .. فالحبل السُري يعرف أن الفطام كم يـُجذر التشبث

حان الآن أن تكتشف أن الحياة أجمل وأن النير أصبح هين .. وأن الرجاء ليس احساس ينتابك فجأة بل شخص بجوارك .. وأن كينونتك لا تــُبنى على أنقاض آخر .. وأنك لست واحداً بجواره صفر .. وأنك في عينيه أجمل من مرآتك ..
         لا يوجد اجمل من ان تراك عين على حقيقتك وتكون عين حبيبتك

الخميس، 14 يناير 2016

فخ تجديد الخطاب الديني

 


كم يشبه يوم إسلام البحيري بالبارحة لاغتيال فرج فوده
حزينة أيامك يا مصر
تجهلي ما تفعلينه بتاريخك وحضارتك ولون خضارك
تطفئ شموعك بكل استهتار
لتجذري ظلامك البدوي
ليكتمل حصار العقال لعقلك
والتجريف لاجتهادك
ليتم اغتيال إبداعك في وضح النهار

لا أعرف كيف تهرول بهية عكس عقارب الساعة بسرعة الضوء
كيف تسلم أبجديتها على طبق من ذهب ليحرفها أحمق
كيف تترك نهر الزارع لترتحل كراعي غنم نحو الخيام

لا أعرف كيف تتواطأ مع كل أركان اللعبة بتعاقد عرفي
لأجل غنائم رخيصة لا تفقه غير جوع الغرائز للحواس
غبية إلى درجة الناقصات عقل وأحلام

لا أعرف كيف احتل الجمال التشوه
كيف يستعمر التوحش قلب لحمي
كيف تقطف ورودك لتضع مكانها صفائح  القمامة

ثورة بطعم الياسمين تتحول أسفل أقدام الإخوان لثورة بطعم الصبار
تسقط الإخوان لنحلم من جديد .. ليفاجئنا الفخ .. بسجن إسلام البحيري
وحصار الكل
كيف تبتسمي بكل بلاهة في وقت المعركة واكتمال النزف

الغباء ليس فقد لا دين له
ولكن الغباء لا وطن له أيضا
من لا يقبل تجميل قبحه غبي
من يحارب تضميد جراحه غبي
من يرفض إطلاقه من الأسر غبي
من يظل شحاذ ويفتخر
جاهل ويفتخر
يهدم ويفتخر
يسجن ويفتخر

عندما تمرض مصر وترفض العلاج مع سبق الإصرار والترصد

الاثنين، 11 يناير 2016

تيجان الجوهر

 


الإهداء ..

لكل رفاق الجوهر المرابطون في الحب ..
ولهؤلاء من قفزوا من السفينة وجعلوها أكثر خفة وأعمق سلاماً

حقيقة الوحدة أعمق من حقيقة الكل 
مهما كانت ثنائية عشق 
أو عائلة كبيرة 
أو وطن غير اغترابي 

حقيقة تأخذك إلى أماكن في كيانك لم يطأها قدم 
تكتشف في صحاريك الشاسعة أن مطراً ما  .. غمراً ما غمرك 
سقط من سماء ما غير نحاسية .. على هذه الصخرة فنبت وردة وحيدة تقف في وجه التصحُر الداخلي

الوحدة مكتملة الأركان .. كاملة الأهلية 
تعرف أين تظهر وكيف تختبئ بعيداً عن الأنظار 
لمن تبوح بصلاة ليلية 
كيف تصعد سلم التخلي درجة درجة 
وكيف تسير في جلجثة الذات خطوة تليها خطوة 
 وقرار يجذب قرار 
وشفاء يـُـبرىء جُرح 
وحرية روح تكسر أغلال .. فتتحرر لتكسر قيد 

اقرأ كل الكتب 
فتش بين الأجوبة 
احمل كل النير المعرفي الثقيل .. لن تتحرر 
لن تخطو خطوة واحدة للأمام
لن يــُروى عطش قلبك 
ولن يسكن السلام روحك 
ستقلق أكثر من كل الماضي 
ستهتز صخرتك 
وستــُحبط إلى درجة العبث 
فالغوص في الظلام بأدواتك .. يدخلك لأعماق الظلام أكثر مما تتخيل 
يغلق نوافذ وأبواب زنزانتك عليك 
فلا ترى حتى أصابع يديك 
ليس بالمعرفة فقط يحيا الإنسان 

كم جذاب الضلال في هيكل يرتدي ثوب الهداية 
لأجل ذلك لا تصدق ذاتك  
ولا تصنع سور عظيم حولك لتحتمي 
فالخوف عاقر لا يلد حُـر
والمتكبر جبان أو مـُـنتحر 
فالحماقة أجهل من الجهل بمراحل 
والطرشان لا حوار ينفع .. ولا جرس انذار 
والكفيف لن يرى الفرص حتى في وضح النهار 

لأجل ذلك انتبه واصغي وتعلم وخوض الحياة بقلب لحمي وروح مستنيرة 
قلب يعرف كيف يعترف بأخطائه ويتغير فعله 
وروح تلتقط الإشارات حتى في غياهب الليل 
فتيجان الجوهر وعطايا الدفيء أكثر من اتهامات يهوذا والجمهور 
لا تدافع عن نفسك ولا تبرر لأحد .. فقط احتجب 
واترك صيارفة الهيكل وبائعي الحمام لكنزهم 
واذهب إلى الجوهر .. إلى الداخل حيث لا أحد 
حيث التلاقي العميق والعرفان المحرر 

واعرف أن لا فائدة لو ربحت العالم كله وخسرت نفسك